علماء: "الإخوان إرهابية يحرم الانتماء إليها" بإجماع المؤسسات الدينية

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

علماء: "الإخوان إرهابية يحرم الانتماء إليها" بإجماع المؤسسات الدينية

علماء: "الإخوان إرهابية يحرم الانتماء إليها" بإجماع المؤسسات الدينية

جاء بيان الأزهر التاريخي الناقد لجماعة الإخوان والواصف لها بأنها "جماعة إرهابية تسير على خطى داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، التى تسعى إلى نشر الفوضى وتحقيق أجندات خفية، وتحاول عبثا أن تهدد أمننا وأماننا»، وهو البيان الأول للأزهر الذي يأتي بهذه القوة والوضوح خلال السنوات الخمس الماضية، ليكون ثالثة الأثافي لتشكيل إجماع مصري خالص بين المؤسسات الدينية الكبري الثلاث، الأزهر والإفتاء والأوقاف.

وأكدت دار الإفتاء من قبل أن "جماعة الإخوان الإرهابية خوارج العصر أعداء مصر، نشروا الدمار والخراب باسم إقامة الدين، لم يقدموا عبر تاريخهم أي منجز حضاري يخدم وطنهم أو دينهم، اللهم إلا الشعارات الجوفاء والخطب الرنانة، وأن أمتنا الإسلامية لم تعرف -على كثرة ما خرج فيها من فرق وتيارات منحرفة- جماعةً أضل من جماعة الإخوان الإرهابية، فالدين مطيتهم، والكذب وسيلتهم، والنفاق صناعتهم، والقتل هوايتهم، والإرهاب طريقتهم، والشباب ضحيتهم، وإبليس قدوتهم، وتمزيق الأوطان هدفهم، والسياسة غايتهم".

وأضافت مخاطبة الإخوان، بأن "ثمانون عاما أو يزيد لم تقدموا لأمتكم إلا الإرهاب والقتل وتزييف الحقائق، ومهما بلغتم من إجرام وإرهاب فلن يثنينا إرهابكم وبغيكم عن مقاومة شركم وجهاد عدوانكم، ومهما مارستم من دجل وكذب فلن نتوقف عن فضح كذبكم وتفنيد ضلالكم".

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن جماعة الإخوان الإرهابية أعلنت عن حقيقتها ووجهها القبيح صراحة في دعواتها المتكررة إلى استهداف أمن الوطن وأمانه واستقراره، بما يكشف جهلهم بالدين وخيانتهم لوطنهم. وأضاف وزير الأوقاف، في بيان له، أن الجماعة الإرهابية تسير على خطى تنظيم "داعش" في الفساد والإفساد، واستحلال سفك الدماء، وترويع الآمنين.

وتابع: "هذا يجعل العمل على كشف ضلالهم وإضلالهم، وبيان وجوه فسادهم وإفسادهم- واجبًا شرعيًا ووطنيًا، مع تأكيدنا أن التستر على عناصر الجماعة الإرهابية أو دعمهم بأي لون من ألوان الدعم المادي أو المعنوي هو خيانة شرعية ووطنية، لأن هذه الجماعة تشكل خطرًا على الدين الذي تشوههه بإجرامها، وعلى الوطن الذي تستهدفه بعمالتها وخيانتها وكفرها به وتحريضها عليه".

من جانبها، تقول الدكتورة آمنة نصير، عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة، إن بيان الأزهر التاريخي، الذي وصفها بأنها جماعة على خطي داعش جاء متوافقا في التحليل مع الإفتاء والأوقاف على أن تلك الجماعة ارهابية ومتطرفة وتسير على خطى داعش يوضح أننا أمام إجماع ديني جديد بأن هذه الجماعة خطر حقيقي على الأمة.

وأضافت لـ"الوطن"، أنه بناء على ذلك لا يجوز لأحد داخل القطر المصري مخالفة هذا الإجماع بالانتماء للجماعة الإرهابية أو دعمها أو السكوت حتى عن إرهابها والا سيكون آثم شرعا بلا خلاف.

وقال الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن كلمة علماء الأزهر عن الإخوان وخطورتها متحدة ومتفقة منذ نشأة الجماعة وهذا يوضح أن العلماء قديما وحديثا اتفقوا علي خطورة الجماعة فكرا وتنظيما وممارسة أفرخت دمارا وخرابا علي المجتمع، ولهذا الاتفاق آثاره الشرعية بلا شك.

