نزاع "كشمير" بين الهند وباكستان.. هل دقت طبول الحرب؟

نزاع "كشمير" بين الهند وباكستان.. هل دقت طبول الحرب؟
وسط مخاوف من حرب جديدة بين الهند وباكستان، أعلن الجيش الباكستاني، اليوم، أن سلاح الجو أسقط مقاتلتين هنديتين داخل المجال الجوي الباكستاني، واعتقل قائد طائرة هندي.
فيما قتل ستة أشخاص جراء قصف بقذائف "هاون" من قبل القوات الهندية عند خط المراقبة الحدودي.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الجنرال آصف غفور، في تصريح نقلته قناة "جيو نيوز" المحلية إنه تم إسقاط طائرتين تابعتين لسلاح الجو الهندي داخل المجال الجوي الباكستاني عقب عبورهما خط المراقبة الحدودي. مضيفا أن القوات الباكستانية قامت بأسر طيار هندي.
وأتت تطورات اليوم بعد استهداف القوات الهندية لمعسكرات تابعة لجماعة "جيش محمد" المتشددة عبر خط المراقبة الحدودي مع باكستان، وأكد وزير الخارجية فيجاي جوخال، أن هذه الضربات الاستباقية كانت ضرورية لمواجهة الخطر الوشيك وأوضح أنه تم القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين ومدربي الجماعة وكبار قادتها خلال هذه الغارات الجوية.
وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان بعد تفجير انتحاري شهده إقليم "كشمير" المتنازع عليه 14 فبراير الجاري، وقتل فيه 40 من قوات الأمن الهندية على أيدي جماعة متشددة تتمركز في باكستان، وألقت "نيودلهي" باللوم على إسلام أباد التي نفت أي دور لها في الهجوم.
وعقب الغارات الهندية، أكدت وزيرة الخارجية الهندية شوشما سواراج خلال زيارة إلى الصين، اليوم، أن بلادها لا تريد مزيدًا من التصعيد مع باكستان بعد الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات هندية في الأراضي الباكستانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن بلاده تمتلك الإمكانات التي تؤهلها للرد على ما وصفه بـ "العدوان الهندي"، إلا أنها لا تريد الحرب.
وأعلنت هيئة الطيران المدني الباكستانية، أمس، تعليق جميع الرحلات الداخلية والخارجية الجوية في عدة مطارات حتى إشعار آخر، بسبب توتر الأوضاع على الحدود بين الهند وباكستان، عقب إسقاط الطائرتين.
وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، اليوم، إنه لن يحضر اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المقرر عقده الشهر المقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة حال مشاركة وزيرة الشئون الخارجية الهندية سوشما سواراج به.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن السكرتير العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريش، يتابع الوضع بين كل من الهند وباكستان عن كثب، ويناشد الدولتين ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لضمان عدم تدهور الموقف.
وأضاف "دوجاريك"، حسبما نقلت قناة "إن دي تي في" الهندية، أن "جوتيريش" ليس لديه أي معلومات عن أعداد الضحايا بالتحديد ولكنه يتابع التقارير الإخبارية في هذا الشأن.
من جهته، قال طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، "الحرب إن وقعت بين الهند وباكستان سيكون لها عواقب وخيمة، خاصة أن الدولتين قوتين نوويتين، لكن في الوقت ذاته فإن امتلاك الدولتين السلاح النووي، سيددع الدول إلى التدخل للحيلولة دون تصاعد النزاع بين البلدين".
وأضاف "البرديسي" أنه على صعيد الأسلحة التقليدية، فإن الهند لديها تفوقها، لكن هذا لا يمنع أن باكستان قادرة على إلحاق ضربات مؤثرة بالقوات الهندية، حال تصاعد الأمر".
وأكد خبير العلاقات الدولية، أن المجتمع لن يسمح بحرب بين الهند وباكستان، أو أن يتصاعد النزاع إلى ما هو أبعد مما يجري.
واستدعت الخارجية الباكستانية، اليوم، القائم بأعمال المفاوض السامي الهندي، لتقديم احتجاج على انتهاكات وقف إطلاق النار من جانب القوات الهندية على طول خط المراقبة بإقليم كشمير، الذي وقع أمس، في قطاعي نيكيال وخويرتا، وتسبب في مقتل أربعة مدنيين وإصابة ستة آخرين.
وشدد بيان للوزارة على أن الاستهداف المتعمد للمناطق المأهولة بالمدنيين يتنافى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني.
واعتبر أن انتهاكات وقف إطلاق النار من قبل الهند تشكل تهديدًا للسلم والأمن الإقليميين.
وحث البيان الجانب الهندي على احترام اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة عام 2003، والتحقيق في هذه الحوادث وغيرها من انتهاكات وقف إطلاق النار.