بريد الوطن| التسامح معلوم من الأخلاق بالضرورة
بريد الوطن| التسامح معلوم من الأخلاق بالضرورة
لم يكن الرفق فى موقف إلا زانه، ولم يكن التسامح بين الناس إلا ازدادوا مودة ورحمة ومحبة، وإذا كان من الخطأ إنكار وتكذيب ما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالتسامح هو معلوم من الأخلاق بالضرورة أيضاً، فهنيئاً لكم أيها المتسامحون، فكل الأديان والأعراف حذرت وتحذر من الغضب وسرعة الانفعالات السلبية والجهل على الغير، لكن العجيب أن لا حياة لمن تدعو، فقد أصبحت علاقات الناس على المحك، فساعة واحدة فى الشارع تكفى كى تكتشف هذا الفوران الكامن فى نفوس البشر، خصوصاً فى هذا الزحام عندما تحتك السيارتان أياً كان صاحب الخطأ، فقد يصل الأمر إلى حد التشابك بالأيدى واستعراض مواضع القوة وعضلات الفتونة وإبراز عضوية مراكز تدريبات الصاعقة وفنون القتال! ضاربين كل أصول الأدب والأخلاق بعرض الطريق وطوله، إلى أن يأتى من يصير حائلاً بينهما ثم يسرع الآخرون كى يبعدوا المتعاركين كل فى اتجاه سيارته، هذا المشهد ربما يتكرر خمس مرات فى الساعة تزيد أو تنقص فى الإشارة الواحدة، ومن دواعى الأسف أن هذا المشهد لا يختلف فى تفاصيله، سواء كان المتواجهان على قدر من الثقافة والتعليم أحدهما أو كلاهما.
وإننى «ومعى الكثيرون» أتساءل لماذا وصلت أعصابنا وأخلاقنا إلى هذا المستوى المتدنى من ضبط النفس والتسامح؟!.
ناصر خليفة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com
