خبراء ومثقفون يطالبون بتعديل «رؤية مصر 2030» الثقافية لمواجهة الإرهاب

خبراء ومثقفون يطالبون بتعديل «رؤية مصر 2030» الثقافية لمواجهة الإرهاب
دعا خبراء ومثقفون إلى إدخال تعديلات على الجانب الثقافى من «استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر 2030»، من أجل تحقيق إنجازات أكبر فى هذا المجال تساهم فى التصدى للتطرف الدينى والإرهاب، ودفع مسيرة التنمية، وذلك بمناسبة مرور 50 سنة على معرض الكتاب، ووجود مؤشرات على تراجع معدلات القراءة وحال الثقافة فى مصر بشكل عام.
وتنص «رؤية مصر 2030» على أن العمل فى المجال الثقافى حتى عام 2030 يستهدف 8 أهداف، تشمل: مراجعة التشريعات والقوانين ذات الصلة بالصناعات الثقافية وحماية التراث، وتطوير وإعادة هيكلة المنظومة الثقافية، وتبنى حزمة من البرامج لرفع الوعى الثقافى والتراثى، وإنشاء شبكة بنية معلوماتية متكاملة للعمل الثقافى، ورفع كفاءة إدارة البنية الأساسية للخدمات الثقافية وتوسيع نطاقها، وحماية وتطوير الحرف التراثية، ودعم وتمكين الصناعات الثقافية، وحماية وصيانة التراث.
{long_qoute_1}
وقال الدكتور جمال عبدالجواد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، والمدير السابق لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، فى تصريحات لـ«الوطن»، إنه لا يوجد فى المجال الثقافى فى «رؤية 2030» مؤشرات محددة وقابلة للقياس، على غرار ما هو عليه الحال فى المجالات الأخرى، هذا فضلاً عن افتقارها إلى التطرق لمجالات الفنون والموسيقى والفن التشكيلى والسينما، وهى المجالات التى من شأنها الارتقاء بالذوق العام ومقاومة القبح البصرى، على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بالقراءة والكتب، على سبيل المثال، طالب «عبدالجواد» بأن تستهدف الرؤية -مثلاً- زيادة ساعات القراءة للفرد، واستهداف إنتاج 500 عنوان كتاب جديد لكل مليون نسمة، لنتفوق على دول نامية أخرى مثل «إيران» التى تحتل المركز التاسع عالمياً فى إنتاج الكتب، وهو التصنيف الذى تحتل فيه مصر المركز 41، هذا فضلاً عن أن تكون هناك مكتبة عامة لكل 50 ألف نسمة.
ودعا أستاذ العلوم السياسية إلى أن نتجاوز مجرد فكرة إتاحة الكتب الجيدة الرخيصة الثمن فى الأسواق، كما كان الحال فى مشروع القراءة للجميع، لنصل إلى وضعها فى أيدى الجمهور المستهدف، خاصة بين الطلاب، مقترحاً تسليم تلاميذ المدارس، البالغ عددهم 20 مليون تلميذ، مجموعة متنوعة من الكتب فى مجالات الثقافة والأدب والفكر، وتنظيم مسابقات فى المكتبات العامة ومراكز الشباب لعرض الكتب وتلخيصها، وتأسيس نوادٍ للقراءة يلتقى أعضاؤها بشكل منتظم لمناقشة ما يقرأون.
وفى السياق نفسه، يؤكد الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسى، وعضو مجلس أمناء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، أن الثقافة ضرورة مهمة من ضرورات التنمية، وهى غالباً ما تهمل أثناء التخطيط للتنمية، مشيراً إلى أن الأصل فى تكوين الإنسان هو التكوين العقلى والنفسى والوجدانى الذى يشكل أساس التكوين الثقافى للإنسان، وأن التكوين الثقافى يمنح الإنسان طاقة معرفية وجمالية، وفى ضوء ذلك يمكن القول بأنه: لا تنمية مستديمة دون ثقافة.
أما الدكتور أنور مغيث، رئيس المجلس القومى للترجمة، فيعتقد أنه بالرغم من أن البنود الثقافية التى انطوت عليها رؤية مصر 2030 تتضمن أشياء مهمة جداً، ويعرب عن تمنياته بأن تتحقق بالفعل، إلا أنه يؤكد أهمية أن تتضمن مفهوم دعم الشعب فى إنتاج الثقافة وتشجيع المبادرات الفردية فى هذا الصدد، ويستشهد «مغيث» هنا بتجربة فرنسا التى توجد بها وزارة ثقافة، ولكنها لا تُنتج كتاباً واحداً أو فيلماً واحداً، على حد قوله، ولكنها تبحث عن المناطق الهشة والنائية والشباب الذى ليس لديه موارد وتدعمه، من خلال ميزانية تمتلكها، مشيراً إلى أن ذلك سيكون فعالاً لدينا، خاصة فى القرى والصعيد.