«أزبكية المعادى» و«نادى الربع».. معارض موازية تنافس «الدولى للكتاب»: «مش قادر عالتجمع.. هتلاقى طلبك فى المعز»

«أزبكية المعادى» و«نادى الربع».. معارض موازية تنافس «الدولى للكتاب»: «مش قادر عالتجمع.. هتلاقى طلبك فى المعز»
- أزبكية المعادي
- معرض الكتاب
- سور الأزبكية
- مكتبات سور الأزبكية
- التجمع الخامس
- أزبكية المعادي
- معرض الكتاب
- سور الأزبكية
- مكتبات سور الأزبكية
- التجمع الخامس
دفعت الشروط التى وضعتها الهيئة العامة للمعارض، بعض أصحاب المكتبات إلى اللجوء لإقامة معارض موازية خاصة بهم بعيداً عن معرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى بدأت فعالياته أمس بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة.
وأمام المئات من الكتب المتراصة بترتيب معين بحسب نوع الكتاب وجودة أوراقه، وقف خالد رضوان، ٣٨ سنة، صاحب إحدى المكتبات الخاصة بشارع ٩ بمنطقة المعادى، والذى تضرر بشكل كبير من الشروط التى وضعتها الهيئة العامة للمعارض، التى اعتبرها «تعجيزية»، على حد قوله: «بقالى ١٣ سنة شغال فى المعارض، ومن ٩ سنين عملت المكتبة دى، ومن وقتها وأنا بشارك كل سنة فى المعرض ضمن مكتبات سور الأزبكية، لكن السنة دى الشروط صعبة جداً، إزاى يعنى أكون ببيع كتب مستعملة وأدفع ١٤ ألف جنيه رسوم اشتراك، يبقى ليه أشارك أصلاً مادام هدفع كل الفلوس دى ومش هقدر أرجعها تانى، خلّى الهيئة تعمل معرضها فى الصحراء وإحنا هنعمله فى مكاننا، وهنكسب برضه».
ويتابع: «قللوا مساحة عرض الكتب المستعملة فى المعرض السنة دى بعد ماكنا بناخد ١٢ متر كل سنة، بقينا ٦ متر بس، طب هما بيحاولوا يقللوا الكتب المضروبة ممكن ببساطة جداً يمضّونا على إقرارات بتوقيع غرامات على أى حد يشارك بكتب مضروبة مع حرمانه كذا دورة من دخول المعرض، لكن اللى بيحصل ده حرام، كده سوق المستعمل هيقف للأبد».
وعن أنواع الكتب التى يعرضها «خالد» بمعرضه الصغير، قال: «كل أنواع الكتب موجودة عندى وبكل اللغات، وإقبال الشباب السنة دى ملحوظ بشكل كبير، والأسعار بتبدأ من ١٠ إلى ٥٠ جنيه». لم يغب الحضور عن المعرض، يقف أمام الرف الخاص بالكتب التاريخية مجموعة من الشباب باحثين عن مقتنيات أكتوبر ومذكرات القادة: «بنحب النوع ده من الكتب، والإصدارات الجديدة منها غالية جداً، لكن فى معرض المستعمل بتكون أرخص بكتير وبجودة كمان»، قالها محمد حسين، ٢٥ سنة، والذى جاء خصيصاً للمعرض بعد أن رأى الإعلانات الخاصة به على شبكات التواصل الاجتماعى، وتابع: «جاى من إمبابة علشان أشترى كتب كتيرة بأقل أسعار ممكنة، وبعد المعرض السنة دى خلانى أفكر ما أروحش وأكتفى بأزبكية المعادى».
{long_qoute_1}
ويقول رامز محمد، طالب بكلية الطب، من أهل المعادى: «متعوّد أروح معرض القاهرة كل سنة، لكن مش هروح السنة دى علشان مكان المعرض اتغير، وكمان مش هيكون فيه كتب مستعملة كتير، وأنا عايز نوعية معينة من الكتب ودى مش هتكون موجودة فى أى مكان غير معرض المعادى ده علشان السكان معظمهم أجانب، قبل كده كنت بروح علشان سور الأزبكية والمعادى، إنما دلوقتى المكتبات دى مش هتشارك بشكل موسع زى الأول، يبقى ليه أروح وأتعب نفسى أصلاً وفى الآخر مش هشترى لأنى مش هلاقى اللى أنا عايزه».
المكتبة المليئة بالكتب القديمة لم يغب عنها عامل نظافة مهمته تقتصر على تنظيف الكتب من الأتربة الناتجة عن تقلبات الطقس الأخيرة، كما أن الركن الخاص بالكتب الأجنبية بأنواعها المختلفة، يأخذ طابعاً مميزاً من حيث الشكل والترتيب الذى بدا منمقاً بدرجة كبيرة، تلفت انتباه القراء، وتجذب إليها هواة الأدب الغربى. تقول آية إبراهيم، ٢١ سنة، طالبة، واحدة ممن استوقفهم ركن الكتب الأجنبية: «بحب أقرأ كتير فى الأدب الإنجليزى ومعروف إن أزبكية المعادى مشهورة بالنوعية دى من الكتب، ولما عرفت إنه مش هيشارك فى المعرض السنة دى، قلت آجى أشترى من هنا وخلاص وأهو أبقى وفرت فلوس ومجهود السفر للتجمع».
