120 ألف منبر في وجه الإرهاب: «لا تتركوا خائنا بينكم»

03:17 م | الجمعة 22 فبراير 2019

انتهجت وزارة الأوقاف إستراتيجة جديدة في دعم الدولة المصرية من خلال حشد منابر الجمهورية، والتي يقدر عددها بحوالي 120 ألف منبر، للحديث حول القضايا الوطنية ودعم الصالح العام.

واحتشدت المنابر، اليوم، للحديث حول «البر بالأوطان من شمائل الإيمان». ووجه الأئمة في خطبتهم رسالة للمصريين فحواها: «عليكم حماية الوطن من الدعوات المشبوهة والهدامة، ويكون ذلك ببناء جسور الثقة بين الأبناء وعدم الانصياع للشائعات ووأدها في مهدها وحسن الظن بالناس، بحيث لا نترك بيننا خائن أو عميل أو مأجور علي حساب الوطن وكلنا تحت لواء واحد وهو لواء الوطن».

وهاجم الأئمة في خطبتهم الجماعات الإرهابية التي تتخذ الدين ستار لها، فقالوا، «إن تحمل كل جماعة لواء موازي أو مغاير للدولة فهذا خطر داهم لا يستقيم مع الدين ولا مع الدولة فعلينا ان ندرك أن أعداءنا لا يكلون ولا يملون من تدبير المؤامرات ومحاولة الإيقطاع بنا في شرك الفتن والتفرق والعصبية وهم يراهنون علي تغييب الوعي ويلبسون الحق بالباطل».

وتابعوا: «علينا أن ندرك حجم المخاطر التي تحاصرنا من كل جهة وأن نعمل على مواصلة مسيرة البناء والتعمير وسعادة الناس فكل من يحاول الإفساد أو الفساد والتخريب والقتل فهذا عمل الشيطان وجماعات الفتنة والدمار والخراب وليس له علاقة بديننا فالدين الإسلامي دين صناعة الحياة وليس صناعة الموت».

{long_qoute_1}

وعلي منبر مسجد الفتاح العليم، انتقد الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية أصحاب الفكر المتطرف والمنحرف، مؤكدا أن هؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالي «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علىٰ ما في قلبه وهو ألد الخصام* وإذا تولىٰ سعىٰ في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل ۗ والله لا يحب الفساد* وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم ۚ فحسبه جهنم ۚ ولبئس المهاد».

وأكد الأزهري في الخطبة أن أصحاب الفكر المتطرف حولوا الدين الإسلامي من دي أمواج من الفكر المنحرف الذين حولوا الشرع الحنيف من مساره الذي يحفظ الأنفس والأديان والأموال والأعراض وصناعة للحضارة إلى صورة مشوهة وخطاب ديني قبيح مظلم

وقال الأزهري: «القوة تنقسم إلى عدة مستويات قوة في النفس، وقوة في الإرادة تجعله قادر على أن يخترق التحدي، وقوة في العقل والعلم والمعرفة تجعله قادر على بناء الذات، ثم طرأت علينا السنوات الاخيرة فكر ديني منحرف انجرف في فهم الوحي ومقاصد الشريعة فحول الشرع من المسار الذي أراده الله له الذي يكون حفظا للأنفس والعقول وللدين والأعراض وصناعة للحضارة».

وأضاف: «طرأت علينا أمواج التطرف من جماعات تكفيرية فانحرفوا بالهدي الشريف واطلوا على الناس بالتكفير والجاهلية وترويع الآمنين وخطاب ديني قبيح مظلم ثم سلكوا مسلك التفجير والاغتيال وترويع الأمنين وهم يرتكبون جرم وراء جرم ويذهقون الأرواح ويدعون أن هذا الجرم دين».

وأوضح مستشار رئيس الجمهورية أن قوة المصري تأبى على الاختراق ضد من يتلعبون بوعيه، فهو قادر على الثبات النفسي في ظل أمواج التشكيك والتزييف، المصري لم يزل عبر تاريخه قوي ثابتا واثقا قادرا على اختراق الأمواج وأن يطفأ نيران التكفير والتضليل أن يستعيد ذاكرته ويحفظ وطنه ويصنع مستقبله، فالنمط الذي قال عنه الله تعالى «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدينا ويشهد الله على مافي قلبه»، يستعان على مواجهته بقوة نفسية وبقوة روحية وعقلية لمواجهة انخداع قوله المعجب في تأويل الآيات والآحاديث وترويجها ترويجا باطلا.

فيما أكد الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وخطيب الجامع الازهر اليوم أن الإسلام اهتم بتحقيق السلم والأمن لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن دينهم، وجعل تحقيق الأمن من أهم الأسس التي يقوم عليه أي مجتمع.

وأكد أن الإسلام قرر أشد العقوبات على المفسدين في الأرض الذين يزعزعون أمن المجتمعات ويزهقون الأرواح البريئة ويسفكون الدماء، وهو ما جاء به القرآن الكريم صراحة: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ۚ ذٰلك لهم خزي في الدنيا ۖ ولهم في الآخرة عذاب عظيم».