«شفيقة».. أول شهيدة تحدت المندوب البريطانى.. وموتها أشعل الشرارة

كتب: إمام احمد

«شفيقة».. أول شهيدة تحدت المندوب البريطانى.. وموتها أشعل الشرارة

«شفيقة».. أول شهيدة تحدت المندوب البريطانى.. وموتها أشعل الشرارة

لم تكن سيدات مصر أقل شجاعة من رجالها، بل خرجن فى الأيام الأولى من ثورة 1919 لمواجهة الاحتلال الإنجليزى والمطالبة بالاستقلال والحرية، وفى 16 مارس خرجت أول مظاهرة نسائية ضمت 300 امرأة، من بينهن «شفيقة محمد عشماوى»، التى كانت تبلغ 28 عاماً فقط من العمر، واعتبرت أول شهيدات الثورة.

«شفيقة»، أرملة مصرية، كانت تسكن فى منطقة الخرطة القديمة فى حى الخليفة بمنزل والدها محمد العشماوى، وقررت المشاركة فى المظاهرة النسائية الأولى التى خرجت يوم 16 مارس بمشاركة 300 امرأة، لكنها استشهدت فى يوم 10 أبريل، خلال إحدى المظاهرات المطالبة بالاستقلال والإفراج عن سعد زغلول.

{long_qoute_1}

وأعلنت هدى شعراوى، رئيسة اللجنة التنفيذية للنساء الوفديات، حسبما ذكرت الدكتورة آمال السبكى فى رسالة دكتوراه أعدتها بعنوان «الحركة النسائية فى مصر ما بين الثورتين 1919 و1952»، أن «شفيقة» هى أول امرأة مصرية تسقط برصاص الاحتلال منذ اندلاع الثورة فى مدينة القاهرة، وذكر اسمها فى دفتر وفيات قسم الخليفة، وقيدت وفاتها يوم 10 أبريل، وسبب الوفاة جروح برصاصة اخترقت الصدر والبطن.

وتناول منشور من منشورات ثورة 1919، التى كان يوزعها الثوار، واقعة وفاة شفيقة، وهو المنشور رقم 592 الذى صدر فى ختام يوم 10 أبريل، وذكر المنشور: «انجلت الموقعة اليوم مع الإنجليز عن مصرع أول شهيدة مصرية، وكانت قد سارت كواحدة من السيدات اللائى سرن فى مظاهرة 16 مارس، إلا أن واقعة استشهادها قد حدثت فى مظاهرة أخرى يوم 10 أبريل، وكانت هذه المظاهرة كبيرة شاركت فيها السيدات من مختلف الطبقات وسرن فى الشوارع حتى وصلن إلى مقر المندوب البريطانى وطلبن مقابلته، ليرفعن إليه احتجاجاً مكتوباً، فمنعهن العساكر الإنجليز بالسلاح، وضربوا عليهن حصاراً بالبنادق والسونكيات ومع ذلك لم يعبأن»، وتابع المنشور: «تقدمت واحدة من المتظاهرات -شفيقة- وهى تحمل العلم فى يد والاحتجاج فى يد أخرى، واخترقت الحصار وجرت حتى وصلت إلى مكتب ملن شيتهام، القائم بأعمال المندوب السامى البريطانى فى ذلك الوقت، فتناول الاحتجاج من شفيقة ودعاها للدخول إلى مكتبه، فدخلت، وأشار إليها بالجلوس لكنها رفضت، قائلة: لن أجلس، نحن على عجلة من أمرنا، وبعد تصفح شيتهام الاحتجاج تظاهر أنه لم يفهم، رغم أنه يجيد اللغة العربية، وسألها: ماذا تريدين؟ فأجابته أنه احتجاج على الأعمال الوحشية التى يعاملنا بها جنودكم بدون ذنب إلا أننا نطالب بحرية مصر واستقلالها، فسأل: ما هى هذه الأعمال الوحشية؟ فقالت شفيقة: ضرب النار على أولادنا وأطفالنا الأبرياء، ورجالنا المجردين من السلاح لمجرد احتجاجهم بالمظاهرات السلمية على منع زعمائنا من السفر لعرض قضيتنا على مؤتمر السلام، وذلك مثل باقى بلاد العالم وتنفيذاً لمبادئ الرئيس ويلسن، واستمرت مناقشة أولى شهيدات ثورة 1919 والمعتمد البريطانى لدقائق أخرى، حيث سألها: هل هناك أشياء أخرى تدفعكم للتظاهر؟.. فأجابته: نعم، نحتج أيضاً على اعتقال زعمائنا ونفيهم إلى مالطة، ويشير المنشور إلى أنه عندما «يئس شيتهام من شفيقة وضاق صدره بها، وقف وقال لها منذراً: تلك هى المرة الأخيرة التى نراك فيها تشاركين فى المظاهرات وإلا كان القبض عليك مصيرك»، ولكن شفيقة جاوبته بشجاعة: «سترونى فى كل مظاهرة»، ولم تمر دقائق قليلة على خروج «شفيقة» من مكتب المندوب البريطانى، إلا كانت طريحة وسط دمائها، حيث علت أصوات الرصاص، وسقطت السيدة المصرية كأولى شهيدات الثورة، وسط هتافات مدوية من المتظاهرات السيدات.


مواضيع متعلقة