"نكروما".. زعيم إفريقي توسط جمال عبدالناصر لزواجه من فتاة مصرية

"نكروما".. زعيم إفريقي توسط جمال عبدالناصر لزواجه من فتاة مصرية
رغم مرور السنوات والعقود وتعاقب الأجيال لا يمكن أن تنسى قارة إفريقيا قادتها وزعماءها الذين كافحوا كفاح الأبطال حتى تتحرر وحتى تنعم شعوبها بخيراتها، ومن هؤلاء القادة الذين حفروا أسماءهم في قلوب وعقول الأفارقة، الزعيم الغاني كوامي نكروما صاحب التحدي والذي آمن بأن أبناء إفريقيا هم من سينتزعون حريتهم وسيصنعون مستقبلها المشرق والذي سعى كي تكون بلاده غانا مهدا لحرية إفريقيا بأسرها.
والعلاقات بين كل من مصر وغانا تعود إلى حقبة التحرر الوطني، والتي شهدت علاقات وطيدة بين الزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وكوامي نكروما، وامتدت تلك العلاقات إلى المصاهرة.
ولد فرنسيس كوامي نكروما في غانا في 18 سبتمبر 1909، في قرية نكروفول والتي تبعد 220 كم عن العاصمة أكرا، وهو من قبيلة "نوى" وسمى بـ"نكرو" اسم القرية التي ولد فيها، حيث نشأ من أسرة بسيطة وكادحة وكان والده يعمل حدادا.
وفي منتصف عام 1949 أسس "نكروما" حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد، وفي أوائل 1950 اعتقل نكروما بعد سلسلة من الإضرابات وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفاز حزبه بالانتخابات البلدية والعامة في الانتخابات، وفاز وهو بالسجن بدائرة أكرا وبأكثرية كاسحة، فأطلق سراحه وتولى رئاسة الوزراء في مارس 1952.
في السادس من مارس 1957 أعلن استقلال ساحل الذهب تحت اسم غانا، واختار نكروما النمط الاشتراكي.
وفي عام 1960 أقر دستور جمهورية غانا، وانتخب نكروما أول رئيس لها، وأعيد انتخابه عام 1965، وتعرض لمحاولات اغتيال عديدة بسبب تصرفات حزبه السلطوية، وانقلبت عليه مجموعة من الضباط أثناء سفره إلى فيتنام فالتجأ إلى غينيا ومنها أخذ يدعو الغانيين للتمرد بدون جدوى.
في أحد أيام عام 1957 كان الرئيس الغاني نكروما يزور إحدى الكنائس في مصر، وهناك شاهد الفتاة "فتحية" وانبهر بشخصيتها وجمالها وقرر على الفور الارتباط بها بعد أن تحدث معها وعرف اسمها وعنوانها.
وفي اليوم التالي تقدم نكروما لخطبة الفتاة المصرية، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من جانب والدتها، حيث خشيت أن ترحل ابنتها عنها على غرار ما حدث مع ابنتها الكبرى التي تزوجت وهاجرت للخارج مع زوجها ولذلك حسمت الأمر تماما مع الرئيس الغاني معلنة له رفضها التام.
وفي اليوم الثالث دق جرس منزل أسرة فتحية وكان الطارق هو الرئيس جمال عبدالناصر الذي التقى بالأم، وسألها عن سبب الرفض فأخبرته أن ابنتها ستسافر وتعيش بعيدا عنها ولا تستطيع رؤيتها، فقال لها ناصر إنه قرر افتتاح سفارة هناك وسيكون بين القاهرة والعاصمة الغانية أكرا خط طيران مباشر ويمكنها أن تسافر لها في أي وقت.
حينها اطمأنت الأم لحديث الرئيس عبدالناصر، ووافقت، وفي الأول من يناير من العام 1958 أقيم حفل الزفاف في مصر وسافر الزوجان لغانا.
وخلال أشهر قليلة، أصبحت فتحية وقد أطلق عليها اسم فتحية نكروما سيدة غانا الأولى ومحبوبة الجماهير والشعب الغاني، كما أطلقوا عليها "عروس النيل"، وأنجبت من نكروما 3 أبناء هم جمال الابن الأكبر ويعمل في صحيفة الأهرام، وسامية ونبيل.
بعد انقلاب عام 1971 بدأ الشعب يتقبل فكرة عودة مؤسس الدولة، غير أن المرض كان أسرع، وتوفي نكروما في رومانيا يوم 27 أبريل 1972 فأعلنت السلطات الغانية الحداد الرسمي، وبعد أن كان قد دفن في غينيا أعيد جثمانه إلى غانا، حيث شيع رسميا.