وزيرة التخطيط تبحث مع سفير أفغانستان التعاون في الإصلاح الإداري

وزيرة التخطيط تبحث مع سفير أفغانستان التعاون في الإصلاح الإداري
التقت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، بسفير أفغانستان محمد محق، وذلك لبحث التعاون بين الوزارة ودولة أفغانستان فيما يتعلق بمجالات الإصلاح الإداري، وناقش الطرفان ما يمكن أن تقدمه وزارة التخطيط في دعم جهود إعادة بناء الدولة والمؤسسات الأفغانية.
ومن جانبها، أكدت وزيرة التخطيط، حرص مصر على تعزيز التعاون مع دولة أفغانستان، لافتة إلى أن وزارة التخطيط تسعى إلى تقديم الدعم اللازم لدولة أفغانستان لدعم جهود إعادة بناء الدولة والمؤسسات الأفغانية.
واستعرضت السعيد، ما تقوم به الوزارة من جهود لدعم وتنمية الاقتصاد المصري والجهاز الإداري للدولة، مشيرة إلى خطة الإصلاح الإداري التي تنتهجها الدولة وتسعى إلى تنفيذها وزارة التخطيط إيمانا بقضية إصلاح وتنمية الجهاز الإداري للدولة المصرية، وأن الدولة تسير في خطى جادة نحو إحداث نقلة نوعية بالجهاز.
وأوضحت، أن خطة الإصلاح الإداري التي تعمل عليها الوزارة تستهدف رفع كفاءة الجهاز الإداري للدولة من خلال تنفيذ مجموعة من الإصلاحات المؤسسية لتحقيق مبدأ الشفافية ومكافحة الفساد تحقيقا لأهداف استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، موضحة أن خطة الإصلاح الإداري تتضمن عدة محاور تتمثل في محور الإصلاح التشريعي الذي يهدف إلى تحديث القوانين المنظمة لعمل الجهاز الإداري ومحور تحقيق التطوير المؤسسي، الذي يهدف إلى تعزيز انضباط أعمال الإدارة العامة، إلى جانب خلق نظام إداري مرن.
وأشارت إلى أنه جرى رسم هيكل إداري للوزارات واستحداث مجموعة من الوحدات التنظيمية تمثلت في وحدة الموارد البشرية، وكذا وحدة المراجعة الداخلية، ووحدة التخطيط الاستراتيجي والمتابعة، بالإضافة إلى القيام بوضع خطة لانتقال الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة.
ولفتت إلى جهود الحكومة في دعم خطة الإصلاح الإداري، وإطلاق جائزة مصر للتميز الحكومي، كجائزة سنوية تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف التنافس بين المؤسسات الرسمية والموظفين تكريماً للمتميزين.
وحول محور بناء وتنمية القدرات، أشارت السعيد إلى أن الهدف منه يأتي في إطار إعداد الكوادر اللازمة لرفع كفاءة الجهاز الإداري إلى جانب الاهتمام بتأهيل الشباب، لافتة إلى اهتمام الدولة بالاستثمار في العنصر البشري، وأن هناك استراتيجية كبيرة لبناء القدرات تجرى على مستوى الجهاز الإداري، حيث لأول مرة يجرى تدريب شامل لكل العناصر في الجهاز الإداري يسبقه عملية تقييم قبل التدريب وأخرى بعده.
وتابعت السعيد، أنه يجري تدريب نحو 7500 قيادي على مستوى الجهاز الإداري للدولة، بالإضافة إلى إنشاء الوحدات المتخصصة للمساعدة على تنفيذ تلك الخطة التدريبية على مستوى كل الوزارات، لافتة إلى البرامج التدريبية التي حرصت الوزارة على تقديمها خلال الفترة الماضية وحتى الآن التي تستهدف فئات مختلفة من العاملين بالجهاز الإداري للدولة.
وتحدثت عن التعاون بين المعهد القومي للإدارة الذي يمثل الذراع التدريبي لوزارة التخطيط وجامعة ميسورى الأمريكية وبرنامج الأمم المتحدة للمرأة في تنفيذ برنامج القيادة التنفيذية للمرأة والمخصص للقيادات النسائية بالجهاز الإداري للدولة، فضلاً عن إطلاق مشروع رواد 2030 ماجستير ريادة الأعمال وإدارة الابتكار.
وتناولت وزيرة التخطيط الحديث حول محور تحسين الخدمات الحكومية، مشيرة إلى أن الهدف منه يأتي بتبسيط الإجراءات الحكومية والتوسع في ميكنة الخدمات المقدمة مع ميكنة تلك الخدمات بشكل متكامل.
وأكدت أنه جرى خلال فترة وجيزة ميكنة العديد من الخدمات وتطوير مراكز خدمات المواطنين بالمحافظات، مشيرة إلى ميكنة خدمات محافظات مدن القناة والانتهاء من نحو 200 مركز خدمة منتشرة على مستوى الجمهورية تقدم الخدمات المميكنة للمواطنين في المحافظات،
وقامت وزارة التخطيط بالتعاون مع الوزارات المعنية بميكنة العديد من الخدمات جاء أبرزها التعاون على ميكنة 4571 مكتب صحة على مستوى الجمهورية وميكنة منظومة تسجيل المواليد والوفيات والانتهاء من ميكنة 60% من وحدات المحليات بنحو 320 وحدة، بحسب السعيد، وأنه يجري العمل لتطوير بوابة الحكومة المصرية وما تشمله من خدمات بشكل إلكتروني.
وبشأن التحول الرقمي، أكدت وزيرة التخطيط أن الحكومة المصرية تتجه نحو التحول الرقمي بخطوات دقيقة ومتكاملة تستهدف تطوير الخدمات الحكومية بتفعيل المحول الرقمي القومي G2G ومنصة تقديم الخدمات الحكومية، إلى جانب منصة تقديم خدمات المحمول والتوسع في تطوير منافذ تقديم الخدمات الحكومية، فضلاً عن نشر نقاط الدفع والتحصيل الإلكتروني ومنصة البنية المعلوماتية المكانية إلي جانب المراكز التكنولوجية لخدمة المواطنين، وأن كل ذلك يجري باعتبار المواطن هو قلب الإصلاح الإداري.
وشددت على ضرورة تلقي المواطن لخدمة جيدة بعيدًا عن التعقيدات الإدارية وسلسلة الإجراءات المتعسرة، مؤكدة تقديم يد المساعدة فيما يخص الملفات التي تحتاج إلى دعم في أفغانستان.
ومن جانبه، أشاد محمد محق بالعلاقات المصرية الأفغانية، مؤكدا كونها علاقات ضاربة بجذورها في التاريخ ومن الممكن تطويرها وليس هناك ما يمنع ذلك.
وأشار سفير أفغانستان إلى أن الدمار الذي مرت به بلاده تسبب في انهيار عدد كبير من المؤسسات، موضحا أن الحركات الإرهابية عند وصولها للحكم ألغت الجيش والشرطة والمؤسسات، وأن الدولة الأفغانية بدأت من جديد من نقطة الصفر ببناء الجيش والشرطة مع استحداث وزارة للتخطيط.
وأثنى سفير أفغانستان على تجربة الجيش المصري في محاربة الإرهاب، مضيفاً أنه لا يمكن نقل التجارب الغربية إلى أفغانستان وذلك لاختلاف الظروف الموضعية وطبيعة البلاد.
وأكد ريادة التجربة المصرية التي من الممكن أن تنجح بشكل عام في أفغانستان، موضحا أن هناك وفد من أفغانستان سيأتي إلى مصر لتوقيع مذكرة تفاهم مع مصر.