مزارعو البطاطس بالغربية يشكون شركات التقاوى بمحاضر رسمية: «العفن بوَّر الأرض وخرب بيوتنا»

كتب: رفيق محمد ناصف

مزارعو البطاطس بالغربية يشكون شركات التقاوى بمحاضر رسمية: «العفن بوَّر الأرض وخرب بيوتنا»

مزارعو البطاطس بالغربية يشكون شركات التقاوى بمحاضر رسمية: «العفن بوَّر الأرض وخرب بيوتنا»

حرر العشرات من مزارعى البطاطس فى عدد من قرى محافظة الغربية محاضر رسمية ضد الشركات التى قاموا بشراء التقاوى منها، بعدما تبين أنها «فاسدة» لإصابتها بمرض «العفن البنى»، مما تسبب فى بوار مساحات كبيرة من الأراضى، خاصةً فى قرى «خلوة ريشة» و«كفر مسعود» و«شبرا النملة»، بالإضافة إلى تكبدهم خسائر فادحة، فى الوقت الذى أكدت فيه مديرية الزراعة عدم ورود أى شكاوى من المزارعين بشأن تلف التقاوى.

«راضى حامد»، أحد المزارعين، تحدث لـ«الوطن» قائلاً إن أكثر من 700 فدان تمت زراعتها بالبطاطس هذا العام فى تلك القرى، ظهر بها مرض «العفن البنى» بعد 25 يوماً فقط من زراعة المحصول، مشيراً إلى أن هذه القرى معروفة بزراعة البطاطس منذ سنوات، وتعد مصدر الرزق الوحيد لكثير من المزارعين بها، وأضاف: «فوجئنا بأن التقاوى لم تنبت بعد زراعتها بأكثر من 3 أسابيع، وعندما قام بعض الفلاحين بالنبش فى التربة، اكتشفوا إصابة التقاوى بمرض العفن البنى».

ولفت «حامد» إلى أنه قام بزراعة فدان الأرض الوحيد الذى يمتلكه، بمحصول البطاطس، بعد شراء تقاوى من نوع «بامبا»، من إحدى الشركات بمدينة التوفيقية فى محافظة البحيرة، بأكثر من 40 ألف جنيه، مشيراً إلى أن سعر طن التقاوى وصل هذا العام إلى 45 ألف جنيه، بسبب ارتفاع أسعار البطاطس العام الماضى، وأوضح أن الفدان الواحد يحتاج نحو 750 كيلوجراماً من التقاوى، وتابع بقوله: «فوجئت الأسبوع الماضى بعدم إنبات التقاوى بعد مرور 25 يوماً على زراعتها، وعندما بحثت عن السبب، وجدت أن أكثر من 70% من التقاوى فاسدة ومتعفنة».

وأضاف أنه قام بتحرير محضر رسمى فى مركز شرطة كفر الزيات، يحمل رقم 82 لسنة 2019 جنح المركز، يتهم فيه الشركة التى قام بشراء التقاوى منها، ببيع تقاوى فاسدة، مما تسبب فى تكبده خسائر فادحة، وبوار أرضه الزراعية، وقام المركز بمخاطبة إدارة كفر الزيات الزراعية للمعاينة، كما أرسلت الشركة مندوباً من جانبها، الذى أكد أن التقاوى مصابة بمرض «العفن البنى»، وأن الشركة قامت باستيرادها بهذه العيوب، ووعد بأنه سيتم التواصل معه من قبل الشركة، من أجل تعويضه عما تكبده من خسائر، ولكن حتى الآن لم يتلقَ أى رد، سواء من الشركة، أو من مسئولى الإدارة الزراعية.

{long_qoute_1}

«أمل بركات»، واحدة من الأهالى، قالت إن لديها قطعة أرض مساحتها 7 قراريط، هى كل ما تمتلكه، قامت بزراعتها بمحصول البطاطس قبل ما يقرب من شهر، ولكنها لم تنبت حتى الآن، وأضافت لـ«الوطن»: «أنفقت على تجهيز الأرض نحو 3 آلاف جنيه، واشتريت التقاوى بأكثر من 15 ألف جنيه، وفى النهاية، اكتشفنا أنها فاسدة ومصابة بالعفن، وكانت النتيجة بوار الأرض وبيوتنا اتخربت». وأكد «حسين بكر»، مزارع، أنه قام بزراعة 50 فداناً بمحصول البطاطس هذا العام، منها 20 فداناً فى قرية «كفر مسعود»، و30 فداناً بقريتى «شبرا النملة» و«الهواشات»، مشيراً إلى أن سعر طن التقاوى فى بداية الموسم كان 20 ألف جنيه، ومع قرب نهاية الموسم ارتفع السعر إلى ما بين 40 و45 ألف جنيه، بسبب زيادة الإقبال على زراعة البطاطس مع نقص كميات التقاوى، وأضاف أنه فوجئ بأن تقاوى الـ30 فداناً بها عيوب وتعفن ولم تنبت، فقام بشراء 3 أطنان بسعر 45 ألف جنيه للطن، وزراعتها فى المناطق المصابة بالعفن، من أجل الحفاظ على المساحة المنزرعة وعدم بوار الأرض.

وأوضح «عبده بكر»، أحد مزارعى البطاطس، أن تكلفة الفدان الواحد تتجاوز أكثر من 60 ألف جنيه، مشيراً إلى أن الفدان كلفه، منذ زراعته حتى 25 يوماً، نحو 35 ألف جنيه، بدايةً من شراء التقاوى، مروراً بالإيجار والتجهيز ومستلزمات الزراعة، وتابع قائلاً: «فوجئنا بأن غالبية التقاوى فاسدة، ما أجبر كثيراً من المزارعين على شراء تقاوى من جديد من أجل ترقيع الأماكن التى أصابها العفن»، وأكد أنه أرسل شكوى إلى شركة التقاوى، التى أرسلت مندوباً لمعاينة الأرض، وبعد التأكد من إصابة التقاوى بالعفن البنى، أخبره بأنه سيطلب من الشركة تعويض ما تكبده من خسائر، ولكن لم يتلقَ رداً إلى الآن.

فى المقابل، أكد مصدر مسئول بمديرية الزراعة فى محافظة الغربية، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن المديرية لم ترد إليها أى شكاوى من المزارعين بشأن إصابة التقاوى التى قاموا بشرائها من الشركات الخاصة بمرض «العفن البنى»، وأضاف أن أى شكوى تتلقاها المديرية فى هذا الشأن، يتم على الفور إحالتها إلى الإدارة المركزية للبساتين والحاصلات الزراعية بوزارة الزراعة، التى تقوم بدورها بتشكيل لجنة لمعاينة الأرض محل الشكوى على الطبيعة، وطالب المصدر المزارعين المتضررين بسرعة تقديم شكوى إلى المديرية، لبحثها واتخاذ ما يلزم من إجراءات حيالها.


مواضيع متعلقة