مفاجأة.. مصدر يكشف غموض زيادة سرعة "جرار حريق محطة مصر"

كتب: توفيق شعبان

مفاجأة.. مصدر يكشف غموض زيادة سرعة "جرار حريق محطة مصر"

مفاجأة.. مصدر يكشف غموض زيادة سرعة "جرار حريق محطة مصر"

فجر مصدر مسؤول بهيئة السكة الحديد، مفاجأة جديدة بخصوص واقعة حريق محطة مصر، تتعلق بلغز وصول سرعة الجرار إلى 80 كيلومتر في الساعة خلال المسافة من ورشة أبوغاطس حتى محطة مصر.

وقال المصدر لـ"الوطن"، إن "الجرار المشؤوم" خرج من ورشة أبوغاطس المجاورة لمحطة مصر والخاصة بصيانة عربات القطارات "المميزة"، لقطر "ستوك" عربات قطار إلى الورش لصيانته قبل رحلة جديدة، مرجحا أن احتكاك مقعد السائق القريب جدا من يد السرعات المسؤولة عن ضخ الوقود لتحريك الجرار،  وتصل إلى 8 سرعات مختلفة، وبحرية حركة بما يقارب من 360 درجة، هو السبب وراء الوصول إلى تلك السرعة العالية في مسافة لا تتجاوز 3 كيلومترات دون تدخل من أحد.

وأوضح، أنه في أثناء نزول سائق الجرار من الباب تجاه الناحية اليسري، ليتشاجر مع سائق قطار آخر حرك المقعد، ما أدى إلى احتكاكه بعصا السرعات ورفعها من 20 كيلومتر في الساعة إلى 80 كيلومتر، ولم يلتفت إلى صوت الماكينة الخاصة بالجرار، لافتا إلى أن جهاز "ATC" المعروف بـ"الصندوق الأسود"، تعطل لمدة تصل إلى 10 دقائق تزامنا مع نزول السائق، موضحا أن هذا الجهاز يعد وسيلة الأمان الأولى للقطارات، ومهمته مراقبة سرعة القطار وتحذير سائقه عند وقوع عارض على السكة أو عند تخطيه السرعة المقررة له.

وأضاف المصدر، أن دور جهاز الـ"ATC"، هو أحد الأجهزة الأساسية داخل الجرار، ويرتبط لاسلكيا بـ"السيمافور" في المحطة أثناء مرور القطار، إضافة إلى جهاز الـ"كويل" وهو مخصص لاستقبال الإشارات وإرسالها، ويوجد منه اثنين أحدهما أسفل "السيمافور" لإرسال الإشارة، ويأخذ علامة مسير القطار إذا كانت أخضر أو أحمر أو أصفر، ثم يعطي إشارة لـ"الكويل" الآخر الموجود داخل الجرار، ويرسلها للكمبيوتر الذي يتولى إرسالها لسائق القطار، وبناء عليها يتحرك السائق بالسرعة المطلوبة على السكة.

وأشار، إلى أن الإشارة التي يرسلها "الكويل" أسفل "السيمافور"، هي التي تحدد السرعة التي يسير عليها القطار، فإذا أطلق إشارة خضراء فإن ذلك يعني أن الخط خال لأكثر من "سيمافور"، وأنه على سائق القطار السير بالسرعة القصوى والمحددة له في جدول مسير القطارات، ومن مهام جهاز الـ"ATC" قدرته على إيقاف القطار في حالة تعديه السرعة المقررة له، لأنه مرتبط بالسرعات المحددة للقطار، ففي حالة تعدي سائق القطار السرعة المقررة له، وإن كانت كيلومترا واحدا فقط، يظهر على الجهاز بيان تحذيري من خلال إضاءة لمبة بيضاء ثم صفراء ثم حمراء، مع صوت تحذيري لتنبيه سائق القطار.

وأكد المصدر، أنه عقب نزول السائق من الجرار كان من الممكن أن يتدخل جهاز "ATC" أتوماتيكيا من خلال فصل قوة الجر والرباط السريع للجرار، وهو ما يؤدي إلى توقفه من سرعته القصوى وصولا إلى الصفر، خلال فترة زمنية قصيرة جدا، ثم يعطي لونا أحمر مستمرا مع صفارة إنذار مستمرة، ولكن نزول السائق وتعطل الجهاز لدقائق معدودة، والذي أصبح بلا قيمة بعد تعطله، أدى إلى تصادم جرار أبوغاطس 2302 برصيف 6 بمحطة مصر، ما أدى إلى إنفجار "تانك السولار"، ونتج عنه وفاة 20 راكب وإصابة 40 آخرين.

وأوضح، بأن الجرار المشؤوم دخل الخدمة سنة 1997، وهذا النوع قدراته الفنية متواضعة، لذلك فإن السكة الحديد تقوم بتشغيله داخل الورش فقط وفي نقل "استوكات" العربات من الورش إلى المحطات والعكس، سواء لإجراء الصيانة قبل القيام برحلات خلال نقله من الورش إلى المحطة أو لإجراء الصيانة قبل القيام برحلات أخرى خلال نقله من المحطة إلى الورش، فهو لا يعمل على الخطوط الرئسية أو الفرعية أو حتى الضواحي وقاصر عمله على نقل الاستوكات من الورش إلى المحطات والعكس فقط.

وأكد، أن قدرات هذا النوع من الجرار محدودة، لأن قوة محركه تبلغ 1800 حصان فقط، بينما لا تقل قوة محرك الجرارات التي تقطر العربات للقيام برحلات على خطوط الهيئة المختلفة عن 2200 حصان، لذلك هيئة السكة الحديد لا تدفع بتلك الجرار ذات الـ1800 حصان للقيام برحلات على الخطوط، مشيرا إلى أن منظومة السكة الحديد أصبحت متهالكة للغاية ووصلت إلى مرحلة الشيخوخة، وأن جميع وسائل الأمان بالقطارات ضعيفة، والجرارات لا تخضع لصيانات دورية بحجة عدم توافر قطع غيار.

 


مواضيع متعلقة