"تمثال ديليسبس".. رحلته من تخليد "حفر قناة السويس" لتسجيله كأثر مصري

كتب: فادية إيهاب

"تمثال ديليسبس".. رحلته من تخليد "حفر قناة السويس" لتسجيله كأثر مصري

"تمثال ديليسبس".. رحلته من تخليد "حفر قناة السويس" لتسجيله كأثر مصري

120 عاما مروا على بداية نحت تمثال ديليسبس عام 1899 على أيدي الفنان الفرنسي إمانويل فرميم؛ ليدرج اليوم آثرا ويسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، بقرار من الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، بعدما شكلت وزارة الآثار لجنة لمعاينة تمثال ديليسبس.

"يحق لوزير الآثار تقديم طلب لإدراج وتسجيل التمثال كآثر من رئيس الوزراء".. هكذا علق الدكتور يوسف خليفة، رئيس قطاع الآثار المصرية السابق على إدراج تمثال ديليسبس، لافتا لـ"الوطن"، إلى أن إصدار القرار يأتي بعدما انطبقت عليه الشروط اللازمة.

وبحسب ما نشرته جريدة الوقائع المصرية، فتوافرت الشروط التي أهلت إدراج "تمثال ديليسبس" آثرا، فهو نتاجًا للحضارة المصرية وذا قيمة أثرية وأهمية تاريخية باعتباره مظهرًا من مظاهر الحضارة، وأنشأ على أرض مصر.

وكما جاءت معاينة لجنة وزارة الآثار لتمثال ديليسبس بمارس 2017، فإنه يقع في ترسانة بورفؤاد البحرية بمحافظة بورسعيد، وقام الفنان الفرنسي إمانويل فرميم بنحت التمثال عام 1899 وصنع من مادة البرونز والحديد وطلي باللون الأخضر البرونزي.

وعن وصف التمثال، كما ذكرت جريدة الوقائع المصرية، فإنه ضخم مجوف من الداخل ويزن حوالي 17 طنًا ويبلغ ارتفاعه بالقاعدة المعدنية 7.5 متر، وحفر على قاعدة التمثال المعدنية اسم المسبك الذي صنع التمثال وتاريخ الصنع، وجاء محاكيًا لشخصية ديليسبس حيث تميز بالعمق في الواقعية والمتشابهة الجامعة بين التمثال وصاحبه.

أما جسد التمثال شامخا في زهو واعتزاز وثقة بالنفس ويتكئ إلى حد ما على ساقه اليمنى بينما ساقه اليسرى تمتد قليلًا إلى الأمام، مرتديا ملابس أنيقة تتمثل في قميص "ببيون" يعلوه "صديري أسفله بنطلون ذو طيات وحذاء بقدميه ويعلو ذلك كله عباءة زخرفت من الخلف أعلى الظهر بشريط من زخارف هندسية أسفلها زخارف نباتية ذات أكمام تخرج منها يداه، اليد اليمني مرفوعة لأعلى يشير بها لخريطة مشروع قناة السويس.

كما جاء وجه التمثال مطلا من ناحية الجنوب الشرقي للميناء بعيون غائرة وأنف طويل معقوق نسبيا وفم حاد الشفاة يعلوه شارب عريض وتجاعيد بسيطة تعلو الذقن والرقبة، كما ظهرت التمويجات المتراكبة لخصلات شعره وانحساره قليلا عن الجهة التي يعلوها التجاعيد.

وبحسب تقرير علمي عن "تمثال فرديناند ديليسبس ببورسعيد"، أعده طارق إبراهيم، مدير عام منطقة آثار بورسعيد وبحيرة المنزلة، ونشرته جريدة الوقائع المصرية، فإن فكرة إنشاء تمثال عند مدخل قناة السويس الشمالي، يعود إلى ما أوصته الإمبراطورة الفرنسية أوجيني، عقب احتفالات افتتاح قناة السويس بصنع تمثال ليوضع في مدخل القناة.

في عام 1970 قام فريدريك بارتولدي، النحات الفرنسي الشهير، بتصميم نموذج مصغر لتمثال سيدة تحمل بيدها مشعلا "تمثال الحرية فيما بعد"، وعرضه على الخديوي إسماعيل ليتم وضعه في مدخل القناة، لكن الخديوي اعتذر عن قبول الاقتراح نظرا للتكلفة الباهظة لهذا المشروع.

وظل مدخل القناة حتى 1899 على حاله، ليقرر المسؤولون بشركة القناة تجميل مدخل الميناء وإضفاء لمسة جمالية وتحويله إلى رصيف بحري يطل على ميناء، بالإضافة لرغبتهم في نفس الوقت تخليد ديليسيبس صاحب امتياز حقر القناة، بإنشاء تمثال له يطل على المدخل الشمالي للقناة، فأسندت عملية إنشاء الرصيف للمقاول الإيطالي ألبرتي، أما التمثال فأسندت عملية نحته، للفرنسي الشهير إيمانويل فرميه.


مواضيع متعلقة