استمرار الاجتماعات لحل أزمة فنزويلا.. وقتلى على الحدود

كتب: حسن رمضان

استمرار الاجتماعات لحل أزمة فنزويلا.. وقتلى على الحدود

استمرار الاجتماعات لحل أزمة فنزويلا.. وقتلى على الحدود

أعلن رئيس "الجمعية الوطنية"، أو البرلمان الفنزويلي، خوان جوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا، في 23 يناير الماضي، اليوم، مشاركته في اجتماع "مجموعة ليما"، غدا الاثنين، في العاصمة الكولومبية "بوجوتا"، وقال في مؤتمر صحفي في كولومبيا - إنه سيشارك في اجتماع المجموعة، للقاء رؤساء دول المنطقة ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس لمناقشة الإجراءات الدبلوماسية الممكنة والتعاون المشترك.

كانت "مجموعة ليما"، اجتمعت في 4 يناير الماضي، في عاصمة بيرو، وأعلنت أنها لا تعترف بشرعية الولاية الرئاسية الجديدة لرئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، والتي بدأت في 10 يناير الماضي، وطالبته، بالدعوة لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، وحتى ذلك الحين تسليم السلطة إلى البرلمان، فيما رفضت المكسيك الانضمام إلى هذا الإعلان. وحثت المجموعة في 5 فبراير الجاري، الجيش الفنزويلي على دعم جوايدو، ودعت 11 من أعضاء المجموعة إلى تغيير السلطة دون استخدام القوة والتوصيل العاجل للمساعدات الإنسانية. وكان مادورو، فاز بفترة ولاية جديدة مدتها 6 سنوات في انتخابات فنزويلا التي جرت في 20 مايو 2018.

من جانبه، وعد مادورو، في 8 يناير 2019، برد جدير وشامل على تصريحات دول "مجموعة ليما" بشأن بعدم اعترافها بشرعية ولايته الرئاسية الثانية ومطالبتها بتسليم السلطة للبرلمان لحين إجراء انتخابات رئاسية جديدة، موضحا أن بلاده حصلت على دعم كافي من قبل المجتمع الدولي عقب بيانات "مجموعة ليما". وأكد الرئيس الفنزويلي، أن بلاده حصلت على دعم من قبل غالبية حكومات العالم، لأنهم يحترمون القانون الدولي على، ويحترمون فنزويلا، وتابع مادورو قائلا: "ومعهم سنحافظ على علاقات دائمة، وعلاقات شراكة، واستثمارات مشتركة، وعلاقات دبلوماسية وسياسية".

و"مجموعة ليما"، هي عبارة هي هيئة متعددة الأطراف أنشئت عقب "إعلان ليما" في 8 أغسطس 2017 في عاصمة بيرو"ليما"، حيث اجتمع ممثلو 17 بلدا من أجل إنشاء مخرج سلمي للأزمة في فنزويلا، وتطالب المجموعة، بالإفراج عن السجناء السياسيين، وتدعو لإجراء انتخابات حرة، وتعرض المساعدة الإنسانية، وتنتقد انهيار النظام الديمقراطي في فنزويلا في إطار حكومة فنزويلا، فيما وقع 12 بلدا في البداية على الإعلان، وهي الدول: الأرجنتين وباراغواي والبرازيل وبنما وبيرو وتشيلي وجواتيمالا وكندا وكوستاريكا وكولومبيا والمكسيك وهندوراس، وفي وقت لاحق، انضمت جيانا وسانت لوسيا.

وكان مجلس الأمن الدولي، اجتمع في 27 يناير 2019، لمناقشة الوضع في فنزويلا. وبعد حوالي 5 ساعات من الاجتماع، لم يخرج المجلس بأي قرار أو استنتاج جديد، فيما أشارت وكالة "سبوتنيك" الروسية، إلى مغادرة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في ذلك الوقت قبل نهاية الاجتماع.

