بالصور| "مرض نفسي واعتداء".. سر احتجاز "سيدة الغربية" ابنها بالمنزل 10 سنوات

بالصور| "مرض نفسي واعتداء".. سر احتجاز "سيدة الغربية" ابنها بالمنزل 10 سنوات
- أطفال بلا مأوى
- أمن الغربية
- إخلاء سبيل
- السب والقذف
- الفقراء والمحتاجين
- الكشف الطبى
- المشاكل النفسية
- النيابة العام
- أطفال بلا مأوى
- أمن الغربية
- إخلاء سبيل
- السب والقذف
- الفقراء والمحتاجين
- الكشف الطبى
- المشاكل النفسية
- النيابة العام
عادت من جديد عزيزة القلينى، سيدة الغربية، والتي احتجزت ابنها "محمد"، 10 سنوات كاملة، إلى منزلها في قرية سجين، التابعة لمركز قطور، بعد أن أصبحت حديث وسائل الإعلام على مدار الـ48 ساعة الماضية، وذلك بعد أن أخلت النيابة سبيلها.
داخل منزل مكون من طابقين وبه طرقة وغرفتين يغطى جدرانهما خيوط العنكبوت وحمام وفي الخلف أرض فضاء ممتلئة بزجاجات البلاستيك والملابس القديمة والأخشاب، بنظرة حادة وقفت سيدة الغربية في طرقة المنزل، الذي يتواجد فيه العشرات من أهالى القرية للترحيب بعودة السيدة، وسعيا في معرفة الأسباب الحقيقية وراء قيامها بمنع نجلها محمد رجب الغرباوي وهو ابن الـ16 عاما وقتها من الخروج من المنزل واحتجازه داخله طوال تلك الفترة، تم الرفض في بداية الأمر، وبعد محاولات بينت أن نجلها تعرض إلى كثير من الأزمات النفسية منها، تعدى الأسطى عليه بالضرب أثناء عمله معه في المحارة، وأيضا معايرة أطفال القرية له بتعب والده الكفيف، والذي يرافقه أثناء سيره في شوارع القرية بجانب معايرتهم بتعبه النفسي، وقيام بعض الأطفال برشقه بالحجارة والجرى ورائه في شوارع القرية، وهذا كان دافعا لها بأن طلبت منه عدم الخروج من المنزل من أجل عدم التعرض للضرب والرشق بالحجارة من قبل الأطفال وهو ما استجاب له، حيث لم تمنعه، وكان ذلك بهدف الحفاظ عليه وبسبب طبيعة شخصيته أنه كان شخصا يسمع الكلام واستجاب لرغبة والدته.
{long_qoute_1}
وقالت الأم إن أقاربها لم يساعدوها أبدا ونفس الأمر بالنسية إلى أهالي القرية الذين يتبرعون إلى المساجد وفى الوقت نفسه يرفضون مساعدة الفقراء والمحتاجين، وأنها كانت تقوم بالتسول من أجل توفير الطعام إلى نجلها وأنها تتمنى أن يعالج من التعب النفسي الذى أصابه بسبب الأزمات النفسية التي تعرض لها فى صغره.
بينما قالت شقيقته "نورا" 30 عاما، إنها "تقيم مع جدتها من قبل وفاة والدها، وأن والدتها كانت في حالها ومنعزلة عن أهالى القرية وليس لها أي صديقات أو أحد يزورها ولا تزور أحد، وكانت تخشي على شقيقها أن يتركها، ويعيش مع جدته كما فعلت أنا".
وأضافت أنها "كانت تزور والدتها وشقيقها على فترات متباعدة ودائما ما كنا نجد (محمد) عاريا ودون ملابس وكان يرفض ارتداء ملابسه، ما كان سببا فى التحدث معه وهي خارج الغرفة، وعندما ما كانت ترغب هي وشقيقتها الصغرى "ورده" في تنظيف المنزل كانت والدتها ترفض قائلة أن (محمد) هيعالج وهيتزوج وهو اللي ينظف البيت ويجدده".
