"الوطن" في محطة شبرا الخيمة: "كله ماشي.. ومحدش بيموت ناقص عمر"

كتب: سمر صالح

"الوطن" في محطة شبرا الخيمة: "كله ماشي.. ومحدش بيموت ناقص عمر"

"الوطن" في محطة شبرا الخيمة: "كله ماشي.. ومحدش بيموت ناقص عمر"

عقارب الساعة تخطت الثانية عشرة ظهرا، حركة العمل في محطة القطارات في شبرا الخيمة تسير كما هي دون تعطل أو توقف، ساعتين فقط على حادث حريق جرار قطار محطة مصر، وخلف عشرات الضحايا والمصابين.

درجات سلم طويل إلى رصيف المحطة الذي اصطف عليه عشرات الركاب يمينا ويسارا في انتظار القطار، سواء إلى الوجه البحري، أو إلى محطة مصر، مكان الحادث، معظمهم لم يكن يعرف شيئا عن الحادث بعد، ومنهم من قرأ الأخبار في عجالة قبل خروجه من منزله.

أبناء العم "عبدالرحيم وعلي"، كلاهما افترش الأرض على رصيف المحطة بجوار حقائبهم الصغيرة في انتظار القطار وجه بحرير للسفر إلى طنطا، لم يسمع ا عن حادث محطة مصر الذي وقع اليوم، فهما وحسب حديثهما، لا يهتمان عادة بمتابعة الأخبار ولم يلحظوا أي حركة غريبة في المحطة منذ وصولهم إليها.

الرجلان القادمان من محافظة سوهاج لإنهاء بعض الأمور العائلية الخاصة بهما، اعتادا استقلال القطار كوسيلة أسرع للسفر من وإلى الصعيد، وفي حديثهما لـ"الوطن"، أكدا أنها ليست أول مرة يسمعا فيها عن حادث قطار، لكن لا بديل عن استخدامه خاصة وأنهما كثيرا ما يترددون على القاهرة وطنطا.

على نفس الرصيف المؤدي إلى الوجه البحري، جلست الحاجة سعاد وشقيقتها بجوار زوجها الحاج علي، الرجل الستيني، ليستريحا على حائط المحطة قليلا في انتظار القطار، دار بين الثلاثة حديثا جانبيا حول حادث "محطة مصر" الذي وقع صباح اليوم، وارتفع صوت الستينية: "الله يرحم اللي ماتوا ويصبر أهاليهم ويسترها علينا".

الرجل الستيني تحدث إلى"الوطن" قائلا: "سمعنا الصبح عن الحادثة بس كملنا طريقنا عادي محدش بيموت ناقص عمر كله نصيب، بقالنا سنين بنركبه والحمدلله مفيش حاجة".

على رصيف القطار المقابل المتجه إلى محطة مصر، اصطف العشرات في انتظاره رغم الحادث الذي وقع صباح اليوم، مستكملين طريقهم كما هو، وحسب حديث أحمد سالم، الراكب المتجه إلى رمسيس، فإن القطار يعمل بانتظام حاليا والحوادث تحدث دائما: "كل واحد بياخد نصيبه المهم نوصل"، حسب تعبيره.

ثلاثة شباب وقفوا أمام القطار في لحظة تردد بين الركوب أو العودة واستقلال أي وسيلة آخرى للذهاب إلى محطة مصر، ارتفع صوت أحدهما بالحديث قائلا: "نصبر شوية نتأكد إن القطر هيمشي كويس"، ليقاطعه زميله الآخر، مشجعا إياهم بالركوب مع باقي الركاب: "لو كان في حاجة هناك مكنش اتحرك".

في حديث عمر محمد، أحد الشباب الثلاثة لـ"الوطن"، أكد أنه وزملاؤه فوجئوا بالحادث بعد الوصول إلى المحطة من الأحاديث الجانبية التي تدور بين الركاب، لكن عليهم أن يستكملوا طريقهم كما هو للوصول في موعدهم.

أشرف المالكي، ناظر محطة قطارات شبرا الخيمة، أكد أن حركة سير القطارات لم تتوقف ساعة بسبب الحادث، وأن الركاب يتوافدون بصورة طبيعية عليها.

المالكي أضاف في حديثه لـ"الوطن"، أن قطارات شرق ومنوف تأتي بشكل طبيعي والتأخير في الوقت لايتجاوز الربع ساعة، والقطار الوحيد الذي تأثر بالحادث هو قطار بورسعيد لكونه ينطلق من رصيف 4 من محطة مصر والقريب من موقع حادث انفجار اليوم.

 


مواضيع متعلقة