«العجلة وحقيبة الظهر».. رحلة «فك شفرة» إرهابي "تفجير الدرب الأحمر"

كتب: محمود الجارحي وجيهان عبد العزيز

«العجلة وحقيبة الظهر».. رحلة «فك شفرة» إرهابي "تفجير الدرب الأحمر"

«العجلة وحقيبة الظهر».. رحلة «فك شفرة» إرهابي "تفجير الدرب الأحمر"

"العجلة وحقيبة الظهر"، كانتا المفتاح الذي بدأ من خلاله رجال الأمن رحلتهم الصعبة لفك شفرة وكشف هوية الإرهابي "الحسن عبدالل"ه الذي فجّر نفسه في رجال الشرطة أمام منزله بحارة الدرديري في الدرب الأحمر أمس.

منذ عصر الجمعة الماضي، بذل رجال الأمن بوزارة الداخلية، تحت إشراف اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، جهوداً كبيرة وقاموا برحلة بحث مضنية للكشف عن شخصية الإرهابي الغامض الذي لم يُعرف عنه سوى أنه يقود دراجة ويحمل على ظهره حقيبة، من خلال إحدى كاميرات المراقبة بمكان قريب من الحادث الإرهابي، كان بالدراجة والحقيبة عبر عشرات الأماكن والمناطق بين القاهرة والجيزة، وتمت متابعته من موقع حادث مسجد الاستقامة بالجيزة إلى مكان سكنه واختبائه بالقاهرة.

البداية بظهور"العجلة وحقيبة الظهر"، وكانتا الخيط الأول الذي أمسكت به قوات الأمن وفرق التحقيق لتتبع المتهم منذ حادث كمين مسجد الاستقامة، وعبر هذا الخيط بدأت رحلة طويلة لمعرفة المسارات والطرق التي تحرك فيها بعد الحادث، وكان طريق الوصول إليه عبر الكاميرات التي رصدته في محافظة الجيزة صعباً، ولكن بمثابرة وصبر رجال الأمن تم تتبع خط سيره من خلال التركيز على العجلة وحقيبة الظهر في عدد من الشوارع، فاستمر تعقبه من آخر نقطة وصل إليها في محافظة الجيزة قبل الانتقال إلى القاهرة عبر أحد الجسور التي تربط بين المحافظتين على النيل.

في القاهرة، كانت رحلة الوصول إلى المتهم صعبة للغاية، نظراً لمروره بالعديد من الأماكن والميادين والشوارع وسط أمواج متلاطمة من البشر، وتيقنت فرق التحقيق أنه مقيم في القاهرة، فتسلمته فرق التحقيق والفحص من أول نقطة ظهر فيها داخل المحافظة بعد هروبه من موقع انفجار مسجد الاستقامة، وما زاد من صعوبة رحلة البحث عنه داخل القاهرة أنه سار في عشرات الطرق المتداخلة والمؤدية لعشرات الميادين والحواري والمناطق المزدحمة، فكان العثور على أي لقطة رصدتها الكاميرات له أصعب كثيراً، وكان لا بد من فحص عشرات الكاميرات لمتابعة ورصد طريق المتهم.

وخلال الأيام الثلاثة الأولى من الأسبوع الحالي، نجح فريق البحث والتحقيق في تحديد المسار الذي سلكه الإرهابي بدراجته وحقيبة ظهره، وتم تتبعه في الطرقات والشوارع حتى آخر نقطة في مساره، وكانت في أحد عقارات الدرب الأحمر في حارة الدرديري، وهو المكان الذي تم التأكد منه عن طريق مفتاح فك شفرة المتهم "العجلة وحقيبة الظهر"، الذي ظهر في محيط مسجد الاستقامة بالجيزة قبل ثلاثة أيام.

الإرهابي ظهر مجدداً بدراجته وحقيبة ظهره أمام المنزل الذي يقيم فيه بحارة الدرديري، فهرول إليه رجال الشرطة للقبض عليه قبل أن يغادر المكان ويصبح العثور عليه أمراً بالغ الصعوبة وسط أمواج البشر التي تتدفق داخل شوارع القاهرة، وهي رحلة قاسية ستحتاج المزيد من الفحص والتتبع، لكن بمجرد اقتراب قوات الأمن منه فجّر نفسه بعبوة ناسفة، فأحدث دوياً هائلاً، وتحول جسده إلى أشلاء في ثوانٍ معدودة، وأدى الانفجار إلى سقوط عدد من رجال الشرطة بين شهيد ومصاب بعدما أبلوا بلاء حسناً في كشف لغز غامض لم يكن معروفاً ضمن العناصر الإجرامية التي تتتبعها الشرطة لحماية الوطن.

لم تتوقف أجهزة الأمن عن البحث، وتحفظت على كمية متفجرات كبيرة داخل شقة الإرهابي، كان ينوي استخدامها في عمليات إرهابية خلال الفترة القادمة.


مواضيع متعلقة