{long_qoute_2}
قال الدكتور إبراهيم عطية، دكتور صيدلى، من قرية سجين، وأحد الأشخاص المقربين من الأسرة، أن السيدة "عزيزة" ولدت في القرية وهي من أسرة متوسطة الحال وليس لديها أشقاء وتزوجت رجب الغرباوى، وهو رجل كفيف وأنجبت منه 3 أبناء محمد 26 عاما إلى جانب نورا ووردة، وعقب وفاته تزوجت برجل آخر وأنجبت منه طفلا، ونجلتها "نورا" كانت مقيمة في منزل جدتها بالقرية.
وأضاف أن الحالة الاجتماعية لتلك السيدة سيئة للغاية حيث لا يوجد مصدر رزق لها سوى معاش زوجها المتوفي، وعقب وفاته خرج نجلها "محمد" إلى العمل في المحارة من أجل مساعدتها على توفير متطلبات الحياة الأساسية ولكنه كان شخصا انطوائيا، ما جعل شباب القرية والأطفال يعتدون عليه بالضرب والسب والشتم حتى حدثت الكارثة التي كانت سببا لقيام تلك السيدة باحتجاز نجلها داخل المنزل ومنعه من الخروج اعتقادا منها أن هذه الطريقة بهدف الحفاظ عليه.
وبين أن "محمد" تعرض إلى واقعة التعدي الجنسي عليه من أحد الشباب، ما جعل والدته تمنعه من الخروج من المنزل وهو بطبعه كانا شخصا هادئا ويستجيب لما تطلبه منه والدته وبالفعل ظل "محمد" داخل المنزل وبعد فترة فضل التواجد في غرفته إلى جانب تعرضه إلى بعض المشكلات النفسية، والتي كانت سببا في رغبته الدائمة في التواجد دون ملابس داخل غرفته المظلمة، وتوالت السنوات حتى جاء المسؤولون في نجدة الطفل ومديرية أمن الغربية وأجرجاه من تلك الغرفة ونقلاه بواسطة سيارة إسعاف إلى مستشفى قطور المركزي، وبعد توقيع الكشف عليه والتأكد من حالته الصحية تم نقله بناء على طلب النيابة العامة إلى مستشفى الطب النفسي بطنطا، لتوقيع الكشف الطبي عليه، وإخلاء سبيل والدته من النيابة بعد اتهامها باحتجاز نجلها داخل المنزل.
وأوضح "عطية" أن والدة "محمد" لم تمنعه من الخروج بهدف احتجازه بقدر ما كان الهدف الحفاظ عليه من نظرات المجتمع الريفى ومحاولات الشتم والسب والقذف خاصة بعد التعدى عليه جنسيا، وأنها دائما ما كانت تسعى لتوفير كل احتياجاته والدليل على ذلك انها لم تستغله يوميا في التسول حيث كانت تتركه في المنزل بمفرده وتخرج للتسول، فإذا كانت تحتجزه وتمنعه من الخروج كان يستطيع الخروج أثناء عدم تواجدها.
وتابع، أن والدة محمد اعتقدت أن منع ابنها من الخروج إلى الشارع يحافظ عليه، فهي سيدة بسيطة وتفكيرها قادها إلى ذلك وإن كانت طريقة خاطئة، مبينا أنها أيضا في حاجة للكشف عليها نفسيا.
كانت مديرية أمن الغربية بالتنسيق مع نجدة الطفل ومشروع "أطفال بلا مأوى"، تلقت شكوى بوجود شاب محتجز من قبل والدته منذ 10 سنوات داخل منزلها البدائي، وعلى الفور انتقل إلى المكان وإخراج الشاب ويدعى محمد الغرباوى، وتم نقله بواسطة سيارة اسعاف الى مستشفى قطور المركزي، وتم توقيع الكشف الطبي، من أجل الاطمئنان على صحته وثم عرضه على النيابة.