أصحاب مصانع «شق الثعبان»: «منتظرين التطوير من سنين»

أصحاب مصانع «شق الثعبان»: «منتظرين التطوير من سنين»
- شق الثعبان
- أصحاب مصانع شق التعبان
- أصحاب الورش
- الرخام
- اليومية
- شق الثعبان
- أصحاب مصانع شق التعبان
- أصحاب الورش
- الرخام
- اليومية
عبَّر عدد من العمال فى منطقة شق الثعبان بطريق الأوتوستراد بمنطقة طرة المعادى، عن استيائهم الشديد من الأوضاع السيئة التى يعيشها العمال وسط وعود من المسئولين بتطوير المنطقة، اعتبرها العمال وأصحاب الورش والمصانع مجرد أقوال، كما أشار البعض منهم إلى أن الحديث عن التطوير طُرح منذ عام ٢٠٠٣ دون جدوى حقيقية، وكان ذلك من خلال تصريحات بعض مسئولى الدولة آنذاك بتطويرها وتقنين أوضاع عمالها.
طريق منحدر بشدة تسير عليه سيارات نقل المياه بأقصى سرعة لها، غير مكترثة بوجود عمال فى الطريق، يحكى بعضاً من مشاكله، سيد جمعة، ٣٦ سنة، صاحب عربة كشرى فى المنطقة، يقول: «كده خطر بصراحة، العربيات بتنزل بأقصى سرعة ليها، وأوقات الفرامل بتسيب، ولأن العربيات دى نقل تقيل، يعنى لما بتنزل بتزلزل الطريق، من شهر فيه عربية فراملها سابت، وأخدت كل حاجة فى وشها حتى عربية الأكل بتاعتى واتكسرت»، مشيراً إلى أن كثرة الحوادث ترجع إلى عدم وجود مطبات صناعية تحد من السرعة الجنونية لسيارات الفنطاس الناقلة للمياه: «سواقين التوك توك عيال صغيرة، وبيمشوا مخالف، ويعدوا بين العربيات، وطبعاً دى مش عربيات عادية، دى نقل تقيل، يعنى احتمال تفرمه تحتها أصلاً».
ويقول جمال أبورحاب، سائق نقل ثقيل: «بقالى سنتين شغال هنا، وماشفتش أى تطوير، مجرد تصريحات وبس، ومفيش تنفيذ»، ويؤكد «جمال» وجود خط مياه فى الشارع الرئيسى، ولكن المستفيدين من وجوده هم أصحاب المصانع فقط، وأن هذا الخط موجود منذ ما يزيد على خمس سنوات: «كلنا بنشرب ميّه من الفنطاس، ده غير إننا مانعرفش أصلاً مصدر الميّه دى، واللى بيجيب لينا الميّه دى هما العرب، وكل شوية يرفعوا سعر الفنطاس، يمكن أنا مش فارق معايا الموضوع أوى علشان بروح بيتى فى حلوان وسط اليوم أتغدى وأرجع تانى».
رحلة جمال اليومية تبدأ من حلوان فى السادسة صباحاً، حيث يعمل فى نقل ألواح الرخام المبيعة وتوصيلها إلى أصحابها فى أماكن مختلفة: «النقلة بتبقى بحوالى ٣٠٠ جنيه لو داخلى، بدفع منهم أزيد من ١٦٠ كارتة، لأنى بدفعها مرتين، وعربيتى كل شهر بصيّنها، علشان الطريق المكسر ده بيكسر لى المساعدين، يعنى أنا مكسبى فى اليوم مابيزيدش عن ٣٠ جنيه بعد المصاريف دى كلها». ويؤكد جمال أن التطوير سيمنحه فرصة كبيرة للربح من خلال توفير مصروفات صيانة السيارة، يقول: «نفسى الكلام يتنفذ ويبقى حقيقة، والطريق يترصف، هيوفر عليا حاجات كتيرة، أولاً مش هعمل صيانة للعربية كل شهر، ممكن أعملها كل ٦ شهور، ده غير إن التطوير يعنى هيبقى فيه نظام للكارتة، مش هدفع مرتين، والحوادث هتقل طبعاً، لأن أكيد هيكون فيه عسكرى مرور، ده غير إن الناس هتيجى تشترى من المنطقة أكتر، لأن فيه ناس كتير بتخاف تيجى بسبب اللى بتسمعه عن المنطقة، فبيشتروا من المناطق بتاعتهم وخلاص، لأنه بيقول لنفسه أشترى غالى أحسن ما أبهدل نفسى فى شق التعبان».
