"التقارير الفنية".. كلمة السر في كشف أسباب حوادث القطارات

كتب: الوليد إسماعيل

"التقارير الفنية".. كلمة السر في كشف أسباب حوادث القطارات

"التقارير الفنية".. كلمة السر في كشف أسباب حوادث القطارات

سائق وعامل تحويلة وملاحظ بلوك وأخيرا عامل مناورة، متهمون بحكم وظائفهم في حوادث قطارات السكك الحديدية التي وقعت من قبل، مع تبادل المواقع وتباين الأحداث، كان أخرها في "حريق محطة مصر".

وحددت النيابة تصور الحادث وكيفية وقوعه والأسباب التي أدت لاندلاع النيران بناء على نتائج التقارير الفنية للجان المختصة التي شكلتها النيابة العامة مع بدء التحقيقات، والتي تمثلت في تقارير الإدارة العامة للأدلة الجنائية، الإدارة المركزية للمعامل الكيميائية بالإضافة للجنة هندسية من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمكتب الإستشاري بالكلية الفنية العسكرية، وجميعها شكلت لفحص الحادث وتحديد أسبابه وكذلك فحص المبنى المتضرر في محطة مصر جراء الحادث لبيان حالته الإنشائية.

وقال مصدر قضائي، إن التقارير الفنية الخاصة باللجان المختصة التي تشكلها النيابة في حوادث القطارات تعول عليها النيابة العامة في تحديد أسباب الحوادث والأخطاء التي أدت إليها، في إطار تحديد المسئوليات الجنائية وتحديد دور كل متسبب فيها وصولا لكل فعل كان من شأنه وقوع الحادث والذي لولاه ما كان الحادث وقع.

تقارير مماثلة من لجان فنية تضمنتها تحقيقات حوادث القطارات الشهيرة التي وقعت على مدار السنوات الماضية، منها حادث قطارات أسيوط، الإسكندرية،  وجميعها ساهمت في تحديد المتهمين والأسباب التي أدت لوقوعها، وبالتالي استندت لها النيابة في توجيه الاتهامات للمتسببين فيها.

وأعلنت النيابة العامة، أمس، أن التقارير الخاصة بحريق محطة مصر، أفادت أن الجرار المتسبب في الحادث كان على سرعة  تعادل 120 كيلومتر في الساعة، وأن الحادث نجم عن اصطدام الجرار بالمصد الخرساني بنهاية الرصيف محدثًا آثارًا تصادمية نتج عنها تسييل وتناثر السولار من خزان الوقود أسفل الجرار، والذي يسع 6 آلاف لتر من السولار، واختلاط أبخرته بالهواء مكونًا مخلوطًا قابل للاشتعال؛ ما أدى إلى إندلاع النيران نتيجة وجود الشرر المعدني الناتج عن إحتكاك الأجزاء المعدنية ببعضها عند الاصطدام بالمصد الخرساني بالسرعة القصوى التي كان يسير بها الجرار.

كما بينت بدء الحريق وتمركزه بمنطقة خزان الوقود والتي امتدت بها النيران وتزايدت إلى باقي المناطق وقد تبين من الفحص الفني، وجود إنخسافات وإنبعاجات وقطع بجسم خزان الوقود وانفصاله عن مكانه وعدم وجود آثار لمحتويات غريبة عن طبيعة محتويات المكان وعدم وجود آثار أو مخلفات تشير إلى استخدام عبوات مفرقعة بموقع الحادث.

التقارير الفنية الخاصة بحادث قطار الإسكندرية الذي وقع العام الماضي أفادت بمرور أحد القطارات بمنطقة أبيس، ما تسبب في إضاءة "السيمافور" باللون الأحمر، ثم توقف قطار آخر خلف السيمافور لكونه مضاء بالإشارة الحمراء، فجاء القطار المتسبب في الحادث متجاوزاً السرعة المقررة متجاهلاً إشارات السيمافورات ودون أي محاولة من السائق للتوقف، ثم تبين له وجود القطار المتوقف على مسافة لا تزيد عن 300 متر، وهي مسافة غير كافية لإيقاف القطار، ما ترتب عليه اصطدامه به من الخلف ووقوع الحادث بالإضافة لتعمد سائق القطار المتسبب في الحادث تعطيل نظام الفرامل الآلي المعروف بجهاز "ATC"، ما ساهم في وقوع الحادث، فضلاً عن عدم تحقق السائق من ضبط جهاز اللاسلكي وصلاحيته للعمل من حيث الاستقبال والإرسال على الموجات المخصصة لذلك.

وفي حادث قطار أسيوط، الذي خلف عددا كبيرا من الضحايا من الأطفال نتيجة تصادم قطار بأتوبيس مدرسي، كشفت التقارير الفنية أن عامل مزلقان وملاحظ بلوك "الحواتكة" في أسيوط متسببان في الحادث، لأنهما أهملا في القيام بواجبات وظيفتهما في إغلاق المزلقان أثناء مرور القطارات، ما أدى لمرور سائق أتوبيس الأطفال أثناء مرور القطار فنتج عن ذلك اصطدامهما ووفاة الضحايا.

 

 

 

 


مواضيع متعلقة