"الأعلى للثقافة" يعقد جلسة "تحديات التنمية المستدامة"

"الأعلى للثقافة" يعقد جلسة "تحديات التنمية المستدامة"
نُظمت بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور سعيد المصري، جلسة نقاشية بعنوان: "تحديات التنمية المستدامة في دول العالم الإسلامي"، وذلك في إطار احتضان جمهورية مصر العربية لفاعليات الدورة الأولى لمهرجان منظمة التعاون الإسلامي، التي انطلقت أول أمس وتستمر في الفترة من 5 إلى 9 فبراير 2019، ويأتي المهرجان تحت عنوان "أمة واحدة وثقافات متعددة.. فلسطين في القلب"، وأدار الجلسة الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع والعميد الأسبق لكلية الآداب جامعة القاهرة.
وتحدث فيها الدكتور أحمد جلال أستاذ الاقتصاد ووزير المالية الأسبق، وحضرها لفيف من الباحثين والمفكرين والمهتمين بالتنمية المستدامة في العالم العربى والإسلامى، من ضمنهم: المدير العام المساعد بمنظمة التعاون الإسلامى الدكتورة أمينة الحجري من سلطنة عمان، والدكتور محمد بكر من فلسطين، ومن مصر الشاعر الدكتور حسن طلب، أستاذ الفلسفة وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة.
وقدم الدكتور أحمد جلال المتخصص في الاقتصاد، رؤية تستند إلى أهمية العامل الاقتصادي في تحقيق التنمية المستدامة في البلاد العربية والإسلامية، فهو العامل الذي تتوقف على نجاحه العوامل الأخرى، وأكد أن مجتمعاتنا في أمس الاحتياج إلى إعادة النظر فى أساليب تحقيق التنمية الاقتصادية، حيث أنه ليس هناك بد من الاستناد إلى الجانبين الاجتماعي والديني للوصول للتنمية الاقتصادية بشكل أفضل، ثم التنمية المستدامة.
وبدأت تعقيبات الحضور ومداخلاتهم عقب هذه الكلمة المستفيضة؛ فتحدث الدكتور محمد بكر من فلسطين؛ عن الوعي الاجتماعي الذي بدونه يصعب تحقيق أى تنمية؛ وهذى يعنى أن الثقافة هى الركيزة الأساسية لأى مشروع تنموى؛ ومن أمثلة الوعي الاجتماعي المنشود أن تكون هناك استراتيجية للحد من الهجرة الداخلية إلى عواصم الأقطار من أطرافها؛ مما يفرغ الأطراق من طاقاتها البشرية؛ وخير مثال هو ما تشهده القاهرة من تدفق الهجرات إليها من مختلف المحافظات.
كما ضرب مثلًا آخر يدل على أهمية الوعي الاجتماعي في تحقيق التنمية المستدامة؛ وهو مثل استمده من معايشته لتجربة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؛ حيث عرفوا كيف يستفيدون من إعادة تدوير مواد البناء من حطام المنازل التي تدمرها الغارات الإسرائيلية، وإعادة استخدامها في التشييد والبناء تارة أخرى.
وقال الشاعر حسن طلب، إن جدل العلاقة بين الفرد والجماعة لا بد من أن يراعي في التخطيط لمشروعات المستدامة؛ بحيث لا تطغى الجماعة على حرية الفرد في الابتكار فتقف أمام مبادراته الإبداعية في شتى المجالات؛ وإلا فإن انسحاق الروح الفردية سيؤدى إلى سيادة روح القطيع؛ وبالتالى إلى غياب الثقافة النقدية.
وهذا هو ما أيده إلى حد كبير مدير الجلسة: أحمد زايد؛ ثم استمرت مداخلات الحضور ما بين مؤيد لقيام التنمية المستدامة على أسس مستمدة من التراث الإسلامى، ومؤيد لقيامها على أسس علمية وتربوية تهتدى بروح العلم، على نحو ما ذكرت الدكتورة أمينة الحجري، التي أكدت أن التنمية المستدامة تواجهها تحديات كبرى في العالم الإسلامي؛ وعليها أن تتغلب على هذه التحديات بروح العلم والعمل؛ حتى نحقق أهداف تلك التنمية التي سمتها: فن صناعة المستقبل.