مدبغة "أبو سنة".. أقدم مدابغ مجرى العيون عمرها 75 عاما

كتب: دعاء عرابي

مدبغة "أبو سنة".. أقدم مدابغ مجرى العيون عمرها 75 عاما

مدبغة "أبو سنة".. أقدم مدابغ مجرى العيون عمرها 75 عاما

مساحة كبيرة، مكونة من دورين،  يبرز على جدرانها الباهتة والشاهدة على مرور الكثير من الأعوام، اسم صاحبها بالبنط العريض عبده إسماعيل أبو سنة، وتاريخ تأسيسها الذي يرجع لعام 1944م، يفوح من داخلها رائحة الجلود وصبغتها، يختلف بنيانها عن باقية المدابغ التي تجاورها بمنطقة سور مجرى العيون، والذي  تحول أغلبها  إلى حطام.

ويتذكر إمام محمد، أحد المستأجرين، شكل المدبغة الذي حرص صاحبها أن يشيدها بشكل مختلف عن باقية المدابغ بالمنطقة، مهتمًا بوجود حديقة أمامها كان يهتم بها بنفسه بشكل يومي، قبل أن يصيبها عوامل الزمن "دي كانت فبريكة كانت كل حاجة فيها نظيفة وحلوة شكلها مختلف عن باقية المدابغ اللي حواليها و كانت بتضم مدابغية كتيرة بيطلعوا كل منتجات الجلد منها، دلوقتي فين وفين لما يجي شغل نشتغله".

علامات الحزن تملأ ملامح الرجل صاحب الـ 75 عامًا، الذي يعمل على آلة كوي الجلود، بمجرد تذكره قرب هدم المدبغة التي تشمل أكثر من 10 عنابر، تتضمن جميع مراحل دبغ الجلود، شاهدة على جميع مراحل حياته، جاهلًا مصيره بعد نقلها لرغبة الورثة في الحصول على تعويض مادي مقابل إزالتها و ليس نقلها إلى منطقة الروبيكي "الواحد بيصعب عليه نفسه كل ما يفكر في الموضوع وهيصرف على عياله إزاي بعد كدا، وباقية المستأجرين اللي في المكان و الورثة ملهمش في الدباغة ولا يعرفوا عنها حاجة غير الإيجار اللي بيجي منها كل شهر عشان كدا مش عايزين يكملوا فيها".

وعلى مدار أكثر من 20 عامًا، تأتي مدام نادية حمدي، ملتزمة الجلوس داخل مكتبها الصغير، لبضعة ساعات خلال اليوم، مرة كل أسبوع، تعد موكلة بجمع الإيجارات الشهرية من المستأجرين، و متابعة سير العمل" أولاد الحاج  ميعرفوش حاجة عن المدبغة و لا زاروها مرة حتى، كلهم شغلهم بعيد عن المجال ده وسكنهم كمان، عشان كدا موكلني اجمع الايجار من الناس وابعت لمهم وخلاص".


مواضيع متعلقة