لم تتوقف المعارض الموازية لمعرض الكتاب عن عرض الكتب على اختلاف أنواعها، ففى حارة السنانيرى بشارع المعز، تشكيلة متنوعة من الكتب الجديدة والمستعملة فى مختلف المجالات التى تشغل اهتمام العديد من القراء بأسعار متفاوتة، وذلك ضمن معرض دائم تنظمه مكتبة نادى الربع للكتاب منذ نحو ثلاث سنوات، كإحدى فعاليات مركز الربع الثقافى الموجود بالتوازى مع انطلاق معرض كتب شارع المعز فى الجهة الأخرى من نفس المبنى تحت شعار «للثقافة عنوان» بالتعاون بين جمعية «فدا»، ودار بصمة، بحضور عدد من الناشرين المصريين ونخبة من الكتاب والمثقفين، حسبما أوضح عبدالله شنب، صاحب دار بصمة، مدير مركز زوار المعرض، الذى أشار إلى أن تلك الدورة الأولى للمعرض والتى تنظم بداية من 14 ديسمبر حتى 15 يناير الجارى، لكنه قرر مد فترة المعرض حتى 15 فبراير ليتزامن مع انطلاق معرض القاهرة الدولى للكتاب بناء على طلب الجمهور المترددين عليه، والذين طالبوا باستمراره نظراً لموقعه المتميز بقاهرة المعز مقارنة بمعرض القاهرة المنعقد بالتجمع الخامس.
{long_qoute_2}
ويضيف «شنب» أنه يشارك فى ذلك المعرض أكثر من 2000 كاتب وكاتبة، بجانب ما يقرب من 50 دار نشر منها «الشروق - نهضة مصر - سما - دون - اكتب - الكارمه - أقلام عربية - كيان - إبداع»، ويتيح المعرض لرواده العديد من العروض والتخفيضات على أسعار الكتب التى تراوحت بين 10 و50%، حسبما تحدده دار النشر، لافتاً إلى أن هناك كتباً مترجمة بلغات عدة لتناسب جميع الزوار الأجانب والعرب من الفئات الفكرية والعمرية المختلفة، كما أن الأسعار تبدأ من 15 جنيهاً، وتابع أن نسب الإقبال على المعرض تتزايد فى الفترات المسائية وفى أيام العطلات الرسمية، كما أن الكتب الأكثر مبيعاً هى الروايات والأدب لكبار الكتاب.
وتوضح منار سعيد، مسئولة أنشطة مكتبة نادى الربع بالمركز، أن المكتبة تضم 20 ألف كتاب أصلى وجديد فى مجالات السياسة والثقافة والدين والتاريخ والفلسفة والتنمية البشرية والأدب العالمى وغيرها، وتتوفر الكتب باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية لتلائم جميع الزوار، وتضم قسماً للكتب المستعملة يستطيع من خلاله الزائر استبدال أحد كتبه بكتاب منه يساويه فى الثمن، مضيفة أن أسعار الكتب تتحدد وفقاً لنوعية الكتاب وحجمه، فهناك كتب اللغات أسعارها بـ15 و30 جنيهاً، والروايات تتراوح بين 30 و50 جنيهاً، والمجلد الواحد من كتب التراث بـ15 جنيهاً، وتقول «منار»: «أسعار الكتب متفاوتة بتبدأ من جنيه واحد للكتيبات الصغيرة وممكن توصل لـ120 جنيه لو كانت سلسلة كتب»، مشيرة إلى عروض المعرض لهذا العام، وهى قسم لكتب التراث وتخفيض 10% على أى كتاب يبلغ سعره 30 جنيهاً.
يقف أمام قسم الكتب التراثية محمود رضوان، ٣٦ عاماً، باحث فى علم الحديث، وفى يده مجموعة من الكتب التى اختارها، ويقول إنه قادم من مسكنه بفيصل لشراء عدد من كتب التراث ذات الطبعات القديمة التى نادراً ما تتوفر بالمكتبات، موضحاً أنها ليست المرة الأولى التى يتردد فيها على ذلك المعرض، حيث اعتاد زيارته وشراء الكتب التى تنقصه وتفيده فى مجال دراسته، مشيراً إلى أن المعرض يوفر الكثير من الكتب المتنوعة بنسخ عدة والطبعات القديمة النادرة، كما أنه يتيح للباحث شراء المجلد الذى يريده من الكتاب مقارنة بالمكتبات الأخرى، فضلاً عن انخفاض أسعارها بحيث تتناسب مع جميع الفئات: «الميزة فى المكتبة هنا أن فيها كتب نادرة وأنها بتخلّى الباحث يقدر يكمل مكتبته، فمثلاً أنا لو عندى مجلد ناقص ممكن آجى وأشتريه لوحده ويكون بـ١٥ جنيه، إنما بره أغلب المكتبات بتبيع الكتاب على بعضه فده بيعجز الباحث».
ويصطحب وليد قرنى، المقيم بمنطقة مصر القديمة، زوجته فى جولة داخل المعرض الذى علم به من أحد أصدقائه، ويعبر عن إعجابه بالمعرض من حيث توفر العديد من الروايات حديثة النشر، لافتاً إلى أنه يحب قراءة الروايات، ويسعى دائماً لإضافة كل ما هو جديد لمكتبته بالمنزل، وأنه معتاد على شراء كتب من المعارض التى تنظم بمركز الربع.