وقال الرئيس الفنزويلي، إن بلاده خرجت منتصرة من الاجتماع، موضحا أن الدليل على ذلك أن وزير بومبيو غادر القاعة قبل انتهاء الاجتماع". وذكرت قناة "تيلسوري"، إنه في 14 فبراير 2019، قال وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أريازا، إن مجموعة من الدول قررت تشكيل فريق دبلوماسى فى منظمة "الأمم المتحدة"، للدفاع عن حقوق الإنسان والميثاق الأساسى للمنظمة الدولية، مضيفا: "سنقوم بتنظيم استراتيجية ليس فقط للدفاع عن فنزويلا، ولكن أيضا للدفاع عن مبادئ الأمم المتحدة".

وفي سياق متصل، لم يستبعد الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماجرو، في 15 سبتمبر 2018، خيار التدخل العسكري في فنزويلا لإسقاط رئيسها مادورو، على خلفية الوضع المتأزم في البلاد وتدفق المهاجرين منها، وقال -في مؤتمر صحفي في ذلك الوقت، في"كوكوتا" الكولومبية لدى تفقده اللاجئين الفنزويليين هناك - إنه "في ما يتعلق بالتدخل العسكري الهادف إلى إسقاط نظام نيكولاس مادورو، أعتقد أننا ينبغي ألا نستبعد أيّ خيار"، وتحدث المسؤول الأمريكي الجنوبي، عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها "كاراكاس" بحق شعبها، موضحا: "في ظل معاناة الناس والهجرة الجماعية التي تسببت بها، يجب أولا اتخاذ إجراءات دبلوماسية، لكنه يجب ألا نستبعد أي عمل آخر".

واعتبر ألماجرو، أن السلطات الفنزويلية تستخدم البؤس والجوع ونقص الأدوية والأدوات القمعية لفرض إرادتها السياسية على الشعب وهذا غير مقبول، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.من جانبه، ذكرت "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين" و"المنظمة الدولية للهجرة"، الجمعة الماضية، أن تدفق المهاجرين واللاجئين من فنزويلا مستمر بلا هوادة، وأن عددهم بلغ 3.4 مليون مهاجر ولاجئ في جميع أنحاء العالم، وأوضحت، في بيان مشترك، أنه وفقا لبيانات من سلطات الهجرة الوطنية ومصادر أخرى، فإن بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تستضيف ما يقدر بنحو 2.7 مليون فنزويلي، بينما يعيش الباقون في مناطق أخرى.

وأشارت المفوضية، إلى أن عام 2018 شهد مغادرة ما يصل إلى 5 آلاف شخص يوميا من فنزويلا في المتوسط، بحثا عن الحماية أو حياة أفضل، موضحة أن كولومبيا تستضيف أكبر عدد من المهاجرين واللاجئين من فنزويلا بأكثر من 1.1 مليون شخص، تليها بيرو "506 آلاف" وشيلي "288 ألفا" والإكوادور "221 ألفا" والأرجنتين "130 ألفا" والبرازيل "96 ألفا"، كما تستضيف المكسيك وبلدان أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي أعدادا كبيرة من هؤلاء المغادرين.

يذكر، أن حدة التوتر، ارتفعت على الحدود بين فنزويلا وكولومبيا، السيت، وهو اليوم الذي حدده جوايدو لإدخال المساعدات الإنسانية المرسلة خصوصاً من الولايات المتحدة، والتي يرفضها مادورو، وقتل شخصان أحدهما فتى يبلغ من العمر 14 عاما عند الحدود بين فنزويلا والبرازيل، حيث يمنع الجيش الفنزويلي دخول قوافل المساعدات بعد إطلاق قوات الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادروو النار على متظاهرين واضرام النار في شاحنات محمّلة بالمساعدات، فيما أصيب المئات عند المعابر الحدودية مع كولومبيا خلال محاولات لادخال مساعدات. وكان شخصان قتلوا وأصيب 15 آخرون، من جماعة "هنود البيمون" في "جران سابانا" في جنوب شرقي فنزويلا على الحدود مع البرازيل، الجمعة الماضية في صدامات مع الجيش، لدى محاولتهم منع الجيش من قطع الطريق أمام إدخال مساعدات إنسانية، وفقا لما ذكرته وكالة "فرانس برس" الفرنسية.


مواضيع متعلقة