«كوراساو».. «جزيرة القلب» في صلب أزمة فنزويلا

«كوراساو».. «جزيرة القلب» في صلب أزمة فنزويلا
- الرئيس الفنزويلي
- أزمة فنزويلا
- كاراكاس
- جوايدو
- مادورو
- المساعدات الأمريكية
- "كوراساو" الهولندية
- الرئيس الفنزويلي
- أزمة فنزويلا
- كاراكاس
- جوايدو
- مادورو
- المساعدات الأمريكية
- "كوراساو" الهولندية
رست سفينتان محملتان بالمساعدات في جزيرة "كوراساو" الهولندية، بعدما تراجع معارضون فنزويليون يقيمون في الولايات المتحدة عن المضي في محاولات الإبحار بها إلى فنزويلا الغارقة في أزمة سياسية، إثر تحذيرات مباشرة تلقوها من سلاح البحرية الفنزويلية
وذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية، إن هاتين الشحنتين جزء من عملية واسعة تهدف إلى إيصال مساعدات إنسانية الى فنزويليين يعانون من نقص الأدوية والمواد الغذائية، وأيضا إلى ممارسة ضغوط على الرئيس نيكولاس مادورو وسط مواجهة سياسية عنيفة مع المعارضة تحولت مؤخرا إلى دامية، على خلفية إعلان خوان جوايدو، رئيس "الجمعية الوطنية" أو البرلمان في فنزويلا وهو المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا، في 23 يناير الماضي.
وكانت سلطات "جزيرة كوراساو" الهولندية، منعت الجمعة الماضية، المعارضين الفنزويليين من تحميل سفينة بمساعدات إنسانية مرسلة إلى بلدهم، وقال قبطانها كارلوس كينتافالي، إن "السلطات منعت دخول حاويات لنقل مساعدات إلى فنزويلا".
وكانت طائرة تحمل مساعدات غذائية وطبية، حطت في الجزيرة الواقعة في البحر الكاريبي، حيث كان من المنتظر أن يتم شحنها مجددا بحرا إلى فنزويلا والتي تعهدت حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادروربمنع دخول أي مساعدات.
وكانت حكومة "كوراساو- تبعد نحو 60 كيلو متر عن سواحل فنزويلا- قالت في وقت سابق، إن الشحنات لن ترسل إلا بموافقة سلطات كراكاس، وبانتظار ذلك سيتم تخزين هذه المساعدة، مضيفة "إنها مسألة أمنية، بالتأكيد نريد مساعدة الناس لكننا لن نختار النزاع"، بينما أغلقت حكومة مادورو الحدود البحرية وعلقت الرحلات الجوية مع كوراساو.
وشددت حكومة الجزيرة الهولندية، على أن القاعدة العسكرية الأمريكية المتقدمة لن تلعب أي دور في أي عمليات متعلقة بالمساعدات، و"كوراساو" هي جزيرة في البحر الكاريبي، وهي واحدة من البلدان الأربعة التي تتكون منها مملكة هولندا، حيث تتكون مملكة هولندا من 4 دول هي هولندا وأروبا وسانت مارتن، بالإضافة إلى كوراساو.
وتعمل الدول الأربعة بشكل مستقل فيما يخص بعض القضايا ويعملون معا في القضايا الأخرى، وتسمى هذه "شؤون المملكة"، حيث فسر ميثاق مملكة هولندا ما تقوم به الدول مع بعضها البعض وما تقوم به كل دولة بشكل مستقل.
وكل دولة لها حكومتها الخاصة، كما يوجد هناك أيضا مجلس وزراء للمملكة، يتكون من حكومة هولندا ووزراء ووزير واحد لكل من أروبا وكواساو وسانت مارتن.
ومن ناحيتها، أشارت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، إلى أن "كوراساو"، دولة تتمتع بحكم ذاتي ضمن مملكة هولندا، وهي تستضيف مركز عسكريا متقدما للجيش الأمريكي يوفر الدعم لعمليات مكافحة المخدرات في المنطقة، فيما ذكر موقع حكومة "كوراساو"، إنه منذ 10 أكتوبر 2010، كانت كوراساو دولة مستقلة في مملكة هولندا، مثل أروبا وسانت مارتن، موضحة أنه في كل من البلدان الكاريبية في المملكة، يتم تمثيل الملك "فيليم ألكساندر" من قبل حاكم، كرئيس لحكومة "كوراساو"، وأشار الموقع إلى أن الحاكم هو رمز للوحدة داخل المملكة، يساعد مكتب المحافظ الحاكم في ممارسة مهامه وسلطاته بفعالية.
بدوره، ذكر موقع "britannica"، أن كوراساو كان يسكنها "أراواك" من البر الرئيسي لأمريكا الجنوبية، فيما قام الأوروبيون بزيارتها لأول مرة في عام 1499، واستقر بها الإسبان، ثم قام الهولنديون لاحقًا بتأسيسها كمركز رئيسي للتجارة لشركة الهند الغربية الهولندية، مشيرا إلى أن الأسبان، قاموا بترحيل كامل السكان الأصليين كعبيد إلى "هيسبانيولا" في عام 1515.
