"العائد من الموت" بالمنوفية.. حكاية 12 ساعة قضاها "سائق" في التابوت

كتب: رحاب عبدالراضي

"العائد من الموت" بالمنوفية.. حكاية 12 ساعة قضاها "سائق" في التابوت

"العائد من الموت" بالمنوفية.. حكاية 12 ساعة قضاها "سائق" في التابوت

كتب اسمه ضمن القصص النادرة والغريبة، بعدما كاد أن يفقد حياته وتكتب شهادة موته وهو مازال على قيد الحياة.

البداية كانت عندما كتب طبيب شهادة وفاة لمريض تعرض لغيبوبة كبدية، فجاء أهله إلى المستشفى ليتسلموا جثته، وأقاموا له سرادق العزاء وأبلغوا الحانوتي لتكفينه، وفي أثناء دخولهم من أبواب المستشفى وهم يصرخون، تبدل نحيبهم لزغاريد بعد أن وجدوه على قيد الحياة.

بطل هذه القصة سائق يدعى عبدالستار بدوي من المنوفية، عاصر الموت قبل أن يلقاه، فبعدما مكث 12 ساعة في ثلاجة الموتى، أزاح بيديه غطاء التابوت وأخذ يصرخ عسى أن يسمعه أحد وينقذه.

ظل يطوف حول توابيت رفاقه الموتى، يتلو لهم آيات القران حتى جاءه الفرج بقدوم العمال لإخراج جثة متوفى آخر من الثلاجة ليجدوا مفأجاة صاعقة، "ميت" يقف أمامهم ويحدثهم، ولم يحتمل أحدهم الصدمة فسقط ميتا.

هذه القصة بكل تفاصيلها حدثت في أحد المعاهد العلمية بالمنوفية، ونشرتها جريدة "الأخبار" عام 1997.

وروى "عبدالستار" في تصريحاته لـ"الأخبار" كواليس الواقعة، قائلا: "أصابني المرض وأنا في عز شبابي، وعندما بدأت آلام الكبد تفاجئني بدأت أذهب للدكاترة الذين أبلغوني بأن نسبة التليف في الكبد 60%".

وتابع: "في أثنار رحلتي العلاجية وبعد إصابتي بغيبوبة للمرة الثانية، قرر أحد الأطباء من جامعة المنوفية، أنني فارقت الحياة، فوضعوني في تابوت بثلاجة الموتى".

وحول تجربته وشعوره خلال تلك المدة التي قضاها في ثلاجة الموتى، قال: "كنت في البداية أشعر بكل من حولي أراهم ولكني لا أستطيع أن أعبر عن شيء، كان جسدي كله في حالة ارتخاء ولا أستطيع التحكم في أي شيء كنت أشعر وكأنني داخل زجاجة، كان شعور لا يمكن أن انساه ما حييت".

 وبحسب "عبدالستار": "بهدوء نفضت غطاء التابوت عني وقمت أتأمل ما حولي كان تصوري أننا في يوم القيامة وإنني قمت لأحاسب لكن عندنا سمعت بعض الأصوات البعيدة جدا في الخارج، أدركت وألهمني الله إنني ما زلت على قيد الحياة".

شعور لا يوصف وسعادة اعترته بعد خروجه من ثلاجة الموتى: "لا أعرف كيف أصف إحساسي.. والحمدلله درست في الأزهر وعندما فشلت استغاثتي بمن في الخارج فوضت أمري إلى الله إلى أن أنقذني، أما الأطباء كانوا يرددون سبحان الله، فالطبيب الذي قرر موتي، أدرك خطأه وعاقبته إدارة المستشفى على حد علمي".

وبعد نجاته من الموت، قرر عبدالستار عدم الدخول إلى المستشفى مهما حدث، واكتفى بالدواء الحقن الكيماوي والأدوية التي تغنيه عن الطعام.


مواضيع متعلقة