هنا "فيلا الـ8 جنيهات".. محل ذكريات عائلة حافظ بدوي وملكية الأوقاف

08:26 م | الاثنين 18 فبراير 2019

ما زال الخلاف بين عائلة حافظ بدوي، عضو مجلس الشعب في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ووزارة الأوقاف قائما، بسبب "فيلا الـ8 جنيهات"، التي ترغب الوزارة في استعادتها، بينما ترفض العائلة التخلي عنها، لأنها تحمل ذكرياتهم وطفولتهم منذ قرن من الزمن، خاصة بعد تصريخ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بأن ثمن الفيلا يتخطى الآن الـ600 مليون جنيه.

وقال مصدر مقرب من العائلة، رفض ذكر اسمه، إنهم عائلة حافظ بدوي كانت تعيش في الفيلا منذ مدة كبيرة، حتى بعدما توفى والدهم في 26 فبراير عام 1983، عاش بها أولاده الـ11 حتى عدة سنوات مضت وعندما شعروا بأن هناك شكاوى من بعض رجال الأعمال بالمحافظة، أرادوا شراءها من الهيئة فثمنتها بـ70 ألف جنيه للمتر إلا أنهم رفضوا وعرضوا شراء المتر بـ33 ألف جنيه، وظلت الخلافات تتجدد بينهم من الحين للآخر إلى أن صرح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن ثمن الفيلا يتخطى الـ600 مليون جنيه.

وأوضح رجب أحمد، البالغ من العمر نحو 55 عامًا، وأحد القاطنين بجوار الفيلا، أن ابناءه حرصوا على شراء فيلا والدهم التي حملت ذكرياتهم وطفولتهم، وقال، "عاوزين يشتروا الفيلا فيها ذكرياتهم واتربوا فيها وأخدوا وحدات سكنية جنبها، الفيلا مقفولة، وفي موظفين بيجوا يمروا عليها كل فترة، وجزء من ولاده ساكن في القاهرة وحياته مستقرة وآخر ساكن جنب الفيلا، عليها نزاعات".

وأكد مصدر بهيئة الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ، فضَل عدم ذكر إسمه، أن الفيلا ليست من حق ورثة حافظ بدوى، غنما هى ملكاً أصيل للهيئة وهناك عقد إيجار مُحرر بين الهيئة وأبناؤه، وليس عقد ملكية، مشيرا إلى أنها تُعد من ممتلكات الوقف الخيري التابع لها، فضلاً عن أن أبناء حافظ بدوى تركوا الفيلا منذ عدة سنوات ولا يقيمون بها، بل أنهم يريدون شراءها، لأنها في مكان مميز وعلى أرض مميزة، وطرحنا إعادة تقييمها مرة أخرى بما يتناسب مع ارتفاع سوق العقارات بكفر الشيخ.

والفيلا شيدتها هيئة الأوقاف منذ أكثر من 100 عام، على مساحة 4500 متر مربع، كإحدى استراحات الزعماء والملوك بمدينة كفر الشيخ، واختارت الطراز المعماري الكلاسيكي لكونه طرازًا فريدًا في زمن إنشائه، وتقع في مكان مميز بقلب مدينة كفر الشيخ عاصمة المحافظة، وتتكون من دورين أحدهما أرضي والآخر أول علوي، يحاوطها مساحة خضراء واسعة، بها بعض المزروعات، بالإضافة إلى مظلة خشبية متهالكة، كانت تُستخدم كإحدى مظلات التنزه للضيوف، كما أنها مُحاطة بسور كبير مُشيد بالطوب الأحمر.

تولى حافظ بدوي، رئيس مجلس الشعب الأسبق، رئاسة مجلس الشعب مرتين في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الأولى من 14 مايو 1971 حتى 7 سبتمبر 1971، ثم الفترة من 11 نوفمبر 1971 حتى 22 أكتوبر 1974، ولد في 21 مارس عام 1922 بمركز بيلا في محافظة كفر الشيخ، واستأجر فيلا له إبان رئاسته للمجلس من هيئة الأوقاف المصرية، بشخصه وليس بصفته رئيسًا للمجلس، وظل مقيمًا بها هو وأولاده الـ11 إلى أن وافته المنية فى 26 فبراير عام 1983، ومن وقتها قطنها أولاده حتى فترة قريبة.