{long_qoute_1}
على أحد صناديق السيارات يجلس أربعينى، بوجه طمست ملامحه الأتربة وملابس تشير إلى أنه يعمل فى أحد مصانع التقطيع والنشر، يحكى وائل غازى، ٤٦ سنة، أحد عمال نقل الألواح الرخامية وتحميلها على سيارات النقل، عن المنطقة، قائلاً: «مفيش اهتمام بينا ولا حتى حد فكر أصلاً ييجى يزورنا، مجرد كلام بنسمعه وخلاص، ومفيش أى جديد، كل فترة يقولوا هيجددوا المنطقة ويعملوا لنا تأمين»، ويتابع «غازى»: «أنا بشوف الموت كل يوم ألف مرة لأنى مُعرّض يقع عليا حجر من اللى بشيله، بس هعمل إيه ما بعرفش أشتغل غيرها، ونفسى أشوف المنطقة دى أحسن مكان فى العالم، لأنى بآكل منها أنا وعيالى».
وقال أحد أصحاب المصانع، رفض ذكر اسمه، إن الوعود بتطوير المنطقة أصبحت مجرد كلام على ورق، بحسب كلامه، نظراً لما تعانيه من سوء المرافق والخدمات، بالإضافة إلى المبالغة فى تحصيل رسوم الكهرباء، وإنهم طالبوا كثيراً بوجود موظف تقتصر مهمته على معاينة «عدادات» الكهرباء، ودفعها بأسعار مخفضه.
طريق غير ممهد، وأحجار كبيرة الحجم تنتشر على جنبات الطريق، ومياه تغمر اليابسة، لا يمكن المرور من خلالها بيسر، وعلى جانبيه تتراكم مخلفات الورش، ما ضيّق مساحة الطريق بشكل لافت.
أمام إحدى الورش وقف صابر فهيم، ٥٣ سنة، صاحب ورشة بمنطقة أرض مدحت بشق الثعبان، ينظم خروج ألواح الرخام من ورشته لنقلها لمنطقة شبرا، يقول: «مستنى العربية بقالى نص ساعة، وكلمت السواق قال لى مش عارف أدخل علشان فيه عربية نقل كبيرة جاية من الجبل عطلت ووقفت الطريق». يشكو من الأوضاع السيئة بالمنطقة، ويتابع: «مش منطقى إن يبقى عندنا مكان بالقيمة دى ومانهتمش بيه، وموضوع التطوير لا هيقدم ولا هيأخر لسبب واحد بس، إن أى كلام بيتقال عن التطوير بيكون مقتصر على المصانع والطريق الرئيسى بس، ومفيش كلام عننا غير موضوع التقنين ده».
ويتابع قائلاً: «مفيش رعاية صحية ولا أكل نضيف ولا تأمين، واللى بيقع مننا محدش بيدوّر عليه، نفسى العمال عندى يتعمل لهم تأمين لأنهم أهلى واخواتى مش مجرد ناس شغاله معايا، يعنى يهمنى مصلحتهم أكيد».
ويمسك بطرف الحديث جمال عبده، ٦٤ سنة، يعمل بالمنطقة منذ ما يزيد على ٢٠ عاماً، صاحب محل مستلزمات محاجر وورش، يقول: «الكلام عن التقنين ده من ٢٠٠٣ لحد ٢٠١١، ولما قامت الثورة بطلوا ياخدوا مننا تحصيل أموال، وبعد لف ومرار قرروا يحصّلوا مننا الفلوس، فقالوا عليكم ٣ سنين متأخرة، كنت بدفع الأول ١٣٥٠ جنيه، ولما فتحوا التقنين تانى قالوا عليكم ١٧ ألف جنيه ودفعناهم برضو، فرجعوا قالوا هنعمل رسم هندسى تانى علشان فيه ورش احتمال تكون وسعت مساحتها عن آخر رسم، ودفّعونا ٣٠٠٠ جنيه، ومن وقتها ماخدناش عقود، قالوا ادفعوا مرافق ودفعنا وماحصلش حاجة جديدة».
ويقول محمد عيد، ٥٤ سنة، أحد العمال: «شغال هنا بقالى ٨ سنين، وعندى سكر وضغط وربو، وكل مابسمع عن تطوير بقول يا رب يحصل وينفذوا الكلام ده، وموضوع نقطة الشرطة والإسعاف دول موجودين فعلاً من زمان، لكن مفيش حد فيهم، وسمعت من أسبوع كده إن فيه لودر بيشيل الرصيف قدامهم علشان يترصف منه ١٠٠ متر بس قدام النقطة».
«بنشترى فنطاس الميّه بـ٤٠٠ جنيه وبنشرب منها واحنا مانعرفش مصدرها أصلاً»، قالها حمدى على، ٧٤ سنة، يعمل بالمنطقة منذ ما يزيد على ١٦ عاماً.
ويضيف قائلاً: «بناكل عيش بالتراب وراضيين، ولو حد اتعور الإسعاف بتوصل بعدها بحوالى نص ساعة، بيكون نزف كل دمه، ولو فيه حريقة بنطفيها بنفسنا لأن مفيش مطافى».