تسجيلات تكشف تفاصيل تورط رئيس وزراء قطر السابق في "فضيحة باركليز"

كتب: محمد علي حسن

تسجيلات تكشف تفاصيل تورط رئيس وزراء قطر السابق في "فضيحة باركليز"

تسجيلات تكشف تفاصيل تورط رئيس وزراء قطر السابق في "فضيحة باركليز"

ظهرت تفاصيل جديدة متعلقة بقضية "فضيحة باركليز"، حيث كشفت التحقيقات أن روجر جنكنز، المدير التنفيذي السابق لإدارة الاستثمار المصرفي وإدارة الاستثمار الشرق الأوسط في بنك باركليز، تعامل بإهمال ولامبالاة مع حمد بن جاسم، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري السابق، ووصل الأمر إلى إلغاء الأول موعدا، ومغادرته الدوحة متوجهاً إلى دبي، مدعيا أنه مرتبط بلقاءات مهمة، وحدد موعدا في اليوم التالي، وتماديا في الإهانة وسوء المعاملة تعمد التأخير عن الموعد لمدة ساعة كاملة.

وبحسب ما نشرته وكالة "بلومبيرج"، استمعت هيئة المحلفين في محكمة ساوث وارك الملكية في لندن إلى تفريغ لمكالمة هاتفية بين جنكنز وزميله ريتشارد بوث، المدير التنفيذي السابق لإدارة المؤسسات المالية الأوروبية والخدمات المالية في باركليز، في إطار جلسات محاكمة جنكنز وبوث، بالإضافة إلى جون فارلي الرئيس التنفيذي السابق للبنك، وتوم كالاريس المدير التنفيذي السابق لشعبة إدارة الاستثمارات ورؤوس الأموال في بنك باركليز.

وجاء في تفاصيل المكالمة الهاتفية بين بوث وجنكنز أن الأخير تظاهر بأنه مشغول، لتجنب أن يبدو قلقا أو متعجلاً أثناء التفاوض على استثمار بقيمة 2 مليار جنيه إسترليني من صندوق الثروة السيادي القطري، في ذروة الأزمة المالية لعام 2008، في مساعٍ من قيادات بارزة في باركليز لجمع ما يصل إلى 12 مليار جنيه إسترليني من مستثمرين حول العالم بهدف تجنب خطة إنقاذ أعدتها الحكومة البريطانية للبنوك خلال الأزمة المالية.

وأضاف جنكنز أنه ترك رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم آنذاك ينتظر في اجتماع في يونيو 2008 حتى لا يبدو يائسا.

وقال جنكنز لحمد بن جاسم، الذي كان بالإضافة لكونه رئيس وزراء قطر ووزير ماليتها، يترأس مجلس إدارة الصندوق السيادي القطري أيضا، إنه مضطر، نظرا لالتزامات عاجلة ومهمة، إلى مغادرة العاصمة القطرية لعقد اجتماعات أخرى في دبي.

وقال جنكنز في اتصاله مع ريتشارد بوث: "تظاهرت بأنني اضطررت للعودة إلى دبي لعقد اجتماعات كي لا أقوم بالمبيت في انتظار رئيس الوزراء في الدوحة".

واستطرد جنكنز: "ثم وصلت متأخرا ساعة وأخبرته أنني انشغلت في اجتماع لدراسة مستندات، واضطررت للتظاهر وكأنني مشغول للغاية ".

كما ناقش جنكنز وبوث احتمالات عدم قبول القطريين لبنود اتفاق الاستثمار في البنك، وعدم إتمام الصفقة خلال أقل من 48 ساعة.

وأشار بوث إلى أن بنك باركليز لا يمتلك نفوذا أو عناصر ضغط على قطر أو المستثمرين من الصين وسنغافورة واليابان، لكن جنكنز رد عليه قائلاً: "يتعين أن نفتعل ذلك (إيهام الطرف الآخر بأن هناك عناصر ضغط أو إغراءات)".

واتضح من مستندات أخرى ومكالمات هاتفية مسجلة، تم عرض تفريغها في جلسات سابقة أمام هيئة المحلفين، بواسطة ممثل الإدعاء عن مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الكبرى SFO، أن حمد بن جاسم حركته أطماعه وأنه كان قد أعد العدة ليحصل على صفقة وصفها ممثل الادعاء "بغير الشريفة" و"غير النزيهة"، وبدا مستعدا لتحمل أي معاملة سيئة أو إهانات في سبيل تحقيق هدفه.

وأثبتت الأدلة أن الشيخ حمد بن جاسم قام في نفس الشهر الذي بدأ فيه المفاوضات مع جنكنز، بإنشاء شركة باسم "تشالنجر يونيفرسال ليميتد" في جزر فيرجن آيلاندز، التي تشتهر بأنها ملاذ آمن ضرائبيا، وتمنح من ينشئ شركة فيها فرصة السرية التامة التي ينشدها أي مسؤول يمارس أنشطة سرية غير مصرح له بها، بموجب قوانين بلاده أو يستثمر أموالاً حصل عليها بطريقة غير مشروعة، وهي جميعها عناصر جذب تجعل من فيرجن آيلاندز الضالة المنشودة للشيخ حمد بن جاسم.

وأعقب المحادثة التي جرت بين جنكنز وبوث، بحسب ما قدمه مكتب SFO، طلب حمد بن جاسم الحصول على نسبة أعلى من التي يمنحها البنك لباقي المستثمرين، بالإضافة إلى عمولات شخصية سرية له شخصيا كي يمنح الموافقة على تلك الصفقة.

كما قام حمد بن جاسم بتسخير موظفي الحكومة  في المفاوضات والترتيب لإتمام الصفقات التي أبرمها من خلال شركته الخاصة "تشالنجر" في سرية، والحيلولة دون إفصاح بنك باركليز عن اسمه في التقارير التي يتم تقديمها بشكل روتيني إلى الجهات المعنية البريطانية والأسواق المالية وباقي المستثمرين.


مواضيع متعلقة