خبراء: الاحتباس الحرارى السبب.. ونحتاج إلى جهود كبيرة لمواجهة الظاهرة

خبراء: الاحتباس الحرارى السبب.. ونحتاج إلى جهود كبيرة لمواجهة الظاهرة
- الاحتباس الحراري
- غرق الدلتا
- تلوث المياه الجوفية
- شاطئ بلطيم
- الاحتباس الحراري
- غرق الدلتا
- تلوث المياه الجوفية
- شاطئ بلطيم
لم يكن حادث قطع مياه البحر لشاطئ قرية الزهور بمدينة بلطيم بالأمر الغريب على المتخصصين، فهم أول من توقعوا حدوث مثل هذا الأمر بل وتكراره مرات عدة إن لم تنتبه الدولة لهذه الظاهرة، مرجعين ذلك إلى عدة عوامل، فيقول الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمى للبيئة، إن تآكل الشواطئ يحدث على جميع السواحل المصرية والعالمية، إلا أن الفارق يظهر فى الأماكن المنخفضة خلف الشواطئ، الأمر الذى يؤدى إلى تآكل كبير فى هذه المنطقة، على العكس من حدوث تآكل فى منطقة مرتفعة فقد لا يظهر تأثيره.
وأرجع «نصير» السبب الرئيسى إلى الاحتباس الحرارى الذى يحدث نتيجة ارتفاع درجة حرارة الأرض عاماً بعد عام، ما يؤدى إلى ذوبان الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبى، ومن ثم دخول هذه المياه على المحيطات والبحار ما يؤدى إلى رفع مستواها. وأكد أن السبيل الوحيد للحد من هذه الظاهرة عالمياً هو الاتجاه وبقوة وبأسرع وقت للطاقة الجديدة والمتجددة، مشيراً إلى أن الدول المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى، التى ليس من بينها مصر، التى تعتبر من أكبر الدول المتأثرة بهذه الظاهرة، من الواجب عليها أن تدفع تعويضات للدول المتأثرة مثل مصر وما حدث بها، لكى تتمكن من تعويض خسائرها من الاحتباس الحرارى، وحتى تساعدها فى أن تتمكن من الاتجاه للطاقة الجديدة والمتجددة التى تكلف الكثير من الأموال مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الأمواج وغيرها من أنواع الطاقات الجديدة والمتجددة.
{long_qoute_1}
يوضح «وفيق» أنه بما أن مصر متأثرة وليست مؤثرة فى الاحتباس الحرارى بالنسبة للعالم، يبقى الحل الوحيد أن نعمل على خطط لتقليل الآثار المترتبة على ظاهرة الاحتباس الحرارى، والتى من ضمنها غرق الشواطئ فى مصر، ومن ثم يجب عمل مصدات للمياه فى الأماكن التى نخشى عليها من الغرق، والمناطق المنخفضة عن مستوى سطح البحر، وذلك من أجل الحفاظ على الشواطئ والحفاظ على عدم غرق الدلتا، مشيراً إلى أن الأزمة ليست فقط فى غرق الدلتا بالمياه ولكن فى تلوث المياه الجوفية بالمياه المالحة، وهو ما سيؤدى، حسب «وفيق»، إلى زيادة ملوحتها، معبراً عن ذلك بقوله: «الأرض هتطبل زى ما بيقولوا فى المثل الفلاحى»، بما يعنى أن المياه الجوفية سترتفع عن منسوبها الطبيعى، فضلاً عن انخفاض خصوبة الأرض نتيجة ملوحة هذه المياه، موضحاً أن ما حدث فى مدينة بلطيم معناه أن هذه الاحتياطات لم يتم الأخذ بها، لينهى حديثه قائلاً: «إحنا محتاجين مجهودات أكتر وتفكير أكتر وخطط أقوى لكى نواجه هذه الظواهر فى المستقبل».
ويقول الدكتور السيد صبرى، خبير التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، إن التغيرات المناخية، إضافة إلى الأنشطة البحرية المختلفة نفسها، تؤدى إلى نحر فى الشواطئ، وهذا النحر ينتقل من مكان إلى آخر مع الوقت، حيث إن أمواج البحر دائماً ترتطم وتتغير حسب المد والجزر ومتغيرات مناخية أخرى كثيرة، ما يساعد على زيادة نحر الشواطئ ما لم تتخذ إجراءات تقلل من هذه الظاهرة وتساعد على حماية الشواطئ من انتشار هذه الظاهرة بها، مشيراً إلى أن ارتفاع مستوى سطح البحر يعد واحداً من أسباب تآكل الشواطئ والتى تختلف عن ظاهرة النحر، موضحاً أن المصدات والحوائط التى يتم عملها على الشواطئ لحمايتها هى جزء فقط من الإجراءات التى يجب اتخاذها لحماية هذه الشواطئ، حيث هناك العديد من العوامل الأخرى.
{long_qoute_2}
يضيف «السيد» أنه وأثناء معالجة هذه الظاهرة يجب مراعاة ما يسمى بالإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية، وهى الإجراءات التى يراها مكملة لعمليات بناء المصدات والحوائط، شارحاً إياها بأن عمليات حماية الشواطئ يجب ألا تضر شيئاً آخر مثل الصناعة أو الأنشطة الزراعية أو أنشطة صيد السمك فى هذه المناطق، بحيث تكون كل هذه الأمور فى إطار متكامل، حيث تختلف كل منطقة عن الأخرى، ومن ثم يجب أن تختلف طريقة التعامل معها، فمنطقة منخفضة فى بلطيم مثلاً تختلف عن منطقة أخرى فى بورسعيد، وهكذا، فكل منطقة يتم التعامل معها بشكل تكاملى.
وحول الإجراءات الأخرى التى يمكن اتخاذها للحد من هذه الظاهرة، يقول «السيد» إن هناك العديد منها وأهمها عدم إزالة الكثبان الرملية التى كونتها الطبيعة أمام الشواطئ المختلفة، لأن هذا يؤدى إلى «تعرية» الشاطئ من مصدر حمايته فيجب منع التعدى عليها، حسب قوله، وحول التعامل مع المناطق التى يزداد فيها نحر الشاطئ وصعوبة حل الأزمة بها، يرى «السيد» أن التعامل معها يجب أن يكون على أساس التسليم بهذه الأزمة والتصرف من هذا المنطلق، فيتم استخدامها بما يتلاءم مع طبيعتها، كأن يتم عمل مزارع سمكية بها بدلاً من ردمها واستغلال هذا العوار وتحويله إلى ميزة، معبراً عن ذلك بقوله: «لو واحد عنده مرض ملوش حل لازم يتصرف معاه على إنه أمر واقع ويحاول يستفيد منه».