وأوضح أن تنظيم الإخوان هو مصدر الإرهاب فى العالم، ودار الإفتاء تعتمد استراتيجية شاملة لتفكيك الفكر المتطرف، اتبعت خلالها عددا من الآليات الحديثة والوسائط المتعدّدة لإيصال رسالة الدار إلى جميع الفئات والأعمار فى الداخل والخارج، كان على رأسها مراكز الدار البحثية.

ولفت إلى أن هذا التنظيم الإرهابي، اتخذ كل صور الإرهاب المتعارَف عليها وطبّقها على أرض الواقع، ووظّف آليات التواصل الاجتماعى لحسابه، وجنّد الآلاف من الكتائب الإلكترونية الإرهابية فى منصات التواصل، لخلق حالة من الفوضى والتشكيك، ونشر الفتن والصراع، وإثارة الرأي العام، فكل إنجاز يتحقق، أو قرار يُتّخذ، تجد أمامه الكثير من الشائعات والادعاءات والإساءات.

بدوره، قال عبدالغني هندي، عضو المجلس العلى للشئون الإسلامية، إن الإجماع ينقسم إلى صريح: وهو اتفاق آراء المجتهدين بأقوالهم أو أفعالهم على حكم مسألة معينة كأن يجتمع العلماء من فقهاء وأصوليون فيبتوا في مسألة معينة ويبدي كلٌ منهم رأيه صراحة وتتحد الفتاوى على حكم معين فيكون بذلك اجماعاً وهذا حجة وأصل معتبر عند جمهور أهل العلم قديماً وحديثاً، وإجماع سكوتي: وهو أن يقول بعض المجتهدين في العصر الواحد قولاً في مسألة معيّنة ويسكت بقية العلماء أو الباقون منهم في ذلك العصر أو غيره عن هذا الإجماع، وأضاف نحن الأن أمام إجماع بين المؤسسات في مصر وفي عدد من الدول والبلدان الأخري على إرهاب تلك الجماعة التي أذاقت الأمة الويلات واساءت للدين بعنفها، ولا يعارض أحد ذلك من ذوي الإعتبار والهيئة الدينية لذلك لابد من بناء أحكام جديدة على هذا الإجماع الهام.

وقال الشيخ مصطفى ثابت، الباحث بدار الإفتاء، إن جماعة الإخوان خالفت إجماع المسلمين في العديد من الأمور واستحدثت أفكارا ومفاهيم مخالفة لجمهور علماء المسلمين، مثل الحاكمية وتكفير المجتمعات وتحريفهم لمفهوم الجهاد، وكذلك من الأخطاء المنهجية التي وقعوا فيها هي فكرة جاهلية المجتمع وحتمية الصدام، والخلط بين الفروع والأصول.

ووصف الدول الإسلامية بأنها دار الكفر كما ذهب لذلك سيد قطب، وتحريفهم لكثير من المفاهيم الدينية الراقية مثل مفهوم الجهاد ومفهوم الوطن، حيث جعلوا تغيير الحكومات بالقوة بابا من أبواب الجهاد، واستهانوا بمفهوم الوطن وجعلوه حفنة من تراب، وكل ذلك على خلاف ما جاء به الوحي الشريف الذي جعل حب الأوطان من حب الله ورسوله، وجعل الجهاد لهداية الناس وصد العدوان.

ولفت إلى أنه "لقد خرج من المنتمين للجماعة فتاوى غريبة تنشر الكراهية، مثل فتواهم بعدم جواز الصلاة للمخالف لهم في الرأي، وعدم مشاركتهم في الإفطار في شهر رمضان بل وصل الرأي إلى التحريض على قتل بعض العلماء المخالفين لهم الرأي، كما حدث في مقتل الشيخ السوري محمد سعيد رمضان البوطي فقد حرض بعضهم على قتله على شاشات التلفاز وجعل ذلك قربة لله، وبعضهم أفتى بجواز حرق سيارات الشرطة وأن ذلك لا ينافي السلمية، ووصل الأمر بأنهم أفتوا بجواز قتل الرئيس من أجل عودتهم للحكم، وهذا كله يستدعي إجماعا من المؤسسات الدينية لمواجهتها".

 

 


مواضيع متعلقة