"بنتمشى ونشرب سحلب ونسمع فيروز".. الإسكندرانية يتعايشون مع الثلوج

كتب: صفية النجار

"بنتمشى ونشرب سحلب ونسمع فيروز".. الإسكندرانية يتعايشون مع الثلوج

"بنتمشى ونشرب سحلب ونسمع فيروز".. الإسكندرانية يتعايشون مع الثلوج

بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة على كل أنحاء الجمهورية، شهدت محافظة الإسكندرية، أمس، سقوط أمطار رعدية ورياح الشديدة وهطول الثلوج التي تراكمت فوق السيارات المركونة أمام المنازل، فضلاً عن الصور التي تداولها النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبدين مخاوفهم الشديدة من صواعق البرق والرعد التي امتلأت بها سماء الإسكندرية.

 

وتعرف الثلوج التي تساقطت على الاسكندرية بـ"البرد" وهي عبارة عن كتلة صلبة شفافة من الجليد بحجم حبة الحمص وقد يصل حجمها إلى ما حجم كرة الجولف، ويمكن أن تسبب أضرارا للمحاصيل الزراعية.

وتتشكل حبات البرد بدفع الرياح بخار الماء الناتج عن المسطحات المائية إلى أعلى، ليتكاثف هذا البخار على شكل قطيرات صغيرة جدا، لتشكل الغيوم الركامية التي تتكون على ارتفاع منخفض من سطح الأرض، وتواصل الرياح دفع الغيوم الركامية إلى أعلى حتى تصبح على مسافة قريبة من الأرض، حيث تأخذ الغيوم شكل الجبال في السماء كلما ارتفعت إلى أعلى وقلت بالتالي درجة الحرارة، بحسب "سكاي نيوز عربية".

وفي هذه البيئة بين الغيوم الجبلية ووسط درجة حرارة تقترب من الصفر، تتشكل حبات البرد من بخار الماء المتكثف داخل الغيوم، حيث يتكتل مشكلا هذه الحبيبات الصغيرة، وينزل البرد مرافقا للمطر من الغيوم الركامية على الأرض بأحجام مختلفة، ويقول العلماء إن تشكل حبات البرد يرافقه ومضات من البرد، وهذا ما يفسر هطول البرد في كثير من الأحيان بعد حدوث البرق.

ورغم الثلوج التي شهدتها الإسكندرية أمس إلا أن سكان المدينة تفاعلوا معها بالفرحة وراحوا يمارسون طقوسهم المعتادة في الشتاء مثل التجوال على شواطئ البحر بعد هدوء الجو، فخالد محمود، أحد أبناء المدينة، يرى أن تساقط الأمطار أمر عادي يحدث بشكل متكرر لكن نظراً لانخفاض درجات الحرارة هذا العام تساقطت الثلوج قائلاً "إحنا متعودين على التلج ده".

ويضيف الرجل الخمسيني، الذي يعمل مدير مبيعات، أنه يحب شتاء الإسكندرية رغم قسوته قائلاً: "أنا بشوفها أجمل بلد في الدنيا، إسكندرية في الشتا نضيفة وفاضية، بنلبس تقيل ونخرج في المطر نتمشى على البحر"، فهذا الجو لا يمنعه من أداء عمله "رغم التلج إلا أن إسكندرية دافية، المشي على البحر بعد الشتويه بيكون قمة المتعة وشرب السحلب والقهوة على أنغام فيروز حاجة ماتتوصفش".

أيضاً لم يكن هطول الأمطار على مدينة الإسكندرية ظاهرة جديدة على هاني فريد، فقد تفاعل مع ظاهرة الأمطار والثلوج بحماس شديد نظراً لقلة الأمطار في السنوات الماضية، رغم برودة الجو هذا العام التي تضاعفت عن الأعوام السابقة، فيقول "إسكندرية محافظة ساحلية ممطرة وإحنا الإسكندرانية مش بتفرق معانا البرودة أو الأمطار بننزل فى التلج ده نروح البحر"، موضحاً أنه حينما تهطل الأمطار يخرج الناس بكثرة فتزدحم المقاهي والكافتيريات والمطاعم ومحلات الآيس كريم "بناكل الآيس كريم جيلاتي نظامي وصعيدي وعزة".

أما عبدالرحمن ناصر فهو من محافظة القاهرة لكنه يحب الإسكندرية أكثر من أي دولة أوروبية، حيث يتقألم مع جوها المميز في الشتاء، فيقصدها بالزيارة في هذا التوقيت، قائلاً: "الإسكندرية دايما بتبقى رياح وعواصف ونوات شتوية وأحياناً بتمطر تلج يكسر الإزاز والبراويز"، موضحاً أن الإسكندرانية نوعان هما السكان الأصليين الذين يتقألمون مع جو الشتاء الجميل ويستقبلون البرد والمطر والثلج بفرحة "بيبقوا عايزينها تمطر على طول"، والوافدون الذين لا يحبون هذه الظاهرة "بيخافوا ويقلقوا ويفضلوا يدعوا ربنا".

 


مواضيع متعلقة