"وكوراساو" هي موطن أقدم مجتمع يهودي يسكنه باستمرار في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وأشار موقع "هسبريس" المغربي، أن الإسبان، احتلوا الجزيرة، في عام 1521 ثم استولى عليها الهولنديون في 1634م، وتبقى جزيرة كوراساو الأهم سياسيا لوجود البرلمان، وأغلب المقرات الحكومية، وسميت بهذا الإسم "كوراساو" أي القلب باللغة الإسبانية، لوقوعها في قلب الطريق التجاري لأمريكا الجنوبية، وقد استعمل البحارة الإسبان هذا الاسم، ومن بعدهم أخذ الهولنديون نفس التسمية.
وللجزيرة تاريخ قديم يرتبط بتجارة الرقيق الذي كان يؤتى به من دول ساحل إفريقيا الشرقي والذي كان يطلق عليه "بالزنج"؛ وهو الاسم الذي أطلقه الجغرافيون العرب في العصور الوسطى للدلالة على الساحل الشرقي لأفريقيا وعلى سكانها السود. وهذه الجزيرة هي الأكبر والأكثر سكاناً من ضمن 3 جزر تدعى جزر ABC، في إشارة إلى جزر كوراساو وأروبا وبوناير الواقعة في مجموعة جزر الأنتيل الصغرى، فيما تعد مدينة "فيليمستاد" عاصمة "كوراساو".
وتبلغ مساحتها 444 كيلومتر، فيما بلغ التعداد السكاني 150 ألف نسمة، وتعد اللغات الهولندية والبابيامينتو والانجليزية هي اللغات الرسمية في الجزيرة الهولندية.
وتعد الكاثوليكية هي الديانة الأولى في الجزيرة، تليها البروتيستانتية، وهناك مذاهب متعددة كعباد الطبيعة والأرواح، بجانب الديانة المسيحية واليهودية هناك الدين الإسلامي، والذي دخل إلى "كوراساو" عن طريق العبيد المجلوبين من إفريقيا من قبل إسبانيا والبرتغال وهولندا.
وأوضح موقع "هسبريس" المغربي، أن شعب كوراساو، يتكون من جنسيات مختلفة ومتعددة وأغلبهم أفارقة أتت بهم هولندا وإسبانيا، بهدف استعمالهم في أشغال يدوية وفلاحية، كما وصلت إليها في أواخر القرن التاسع عشر هجرات هندية وعربية خصوصا من بلاد الشام، نتيجة الظروف السياسية المتردية التي كانت تعاني منها الخلافة العثمانية حينذاك، وهناك جنسيات أوروبية متعددة تصل 25%؛ لكن عندما نشب خلاف بينهم وبين السود الأفارقة في السابق ذهب أغلب البيض إلى جزيرة"أوربا" وتجمع السكان السود في "كوراساو".
وأوضح الموقع المغربي، أنه من أهم موارد الجزيرة الاقتصادية فهي السياحة بالدرجة الأولى، وتعتمد على معونات هولندا وبعض المنظمات الإغاثية الدولية، مشيرا إلى أن هذه الجزيرة تعد ملجأ لأكثر البواخر والسفن العالمية؛ بحيث تشكل سواحلها مراسي طبيعية للسفن، وبنفس الوقت إذا حصلت أي عاصفة أوارتفعت أمواج البحر الكاريبي فهي أول الجزر التي تستقبل السفن المطاردة بالرياح والعواصف القوية، وليس فيها أي مورد زراعي، فجميع الخضار والفواكه تأتيها من فنزويلا، وأما المياه فهي من التحلية فقط، وهكذا نجد أن الماء والكهرباء أغلى شيء في هذه الجزيرة.
وتابع "هسبريس" قائلا، إن "كوراساو"، كانت المحاولة الأولى من قبل اليهود الأوروبيين للاستيطان بين أحضانها والعيش فيها، فكانت المحاولة الأولى، في عام 1650 حين وصلت 12 عائلة يهودية تحمل خطابا من مجلس هولندا الحاكم تطلب منه أن يمد لها يد المساعدة، بأي صورة من الصور، وعلى أي شكل، سواء بالعبيد أو الأرض أو الأحصنة أو القطعان أو الأجهزة، ولكن حينما استولت البرتغال على البرازيل من هولندا، عام 1654، فرت مجموعة من اليهود إلى كوراساو وأخذت رأسمالها معها، وقد كان ضمن نشاطاتهم الأساسية تجارة العبيد، وفي هذه الآونة أزيلت القيود كلها عن اليهود، وفي عام 1693، غادرت مجموعة من اليهود إلى الولايات المتحدة فكانت أول جماعة يهودية تستوطن فيها.