على مهيب «الأب الروحى».. وتلميذه: ننتظر الانطلاق

كتب: محمد غالب

على مهيب «الأب الروحى».. وتلميذه: ننتظر الانطلاق

على مهيب «الأب الروحى».. وتلميذه: ننتظر الانطلاق

انطلقت صناعة الرسوم المتحركة فى مصر عام 1936 على يد عائلة «فرانكل» الروسية، لكنها لم تحظ بالانتشار الواسع، ولكن هناك شخصاً مصرياً كان صاحب الفضل الأول على هذه الصناعة، وأطلق عليه لقب «الأب الروحى»، وهو الفنان على مهيب، بداية من عام 1960 بمشاركة شقيقه «حسام الدين» الذى كان يصور الأعمال، واستمرت شراكتهما حتى انفصلا فى الثمانينات، وأسس «مهيب» الجمعية المصرية للرسوم المتحركة عام 1998، ورحل فى عام 2010.

محبو أعمال على مهيب ليسوا العاملين وصناع الرسوم المتحركة وتلاميذه فقط، لكن يعرفه جيداً الكثيرون ممن شاهدوا وعاشوا سنوات إبداعه، ويتذكرون الرسوم التى ابتكرها جيداً، لذا أنشأ تلميذه على سعد، أستاذ الرسوم المتحركة بمعهد السينما، صفحة على موقع فيس بوك، باسم أستاذه على مهيب، الذى يعتبره «والده الروحى»، وتعلم على يديه منذ أن كان طفلاً فى الرابعة عشرة من عمره، واستمر عمله معه سنوات طويلة.

«سعد» الذى درس الرسوم المتحركة فى أمريكا، يشارك كل ما يحتفظ به من صور وأرشيف وحكايات عن «مهيب» مع الناس على مواقع التواصل الاجتماعى، وأنشأ صفحة باسمه، فلمس أثر الرسوم التى صنعها «مهيب» على الأجيال، وعن ذلك قال: «لها تأثير رهيب فى الناس، أجيال كتير كبروا واتنططوا واتربوا على أعماله، التى أثرت فى وجدانهم»، وتابع: «مهيب» قدم نحو 1800 عمل رسوم متحركة، تنوعت بين أفلام، وإعلانات وفوازير جميعها أعمال متميزة وناجحة، وتعتبر تجربة الأخوان على وحسام الدين هى الرائدة والأهم فى العالم العربى وأفريقيا، ومن أشهر ما صنع الأخوان مهيب، فيلم الخط الأبيض عام 1963، وهو من إنتاج التليفزيون المصرى، ولاقى نجاحاً ملحوظاً وكان نقلة لكل العاملين فى المجال، وكل محبى الأب الروحى يعرفون هذا الفيلم جيداً»، ويؤكد «سعد» أن على مهيب هو صاحب الثورة الأولى فى عالم الرسوم المتحركة بمصر، وليس العائلة الروسية «فرانكل» الذين قاموا بعمل كارتون مشمش أفندى عام 1936، لأنهم عملوا رسوماً متحركة فى ذلك الحين لكنها لم تحقق الانتشار الضخم كما يقال، وكان الكارتون المعروف لهم مشمش أفندى تقليداً للأمريكان، وكانت هناك تجارب أخرى فردية فى ذلك الوقت، لكن مهيب هو صاحب الثورة والشرارة الأولى فى عالم الرسوم المتحركة بمصر، وأضاف أن مجال الإعلانات هو الذى اختار على مهيب لعمل رسوم متحركة لأنه كان فناناً مميزاً، وأصبحت الإعلانات فى آخر الستينات هى الراعى الرسمى للرسوم المتحركة فى مصر، ويحفظها كل من عاش هذه الفترة.

{long_qoute_1}

عمل على سعد وقربه من أستاذه على مهيب جعله يتعلم منه الكثير وهو ما يسعى جاهداً لنقله إلى طلابه دارسى الرسوم المتحركة، وعنه قال: «كان شديد التميز والالتزام، تعلمت منه إزاى يوظف المعدات ويبتكر، ويغير تفكيره حسب رغبة الجمهور»، يرى «سعد» أن الجيل الجديد من فنانى الرسوم المتحركة والدارسين فى الكليات والمعاهد، لديهم موهبة مميزة، ورؤية وفكرة وشغف، وطاقة وقدرة على الإبداع، لكنه حتى الآن ينتظر ظهور العلاقة الوثيقة بين الإنتاج كمادة، والفكرة وصناع العمل حتى تحدث الانطلاقة الكبرى فى هذا المجال.


مواضيع متعلقة