متجمعين على ذكريات: «مديحة»: يوم الجمعة طوارئ فى البيت.. «محمد»: لمة الأسرة سحر لا يقاوم

متجمعين على ذكريات: «مديحة»: يوم الجمعة طوارئ فى البيت.. «محمد»: لمة الأسرة سحر لا يقاوم
- إعلان حالة الطوارئ
- الصباح الباكر
- الكلام الحلو
- بحر الحياة
- بيت العائلة
- حالة طوارئ
- حياة جديدة
- صغر سنه
- صلاة الجمعة
- أبناء
- إعلان حالة الطوارئ
- الصباح الباكر
- الكلام الحلو
- بحر الحياة
- بيت العائلة
- حالة طوارئ
- حياة جديدة
- صغر سنه
- صلاة الجمعة
- أبناء
العائلة هى الأبقى، ومصدر الأمان، ولا تزال بعض الأسر حريصة على التجمع العائلى، ولو على فترات متباعدة حيث يجلس الأجداد، بصحبة أبنائهم وأحفادهم، وتمضى بهم الساعات فى حكايات دافئة يستعيدون فيها ذكريات الزمن الجمي.
اللقاءات العائلية هى مواعيد لاستعادة الذكريات، وربط القديم بالجديد، من جيل إلى جيل، ويكون اليوم الذى يجتمع فيه أفراد العائلة بمثابة حالة طوارئ، قصوى لأنها لا تتكرر كثيراً فى ظل انشغال الجميع بدوامة بحر الحياة الهادر.
«ده بيكون أحلى تجمع، وأحلى قعدة، إحساس الونس بالعيلة، وإنهم جنبك مهما حصل شىء جميل وسحر لا يقاوم» هكذا استعاد محمد وردانى مصطفى المقيم فى حلوان ذكرياته مع هذا اليوم منذ أن كان طفلاً فى الخامسة من عمره، مؤكداً أنه رغم صغر سنه بدأ يستوعب طبيعة هذا اليوم، الذى تلتقى فيه العائلة، كاملة الصغير والكبير، ومرت الأيام وتقدم به العمر وأصبح شاباً وصارت له أسرة، لا تزال تلتزم بالتجمع العائلى لأنه حريص على مواصلة ما تربى عليه فى صغره.
{long_qoute_1}
واصل الرجل سرد حكايته، مؤكداً أن الأمر ضرورة يجب اتباعها والحفاظ عليها طوال الوقت، ويعتبر التخلى عنها مشكلة كبيرة قد تؤدى إلى تفكك العائلة وضعف العلاقة بين أفرادها، وتابع: «كانت جدتى فاطمة سلامة والدة أمى، هى اللى بتجمعنا دايماً، ولسنوات طويلة فضلت هى اللى بتلمنا، لحد ما اتوفت، وإحنا قررنا ما نوقفش اللمة دى من بعدها». يوم الجمعة، يتم إعلان حالة الطوارئ فى المنزل، فمديحة محمود خالة «محمد» تعد الطعام طيلة النهار، وتساعدها كريمة والدة محمد، وتجهز الأطباق والسلطات والحلويات، وفى التوقيت نفسه، يكون الرجال داخل أقرب مسجد من المنزل لصلاة الجمعة، ثم يعودون جميعاً من المسجد فى انتظار تناول ما لذ وطاب من طعام، ويتم إطلاق البخور داخل المنزل ويتجمع كل الأفراد وتكون هناك حالة حياة جديدة داخل المنزل، فالأطفال يلعبون ويلهون والكبار يتناقشون فى أمور العائلة ومشاكل الحياة.
أحمد شقيق محمد متخصص فى شى اللحوم، يجلس أمامها بالساعات وكله سعادة، لا يضايقه الأمر، ولا رائحة الدخان المتصاعد، وعن هذه الحالة قال: «اللمة حلوة والناس كلها بتبقى مبسوطة بيها، العيلة ليها دفء، وطول ما إحنا بنتلم بنفضل مطمنين على بعض وعارفين كل حاجة عن بعض».
مديحة خالة محمد لديها 3 أبناء، وخال محمد لديه 4 أبناء، وخاله سيد لديه ولدان، بينما منصور لديه 5 أبناء، الجميع يحرص على هذا التجمع الشهرى، ويتناولون الطعام معاً، وتدور الأحاديث بينهم حول كل كبيرة وصغيرة، ويمتد الحديث لساعات، «محمد» يشترى كميات كبيرة من اللب والسودانى، بينما يتولى شقيقه خالد شراء القصب أحياناً، وعن هذه الإجراءات قال: «بنتكلم فى كل حاجة، وبناكل التسالى ونروح، الضحك والهزار بيبقوا مسمعين الدنيا كلها، وبتبقى أسعد أوقاتنا، ونفسى أولادنا يطلعوا ملتزمين بالموضوع ده زى ما إحنا طلعنا».
فى منزله الذى يقع بمدينة العبور، ينتظر محمد عوض أبناءه وأحفاده كل يوم جمعة، وتعد زوجته منى الطعام منذ الصباح الباكر، وتعاونها ابنتها نسمة، بينما تبدأ إخوتها مساعدتهما بعد حضورهم إلى المنزل، يجلس الرجل طويلاً مع أحفاده الـ 8 يتبادلون الضحك واللعب مع جدهم.
«بيبقى وقت حلو وسعيد، وبيمر بسرعة من حلاوته كمان بقعد أنا وأمانى وشريف ونسمة وكريم إخواتى ونحكى»، هكذا حكت شيماء ابنة محمد، التى تخرج من التجمع للعبور رفقة زوجها إلى منزل والدها، وفى التوقيت نفسه يكون إخوتها فى الطريق إلى هناك، وحين يلتقى الجميع، ينصرف الأطفال للعب ويجلس الكبار معاً، وأضافت: «بنقف إحنا كبنات نساعد ماما وأختى فى تجهيز الأكل، ومساعدتهم فى التقديم، سواء الفطار أو الغداء»، وتستمر هذه الحالة حتى الساعة الـ11 ليلاً، وحينها يبدأ الجميع فى التحرك من المنزل، وفى أيام أخرى يكون إخوة محمد رب الأسرة موجودين مع الحضور، وتابعت: «3 أعمام مع أولادهم، وعمتين بأولادهم أحياناً بيحضروا، المكان بيبقى مليان بالناس، وكلنا بنبقى مبسوطين، والمحبة بتبقى موجودة بينا والكلام الحلو والاطمئنان على بعض، وفى بعض الأحيان يخرج الجد مع أحفاده من المنزل إلى أحد الأماكن لقضاء بعض الوقت والترفيه، ثم العودة للمنزل مرة أخرى، وكل أحفاده بيحبوه، وبيحبوا لمة العيلة، بيجاد ويامن وتميم وجنة وهنا وأدهم ومحمد ومريم كلهم بيبقوا مبسوطين».
هانى محمد تربى على مصطلح بيت العائلة، خلال الفترة التى سبقت وفاة والديه، لأن الأسرة كانت تجتمع أسبوعياً، وتقدم الدعم لأفرادها، سواء كان معنوياً أو مادياً، لكن عقب الوفاة صارت «اللمة» تتم بشكل شهرى، ويحاول الرجل قدر المستطاع الحفاظ عليها، وقال: «بلم إخواتى وبنقعد سوا، نحكى فى كل حاجة وبناكل ونشرب ونروح، هو يوم فى الشهر لكنه بيفرق معانا كلنا».