ليزت ألفونسو.. من «كوبا» إلى كل العالم: الرقص يسمو بالروح

ليزت ألفونسو.. من «كوبا» إلى كل العالم: الرقص يسمو بالروح
- الأمم المتحدة
- الأوبرا المصرية
- الاحترام المتبادل
- البيت الأبيض
- الثقافة والفنون
- الحزب السياسى
- السفر حول العالم
- الشباب والبنات
- العلوم الإنسانية
- أداء
- الأمم المتحدة
- الأوبرا المصرية
- الاحترام المتبادل
- البيت الأبيض
- الثقافة والفنون
- الحزب السياسى
- السفر حول العالم
- الشباب والبنات
- العلوم الإنسانية
- أداء
عالم سحرى، وخيالى، قررت ليزت ألفونسو أن تضع نفسها فيه، منذ كان عمرها 4 سنوات، عشقت هذا التكنيك، حتى أصبحت واحدة من أبرز وأهم مصممى الرقصات فى كوبا، فاقت شهرتها المدى، وتعدت حدود دولتها، فأصبح لديها جولات حول العالم تنشر فيها الثقافة والفنون بالرقص، فهى سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وتم اختيارها كواحدة من أكثر النساء تأثيراً حول العالم فى تصنيف الـBBC للعام 2018.
زارت مصر وقدمت عروضها فى دار الأوبرا المصرية، كما زارت أمريكا، والصين، وألمانيا، وكندا، تتم دعوتها فى أبرز المهرجانات حول العالم، من بينها مهرجان Fall for Dance فى نيويورك ومهرجان Luminato فى تورونتو، حازت عدة جوائز فى مجالها، من بينها جائزة الأضواء الدولية من قبَل لجنة رئيس الولايات المتحدة للفنون والعلوم الإنسانية، الممنوحة من البيت الأبيض، أهدتها إليها ميشيل أوباما، فى عام 2016، وكانت فرقتها أولى الفرق الراقصة فى تاريخ حفلات جرامى للعام 2015.
ابتكرت «ليزت» فناً جديداً من فنون الرقص، عن طريق دمج رقصها بالمسرح، وتقديم مسرحية راقصة، من خلال عرضها Vida والذى نالت عنه جوائز عدة، تقول «ليزت»، لـ«الوطن»: «بدأت أتعلم الباليه منذ كان عمرى 4 سنوات، لا أعرف شيئاً غير الرقص»، تم تدريبها فى مدرسة الباليه الوطنية الكوبية وأكاديميات الرقص الإسبانية، حتى تخرجت فى كلية المسرح والدراما من جامعة هافانا للفنون، ثم بدأت فى العام 1991 تأسيس شركتها ومجموعة الرقص الخاصة بها.
{long_qoute_1}
كرست نفسها كلياً للرقص، اخترعت أسلوباً خاصاً بها وبشركتها سمته Fusion dance، تكنيك معقد وصعب، لكنها أصبحت مجنونة به، تعلّم الشباب والبنات والأطفال الرقص، وتنظم الدورات الصيفية لتعليم الرقص فى كوبا، إضافة إلى مسابقات الرقص السنوية، لا تتوقف مطلقاً عن أى نشاط له علاقة بالرقص.
على الرغم من ذلك توقفت عن الرقص كى تسمح للجمهور بالذهاب للمسرح ورؤية الرقصات التى تصممها، وليس ما ترقصه هى، تصمم الرقصات، وتديرها وتخرجها للمسرح، فهى المسئولة عن ألف شاب وفتاة يعملون معها فى فرقتها التى تحمل اسمها «LIZT ALFONSO DANCE CUBA»، ومقرها كوبا.
تعتمد رقصاتها على دمج رقص الباليه، والمعاصر، والفلامنكو، الشعبى الكوبى، والأفريقى الكوبى، لذا فهى ترى أن أى مجتمع تؤدى فيه رقصاتها سيرى نفسه جزءاً منها ويندمج معهم، وبذلك تتمكن من السفر حول العالم وفرض ثقافة الرقص وهى رسالتها.
الرقص بالنسبة إليها قديم قدم الإنسان، نُقش فى كافة الحضارات، تراه جزءاً من الثقافة الإنسانية التى يجب أن تستمر ومن خلاله تسرد تاريخ الإنسان المعاصر، ومن وجهة نظرها له أهمية بالغة فى المجتمع: «الرقص بيعلم أن تكون عندى أهداف، وأحارب عشان أحققها، ركزت عليه عشان ده شىء قيّم لنموك الروحى، وإزاى تعمل كفريق، وإنك لازم تحترم الآخرين وتعلمهم يحترموك، بيعلم الموسيقى، وإزاى تحرك جسمك بالعقل».
«ليزت» تدفع ضريبة النجاح يومياً، فعليها أن تعمل عدد ساعات كبيرة جداً، كى تؤلف موسيقى تلائم وتتناسق مع رقصاتها، وكذلك تصميم الأزياء للراقصين والراقصات، وأخيراً التصوير السينمائى والإخراج كى يخرج المنتج النهائى فى أحسن صورة، ويندمج معه المتفرج بشكل مرضٍ لها.
وضعت «ليزت» تحت الكثير من الضغوط، فقد اضطرت فى البداية إلى الرقص بجانب إدارة شركتها، وكان خوفها الأكبر من الإصابة، «تحرمك الإصابة من أداء رقصاتك أمام العالم، وهذا شىء مؤلم حقاً»، تزوجت منذ 35 عاماً فأصبح هذا الزوج داعمها الأساسى، تخلت عن حلم الأمومة فهى ترى فى رقصها وعملها ابنها الحقيقى.
الثقة فيها وفيما تقدمه من فنون جعل عائلتها وأصدقاءها خير سند لها فى مشوارها المهنى، وللتعلم والتحسن المستمر فيه، لكن هى سعت بكل الطرق أن تستحوذ لنفسها على مساحة من الاحترام المتبادل أمام الآخرين: «لو حد مش بيحترمنى بجبره يحترمنى، وبطلب منه الاحترام»، وبينما حاول الكثيرون دعمها تخلت «ليزت» عن الكثيرين الذين أحبطوها، ولم تجد لنفسها مكاناً ملائماً بينهم تقول «ليزت»: «بحس إن ده مش مكانى، الرقص مجال فنى لازم يُحترم».
جميعها عوامل وضعت «ليزت» فى موضع نجاح، أصبحت محبوبة ومعروفة فى المجتمع الكوبى، وضعت المرأة فى مقدمة رقصاتها، وأعطتها حرية الحركة، وبذلك تمكنت من تكريمها بعروضها الراقصة، ما أسهم فى وضع قيمة إضافية للمرأة: «هذا معنى تاريخ البشرية من أول البشر والأديان والسياسة والثقافات التى يجب أن تحترمنا»، فقد علمت الراقصين والراقصات لديها ألا يسألوا ما لون بشرتك؟ أو ما هو دينك؟ أو ما هو الحزب السياسى الذى تنتمى إليه: «الرقص يمنح الحب والتفانى».