«تعالى هنا يا بيه».. «أم هاشم» من «ست بيت» لـ«سايس» لأجل لقمة حلال

كتب: دينا عبدالخالق

«تعالى هنا يا بيه».. «أم هاشم» من «ست بيت» لـ«سايس» لأجل لقمة حلال

«تعالى هنا يا بيه».. «أم هاشم» من «ست بيت» لـ«سايس» لأجل لقمة حلال

بعد أعوام طويلة قضتها في المنزل كطفلة وشابة ثم زوجة، دون أن تخوض صعوبة العمل، وجدت نفسها فجأة دون معيل أو شخصا تتكئ عليه مع نجلتيها، لتقرر أن تتحرك سريعًا لتجلب المال لأسرتها الصغيرة، بإمكانيتها البسيطة كونها لا تحمل شهادة جامعية أو دراسية، ليكون الشارع هو وجهتها الأولى، وتعمل كـ"سايس" سيارات.

"تعالى هنا يا بيه، المكان فاضي".. بصوتها الأنثوي وسترتها الصفراء المميزة التي ارتدتها فوق عباءتها السوداء، جذبت "أم هاشم بيومي"، 31 عاما، أنظار العديد من المارة وقائدي السيارات في شارع الأهرام بمنطقة مصر الجديدة، في ظل محاولتها لتركهم العربات لديها، بينما تساعدها أبنتيها الصغيرتين، حيث تبلغ أكبرهن 15 عاما.

ظلت السيدة الثلاثينية عدة أعوام تنعم بكونها "ست بيت" بعد زواجها في منطقة عزبة النخل، حيث أنها قبل ذلك كانت "هانم" في منزل والديها، حسب وصفها، ولكنها بعد مدة قصيرة من زفافها طلقها زوجها وترك طفلتيه، لتنقلب حياتها رأسا على عقب ويتوفى والدها ووالدتها، ومن ثم فرضت عليها الظروف أن تبحث عن "أكل عيشها بالحلال" وتقوم بدور الأب والمعيل لأسرتها الصغيرة، فعملت كـ"بائعة مناديل"، بمساعدة من أصدقائها وجيرانها، ولكنها لم تحصل منه على الأموال الكافية، ليساعدها زوج شقيقتها في العمل بجواره كـ"سايس".

3 أعوام من العمل "سايس" سيارات، هو عمر تلك المهنة في حياة "أم هاشم"، تنقلت فيها بين العديد من المناطق لتستقر أخيرًا في مصر الجديدة كون أن "السكان هنا مستواهم حلو وبيدوا فلوس كويسة"، وفقا لها، لذلك تقضي أغلب يومها في العمل وحتى ساعات متأخرة من الليل، بهدف أن تجمع "30 أو 50 جنيه، لو عملتهم بيبقى فضل من ربنا وبروح".

لم تخجل "سايسة شارع الأهرام"، كما تلقب نفسها، من عملها على الإطلاق، الذي تصطحب فيه ابنتيها أحيانا أو تتركهم في المنزل بمفردهما أوقات أخرى، حيث يشجعها العديدون على ذلك رغم صعوبة الأمر عليها في بعض الأحيان، قائلة "الزباين بيتبسطوا مني جدا لما بيشوفوني، وخصوصا الرجالة هما اللي بيشجعوني أكتر، وبيقولولي أنتي ست بميت راجل".  


مواضيع متعلقة