الجانب الآخر لـ«هى الأموات اشتكت لك؟».. حملات لتنظيف المقابر

كتب: عبدالله عويس

الجانب الآخر لـ«هى الأموات اشتكت لك؟».. حملات لتنظيف المقابر

الجانب الآخر لـ«هى الأموات اشتكت لك؟».. حملات لتنظيف المقابر

سريعاً ما التقطت مواقع التواصل ذلك الخبر الذى يخص محافظ الدقهلية كمال شاروبيم، حين أجاب على طلب أحد مواطنى قرية الشعالة بمركز السنبلاوين، بإنارة مقابر القرية، ليجيبه المحافظ «هى الأموات اشتكت لك؟!».

لكن على الجانب الآخر لتصريح المحافظ، شباب يقومون بتنظيف المقابر إما فى شكل حملات، أو بشكل فردى، ويعتبرون أن الاهتمام بالذين مضوا أمر حسن لا يختلف عليه اثنان.

{long_qoute_1}

شمروا عن سواعدهم وانطلقوا يحملون التراب الكثيف، والقمامة التى ألقت بها الريح، والأغصان المتكسرة، وبينما كانت المقشات تدور فى الأرض، كان حمدى سعيد يساعد العمال فى تركيب مظلة كبيرة، ليستفيد منها أكبر عدد ممكن، لكن حملة النظافة والتطوير تلك لم تكن فى شارع عمومى أو ميدان، إنما فى مقابر أشمون، أحد مراكز محافظة المنوفية: «إحنا قررنا ننضف أكبر مقابر فى أشمون، ودى على مساحة نحو 9 أفدنة، وبدأنا بتنظيف الأرض والأحواش والحارات بتاعتها» يحكى حمدى سعيد ذو الـ50 عاماً، والذى اعتبر أن الأمر فيه ثواب كبير يستحق المجهود المبذول فيه، ورغم حديث البعض حول استغلال تلك الإمكانات فى خدمة الأحياء إلا أن الرجل يعتبر أن للموتى حقاً: «وبعدين خدمة النضافة دى هتبقى للى عايش قبل الميت».

كولدير مياه كبير بـ8 حنفيات، ومظلة على مساحة 130 متراً يتم تجهيزها أمام المقابر، وفى حالة ما إذا كانت هناك جنازة، فإن كبار السن الذين لا يطيقون حرارة الجو يستطيعون الجلوس تحتها، حتى الانتهاء من مراسم الدفن: «المظلة هتبقى من حديد، وهنبلط الأرضية تحتها، وهيبقى فى كهرباء عشان لو حصل دفن بالليل» قالها بلال جرن، أحد أبناء أشمون، الذى تبرع مثل غيره من أبناء القرية لإتمام الأمر الذى بدأ منذ فترة طويلة: «وعشان كده ماحدش ينفع يقول إن الأموات مابيشتكوش».

أما سلمى أحمد فتقول: «زوجى مات من 3 سنوات ومن ساعتها أنا باجى ليه كل أسبوع، وبنضّف قُدامه وأحط له زرع جديد، وأرش ميه قدام التُّرب» تحكى «سلمى» التى تعتبر تلك الزيارة الأسبوعية تقليداً لا يجب عليها تركه أبداً: «وعشان كده الجملة بتاعة المحافظ ما عجبتنيش، حتى لو مش قاصدة، الكلمة صعبة».

 


مواضيع متعلقة