المعارضة الجزائرية.. هل تتوافق على مرشح واحد ضد «بوتفليقة»؟

كتب: محمد حسن عامر

المعارضة الجزائرية.. هل تتوافق على مرشح واحد ضد «بوتفليقة»؟

المعارضة الجزائرية.. هل تتوافق على مرشح واحد ضد «بوتفليقة»؟

تعقد شخصيات بارزة من المعارضة الجزائرية، اليوم، اجتماعا "تشاوريا" بهدف الاتفاق على تقديم مرشح واحد لمواجهة الرئيس المنتهية ولايته عبدالعزيز بوتفليقة في الانتخابات المقررة في 18 إبريل.

ويفرض هذا الاجتماع تساؤلات حول إمكانية نجاح المعارضة الجزائرية في التوافق حول مرشح واحد يدعمونه بقوة في السباق الانتخابي، يمكن أن يبعثر الأوراق لدى "بوتفليقة" الذي يعتبر البعض أن ترشحه أنهى السباق الانتخابي مبكرا مع التوقعات الطبيعية بفوزه.

وسيحضر اللقاء علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق الذي أصبح من أشد المعارضين لبوتفليقة وسبق له الترشح عامي 2004 و2014، إضافة إلى حركة "مجتمع السلم" المنبثقة عن جماعة الإخوان.

وقال الكاتب الصحفي أحمد بوداود إن "الدعوة كانت من قبل حزب العدالة والتنمية بقيادة عبدالله جاب الله لكل أحزاب المعارضة، لا أتوقع أن ينجح لأن هذه المبادرة فشلت قبل أن تبدأ، منذ أمس الأوب بدأت أحزاب وشخصيات تنسحب من بينهم المتقدجم للترئح علي غديري".

وأضاف: "اعتقادي أنه سيفشل لاختلاف إيديولوجيات الأحزاب هذه والصراع التاريخي فيما بينهم، سيختلفون حول من سيكون المرشح التوافقي، كل شخص سيعتقد أنه المرشح التوافقي".

وعن موقف حركة "حمس" الإخوانية، قال "بوداود": "كانت مدعوة للقاء، حركة حمس تعتبر نفسها قوية وأن مرشحها يجب أن يكون المرشح التوافقي وتطمح لذلك".

وقال "بوداود": "أيضا هناك مرشح حركة البناء الوطني عبدالقادر بن قرينة، بدأ يظهر بقوة في هذه الأيام، وهو محسوب على التيار الإسلامي، ولبى الاجتماع طمعا أن يكون هو المشح التوافقي، إذا هذا هو الصراع بين الحركات الإسلامية من ناحية، فضلا عن الصراع بين الشخصيات الأخرى".

وتابع الكاتب الصحفي الجزائري: "هناك رشيد نكاز ظهر بقوة ويطمح غلى أن يكون هو المرشح التوافقي، ولذلك المتوقع أن يحدث الخلاف بينهم".

ويرى "بوداود" أنه حتى دون مرشح توافقي للمعارضة، فإن هناك بعض الأسماء التي تخيف الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، و"أعتقد أن منهم من سيقصى من المجمع الدستوري، مقل علي غديري وعبدالعزيز مقري، وغيرهم، هؤلاء يشكلون قلقا للرئيس الجزائري حتى بدون التوافق على مرشح واحد".

وسيكون اللواء المتقاعد علي غديري أول من أعلن ترشحه أكبر الغائبين عن اللقاء، كما أكد في بيان مقتضب في فيسبوك، دون أن يوضح سبب عدم مشاركته.

كما سيغيب عن اللقاء حزبين بارزين في المعارضة، "جبهة القوى الاشتراكية" التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" الذي اعتبر ما سيحدث في 18 إبريل "ليس انتخابات" بل "مجرد تعيين لرئيس الدولة".

"الأغلب أن المعارضة ستتجه إلى المقاطعة"، هكذا توقع المحلل السياسي الجزائري الدكتور عبدالعالي رزاقي أن تنتهي اجتماعات المعارضة إلى هذا القرار.

وقال "رزاقي"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن" إن "المبادرة كان هدفها اليحث عن شخصية كبيرة يمكن دعمها مقابل شخصية بوتفليقة، لكن حتى الآن لا يوجد شخصية لا ترتقي إلى مستوى الدعم كمرشح توافقي خاصة بعد خروج علي غديري".

وأضاف: "الاجتماع يضم مجموعة أحزاب وشخصيات وطنية، فإما أن يدعموا شخصية وهي غير موجودة في تقديري، أو أن يقطاعوا الانتخابات، وأظن أنهم يميلون لمقاطعة الانتخابات".

 وقال "رزاقي": "الإخوان رشحوا مرشح، وهم عادة في الجزائري عكس غيرهم من الدول يقتربون من دوائر السلطة ويحظون بدعم إحدى الجهات في السلطة، وهم عادة تحت تصرف السلطة، ولكن لديهم مرشح لا يمكن أن تتجاهله المعارضة ودعوتهم طبيعية كغيرهم من الأحزاب". وتابع: "أعتقد أنهم سيتجهون نحو المقاطعة، لأن الشارع الجزائري كله يطالب بالمقاطعة".

وعند انتخاب بوتفليقة للمرة الأولى في 1999 انسحب كل المرشحين الآخرين "احتجاجا على التزوير المسبق للانتخابات"، بحسب اتهامات لهم، ثم أعيد انتخابه ثلاث مرات بنسب تفوق 80% من الأصوات ومن الجولة الأولى، وسط جدل في الفترة الأخيرة حول حالته الصحية. 


مواضيع متعلقة