بريد الوطن| لا تحاسبوا الغربة.. بل أنفسكم

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| لا تحاسبوا الغربة.. بل أنفسكم

بريد الوطن| لا تحاسبوا الغربة.. بل أنفسكم

الكثير ممن سلك طريق الغربة يلومونها لأنها سرقت منهم أجمل أيامهم، وفقدوا فيها أغلى أحبائهم، دون أن يستوقفوا أنفسهم بصدق ليتساءلوا: هل هو ذنب الغربة أم أنفسهم؟ لا مراء فى أن لكل إنسان الحق فى أن يبحث عن معيشة كريمة ومستقبل أفضل له ولأولاده، سيما فى البلدان ذات الوضع الاقتصادى المتردى، التى يصعب فيها على أحدهم أن يجد حتى ولو الأساس الذى يستطيع الارتكان إليه فى بناء مستقبله، ولكننا نجد أن الكثير، بعدما فتحت له الغربة أحضانها، وأخذ ينهل من فيض غناها، لا يشبع، بل يطمع وينشد المزيد والمزيد، رغم أن الغربة أعطته ما كان يصبو إليه وأكثر.. البعض يرهب قرار العودة للوطن، ويتحاشى الخوض فى غمار التحديات التى قد تواجهه، رغم أن الغربة منحته ما يلزم للعيش حياة كريمة ببلاده، أو على الأقل، الحد الأدنى اللازم لبدء مشروعه والعودة لحياته وذكرياته وسط أهله وناسه، ومن ثم، فإن اللوم لا يقع على بلاد الغربة التى فتحت أحضانها ولم توصد أبوابها فى وجه طارقيها، بل علينا.. نحن الذين بطبيعتنا البشرية لا يملأ أعيننا إلا التراب.. لذا فإننى أهيب بكل مغترب منحته الغربة من خزائنها حتى امتلأت خزائنه ولا يكتفى: «ارحل، ارحل وأنت حى.. قبل أن ترحل فى تابوت».

                                                                 مينا مجدى

                                                         باحث قانونى بالكويت

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة