«داليا» تنافس بـ«الكروشيه»: «الحرفية ليها ناسها»

كتب: سارة صلاح

«داليا» تنافس بـ«الكروشيه»: «الحرفية ليها ناسها»

«داليا» تنافس بـ«الكروشيه»: «الحرفية ليها ناسها»

على كرسى خشبى مزين بأشكال من الكروشيه، تجلس داليا إبراهيم، مسئولة بإحدى شركات «الهاند ميد»، 32 عاماً، ممسكة فى يدها حبلاً ملوناً وإبرة تنسج منهما «مفرشاً» صغيراً، تحيط بها عدد لا بأس به من المنتجات اليدوية ذات الألوان الزاهية، ما بين حقائب ولعب للأطفال وميداليات من الكروشيه، تقول إن فرصة المشاركة بمعرض «ديارنا» الذى يعد من أكبر المعارض التى تقام فى مصر وأكثرها إقبالاً، جاءت إليها عن طريق بنك إسكندرية، مشيرة إلى أن تلك الفرصة لم تكن الأولى من نوعها، بحسب كلامها: «المعرض ده من أفضل المعارض اللى بيتم تنظيمها بالنسبة للعارض وللمشترى معاً، لأننا بنتجمع كلنا فى مكان واحد وبقابل فيه ناس شغالة فى نفس مجالى وبنعرف من بعض كل جديد فى مجالنا، بجانب إن الزبون نفسه بيبقى قدامه فرصة هنا أكبر وبأسعار أقل من الأسواق الخارجية».

{long_qoute_1}

تعلمت «داليا» فن «الكروشيه» فى طفولتها، بمنطقة حلوان، حيث كانت تشترى من مصروفها الشخصى خيوطاً بألوان مختلفة لعمل منتجات خاصة بها، حتى نصحتها إحدى زميلاتها بعدما رأت ما تنتجه بالذهاب إلى مدرسة متخصصة فى حلوان لتتعلم فن «الكروشيه»، ومع مرور الوقت أتقنت السيدة الثلاثينية تلك الحرفة، ثم بدأت فى تدريب بعض السيدات المعيلات وكونت فريقاً منهن وأسست لهن مكاناً، وتضيف: «صحابى لما كانوا بيشوفونى لابسة تريكو من شغلى بيطلبوا منى أعمل لهم زيها، وفى المدرسة اتعلمت أكتر وتمكنت من إنى أمسك الحبل والإبرة وأعمل أى تصميم»، استمرت «داليا» فى تعلم كل جديد حتى أصبحت مدربة لأفضل طرق الكروشيه، وهو ما أكدته بقولها: «بشرف على 20 سيدة بيشتغلوا معايا»، موضحة أنها تعتمد فى عملها على الخيوط المصرية، التى تنقسم إلى نوعين، خيوط ناعمة تستخدم فى المفارش وأخرى ثقيلة للحقائب واللعب، بحسب كلامها. اعتادت «داليا» المشاركة فى أغلب المعارض التى تقام داخل وخارج مصر لعرض منتجات كروشيه مختلفة من «سجاجيد» و«مخدات»، بجانب بعض الملابس الخاصة بالسيدات، موضحة أن مدة تصميم كل منتج تختلف عن الآخر على حسب الشكل والحجم، إذ تصمم بعضها فى يوم واحد، فى حين تحتاج أخرى إلى أيام كثيرة، وتوضح: «اللعبة بقعد فيها من يومين لـ3 على حسب التصميم، أما الشنطة بتخلص فى يومين، والميداليات بعملها فى ساعتين لأنى بكون مجهزة التصميم فى دماغى وبشتغل عليه»، وتشير «داليا» إلى إحدى الألعاب المعروضة، قائلة: «ده آخر موديل عملته من الكروشيه، وعليه إقبال كبير جداً لأن الناس اللى بتفهم فى الفن ده دايماً بيلفت انتباهها كل حاجة جديدة، خصوصاً إنها كلها منتجات عملية وسهل إنها تتغسل وفيه منها للديكور».

أسباب عديدة تدفع «داليا» التى تملك محلاً لبيع منتجاتها فى سوق الفسطاط، إلى المشاركة فى تلك المعارض، فهى تعد نوعاً من الدعاية لها، إذ يتعاقد معها أثناء فترة المعرض العديد من أصحاب المحلات لحجز «طلبيات» من منتجاتها المختلفة، بجانب أن بعض الزبائن الذين يترددون على المعرض من وقت لآخر يتفقون معها على تصميم «موديلات» معينة لمنازلهم، وفقاً لكلامها: «المعارض بتكون وشها حلو علينا لما بتخلص، فهى بالنسبة لنا نوع من التسويق، خصوصاً إننا مش بندفع أى فلوس هنا غير نسبة 5% على المبيعات، ولولا المعارض ما كنش فيه محلات اتعاملت معانا».

تسعى السيدة الثلاثينية طوال الوقت إلى تصميم أفكار مختلفة من الكروشيه حتى تجذب أصحاب المحلات والزبائن إلى الاستمرار فى التعامل معها، نظراً لأن أغلب منتجات «الكروشيه» سهلة التقليد، ما يدفعها إلى إضافة لمسات جديدة على منتجاتها كل 3 أشهر، على حد قولها: «طول الوقت بنعمل موديلات مختلفة تحتاجها الست فى بيتها وكذلك للأطفال عشان نقدر نبيع شغلنا، وبنوظف الكروشيه بشكل مميز، ده غير إننا نتيح للزبون الفرصة إنه يشاركنا فى المنتج اللى عايزه لأن كل بيت مختلف فى الديكور وألوانه كذلك مختلفة».


مواضيع متعلقة