الأطفال ضحايا الكارتون الأجنبى: بنربّى أجيال على ثقافة الغرب

كتب: إنجى الطوخى

الأطفال ضحايا الكارتون الأجنبى: بنربّى أجيال على ثقافة الغرب

الأطفال ضحايا الكارتون الأجنبى: بنربّى أجيال على ثقافة الغرب

أمام تراجع صناعة أفلام الكارتون فى مصر، ظهر المنتج الأجنبى كبديل لتعويض النقص الكبير الذى تشهده تلك الصناعة، وبات الأطفال يتعرضون لعشرات المسلسلات والأفلام الأجنبية بشكل شبه يومى، يشجعهم على ذلك جيل من الآباء والأمهات، دون إدراك أن الكارتون الأجنبى هو أشبه بقنبلة موقوتة قد تنفجر فى أى لحظة، فالقيم والمفاهيم التى تبثها تلك الأفلام لا تتناسب مع مجتمعاتنا العربية، بحسب أطباء علم النفس والعاملين فى صناعة الكارتون.

الدكتورة سوسن الفايد، أستاذ علم النفس السياسى، أكدت أن تأثير تعرض الأطفال للكارتون الأجنبى، سواء كان باللهجة الأجنبية أو مدبلجاً، فى منتهى الخطورة، فالكارتون ليس مجرد مادة إعلامية ترفيهية كما يعتقد البعض بل هو محتوى يسير تبعاً لأجندة سياسية منظمة.

«ما لا يدركه أولياء الأمور أو حتى متخذ القرار فى مصر، أن الكارتون ليس وسيلة تسلية، بل هو أداة لتشكيل الأجيال، وما يحدث للأطفال عند مشاهدة الكارتون الأجنبى أسوأ من تأثيرات الحروب، فالدول المصنعة للكارتون، وفى الغالب تكون دولاً غربية، تستخدمه كوسيلة لزرع القيم والمفاهيم التى يرغبون بها فى المجتمعات الأخرى، للسيطرة عليها بشكل غير مباشر».. هكذا أكدت «الفايد»، مضيفة أن إلغاء روح الانتماء والوطنية، والقضاء على قيمة الجماعة وزرع قيم الاستهلاك والأنانية هى أهم التأثيرات السلبية للكارتون الأجنبى فى الأجيال الناشئة، لافتة إلى أن البعض قد يعارض الأمر لكنهم لا يدركون تفاصيل الصورة كاملة: «البعض يقول هل الأطفال سيتعرضون لكل ذلك من كارتون واحد؟، والحقيقة أن تلك الدول تتبع سياسة النفس الطويل، وتعرض نفس القيم التى ترغب فى زرعها مرة واثنتين وثلاثاً فى أفلام كارتونية مختلفة، وبالتالى يتحقق الغرض المنشود، وهو أجيال بلا هوية ثقافية أو دينية وتسير على النهج الغربى فى كل تفاصيله». ووصفت «الفايد»، الكارتون الأجنبى بأنه «حرب عقول»، فعدم وجود منتج مصرى وعربى يملأ عقول الشباب والأطفال بالقيم والمبادئ العربية الأصيلة يجعلهم يعيشون فى فراغ عقلى تستغله الدول الأجنبية فتسيطر على عقولهم بما تقدمه: «للأسف ده ظاهر حالياً فى تجاهل اللغة العربية وضياعها بين أوساط الشباب والمراهقين وظهور وسيطرة ما يسمى بالفرانكو آراب، وهو خطر لأن اللغة هى أساس هويتنا وثقافتنا».

{long_qoute_1}

أما المخرجة عطية عادل، مؤسسة استوديو «إيه بلاس كارتون»، فأكدت أنها بعد سنوات من العمل فى صناعة أفلام الكارتون تخطت الـ30 عاماً، قررت عدم الاكتفاء بالشكوى من تراجع فن الكارتون فى مصر، بل لجأت إلى خطوات عملية، معتبرة أن البداية الصحيحة تكون من عند الأطفال: «أصبحت مع رفقائى من العاملين فى مجال صناعة الكارتون أو حتى من يقومون بالتدريس فيه، نقيم ملتقى شهرياً فى دار الأوبرا فى سينما الهناجر، حيث نعرض أفلام كارتون مصرية الصنع على الأطفال ثم نناقشهم حول مضمونها، ونعقد مسابقات بينهم لرسم الشخصيات التى شاهدوها بأيديهم، والهدف هو غرس حب الكارتون فى نفوسهم، ليكبروا وهم قادرون على إدراك أهمية الكارتون المصرى، وعدم التأثر بمسلسلات وأفلام الكارتون الأجنبى».

تقديم أفلام تستعرض الثقافة الفرعونية وتاريخها، وكذلك أفلام عن تفاصيل الحياة اليومية المصرية وعن الثقافة العربية، هو ما تركز عليه المخرجة «عطية» حالياً: «هذه الندوات الثقافية بما تقدمه من أفلام كارتون هى التى ستخلق جيلاً يحافظ على الهوية المصرية، ويعرف يعنى إيه كلمة وطن».


مواضيع متعلقة