بعد اختناق طلاب مجمع "السيوف".. تعرف على أضرار تسريب غاز الكلور

بعد اختناق طلاب مجمع "السيوف".. تعرف على أضرار تسريب غاز الكلور
للمرة الثانية خلال الفصل الدراسي الثاني، شهد مجمع مدارس السيوف، التابعة لإدارة شرق التعليمة بالإسكندرية، تسريبًا لغاز الكلور من محطة الشرب المجاورة له، والتي تسببت في حالات اختناق بين الطلاب والمعلمين.
وأسفر تسرب غاز الكلور من محطة مياه السيوف عن اختناق 13 حالة، شرق المحافظة، وجرى نقل 10 حالات إلى مستشفى جمال عبدالناصر لتلقي العلاج اللازم.
فيما قررت مديرية التربية والتعليم في الإسكندرية، اليوم، تعطيل الدراسة داخل المجمع، وإخلاء المجمع من التلاميذ والمعلمين.
ولم تكن تلك الواقعة هي الأولى من نوعها بمدارس السيوف، سواء عبر عدة أعوام، أو خلال العام الدراسي الحالي، حسب تصريح أحد أهالي الطلبة لـ"الوطن"، الذي أكّد أنها المرة الخامسة التي تشهد فيها المدرسة تلك الواقعة.
وقبل 20 يوما، وتحديدًا خلال 5 فبراير من الشهري الماضي، أخلت مديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، مجمع مدارس السيوف ومجمع مدارس العوائد، نتيجة لتسرب غاز من شركة المياه المقابلة لمجمع المدارس، ما تسبب في ضيق في التنفس وسحابة بيضاء بالجو.
ويعتبر غاز الكلور، من الغازات السامة التي يمكن أن تسبب الوفاة، وفقا للدكتور محمود عمر، المدير السابق للمركز القومي للسموم، موضحًا أنه يحل سريعًا مكان الأكسجين، ويعيق دخوله للمخ، ومن ثم الاختناق، ويليها الغيبوبة، ثم الوفاة، في حال تسريبه بالأماكن المغلقة.
وأضاف "عمر"، لـ"الوطن"، أن وفاة الطلاب بالمجمع من الغاز يعتبر أمرًا مستبعدًا كونها ذات مساحات مفتوحة، مشيرًا إلى أنه في هذه الحالة يجب تعريض الأطفال الذين استنشقوا الكلور سريعا للهواء، وسحبهم خارج المدرسة، ونقلهم لأقرب مشفي للتنفس الصناعي للأكسجين.
وتابع أنه من المفترض أن تكون محطات الشرب بعيدا عن التجمعات السكنية والمدارس لتجنب حدوث تسريبات وحالات اختناق، بالإضافة إلى توفير إجراءات منع التأثير والتسريب، وتجهيز المدرسة بالإسعافات الأولية بها.
والكلور غاز أصفر مخضر له رائحة مميزة تشبه رائحة المادة المبيِّضة، وهو أثقل من الهواء بثلاثة أضعاف تقريبا، وبالتالي فهو يتجمع في المناطق المنخفضة، وهو غير قابل للانفجار، إلا أنه يعزز الانفجار للمواد الأخرى، وسبيل التعرض الأكثر احتمالا له هو الاستنشاق وتعرض العينين، وقد تحدث الإصابة الجلدية تلو التعرض لغاز مكثف أو من الاقتراب كثيرا لموقع إطلاق الغاز المسال تحت الضغط، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ومن بين الآثار السلبية له، السعال مع خروج بلغم بكميات كبيرة، والشعور بالاختناق، وضيق النفس والصدر، وسيلان المفرزات من الأنف، والغثيان والقيء، والصداع، ونقص الأكسجين، وتوقف القلب، وتهيج وحرقان في العينين، وازدياد إفراز الدمع وتشنج الأخفان، وحروق في القرنية.
وأوضحت المنظمة العالمية أنه في حال استنشاقه، يجب قياس غازات الدم، وإجراء صورة للصدر، وقياس المعدل الأقصى لجريان هواء الزفير، ومراقبة الوظيفة التنفسية، وإعطاء الأدوية الموسّعة للقصبات والستيروئيدات استنشاقا حين الضرورة، وتستدعي الحاجة تطبيق جهاز التنفس الاصطناعي ومراقبة العدوى التنفسية وأعراض الضائقة التنفسية الحادة ومعالجتها على النحو الملائم.