تفاصيل مباحثات «السيسي وماكرون».. اللقاء الأول في مصر

كتب: نرمين عفيفي وسحر المكاوي

تفاصيل مباحثات «السيسي وماكرون».. اللقاء الأول في مصر

تفاصيل مباحثات «السيسي وماكرون».. اللقاء الأول في مصر

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقرينته السيدة انتصار السيسي، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقرينته، في قصر الاتحادية في زيارته الأولى لمصر منذ توليه مهام الرئاسة في بلاده.

وشهدت المباحثات بين الرئيسين السيسي وماكرون قرابة الساعتين، ثم شهدا توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، حيث تضمنت مذكرات التفاهم، مذكرة تفاهم للشراكة الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية خلال الفترة لعام 2019 و2020 متضمنة المحاور التعاونية، وفقًا لرؤية مصر لعام 2030.

ووقع على الاتفاقيات من الجانب المصري الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، ومن الجانب الفرنسي المدير التنفيذي للوكالة الفرنسية.

{long_qoute_1}

كما جرى توقيع اتفاق تسهيل ائتماني مبسط يتضمن قرض بقيمة 6 ملايين يورو لدعم موازنة قطاع الحماية الاجتماعية مقدم للوكالة الفرنسية للتنمية، ومنحة بمبلغ 2 مليون يورو لتمويل برنامج الدعم الفني لوزارة المالية، وأيضًا اتفاق تسهيل ائتماني مبسط لتمويل برنامج دعم الشركات المملوكة للنساء لصالح جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بمبلغ 50 مليون يورو قرض ومليون يورو منحة.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم لتمويل أعمال المرحلة الرابعة من الخط الثالث للمترو بقرض يبلغ قيمته 336 مليون يورو، و286 مليون يورو دعم من الحكومة الفرنسية، بالإضافة لـ50 مليون يورو قرض تجاري، ووقع على الاتفاقية هشام عرفات وزير النقل، ومن الجانب الفرنسي رئيس شركة "فنسيافريك".

وجرى توقيع أيضًا مذكرة تفاهم للتعاون بين الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب في مصر، والمدرسة الوطنية للإدارة في فرنسا، ووقعت عن الجانب المصري الدكتورة رشا راغب المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، ومن الجانب الفرنسي باتريك جيرال مدير المدرسة الوطنية للإدارة.

كما أعلنت نوايا بين وزارة الصحة المصرية ووزارة الصحة والتضامن الفرنسية؛ بشأن التعاون في مجال الصحة والتعاون في مشروع مشتقات الدم، شراكة مع الشركة الفرنسية المعنية بهذه الصناعة، ويوقع عن الجانب المصري الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة ومن الجانب الفرنسي وزير الخارجية.

كما جرى توقيع اتفاق إعادة تأسيس الجامعة الفرنسية في مصر ويوقعها عن الجانب المصري الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي، ومن الجانب الفرنسي وزير الخارجية.

وجرى توقيع إعلان بين حكومة مصر وفرنسا بشأن تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والجامعي والفني، ووقع عن الجانب المصري سامح شكري وزير الخارجية المصري، ووزير الخارجية الفرنسي.

ورحب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الأولى لمصر منذ توليه مهام رئاسة الجمهورية في بلاده، وذلك في ضوء العلاقات الممتدة بين مصر وفرنسا "صداقة تستند لتاريخ طويل من المصالح المتبادلة، والتفاعلات الإنسانية والحضارية، بين شعبينا منذ قرون، وعزز من عمقها ما شهدته العلاقات بين البلدين في السنوات الماضية، من زخم متواصل على أصعدة التعاون في جميع المجالات السايسية والعسكرية والأمنية، والإقتصاجية والثقافية، والمستوى الرفيع من التنسيق إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية"، حسبما وصفها الرئيس السيسي.

وقال الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك بيه وبين نظيره الفرنسي، المنعقد في الاتحادية: "استعرضت مع الرئيس الفرنسي مختلف أوجه التعاون الثنائي وشهدنا سويا مراسم التوقيع على عدد متنوع من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم للتعاون في مجالات متعددة كالنقل والصحة والثقافة والتعليم والاتصالات والشباب والتجارة الداخلية والطاقة، بالإضافة لمذكرة تفاهم لتأسيس شراكة إستراتيجية مع الوكالة الفرنسية للتنمية خلال الفترة من 2019 إلى 2023 بقيمة مليار يورو".

وأضاف: "كما مثل لقائنا اليوم فرصة مهمة لاستعراض أهم خطوات تنفيذ البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الشامل الذي تنفذه مصر منذ 2016، لمعالجة الاختلالات التي يعاني منها الاقتصاد المصري منذ عقود، وهو البرنامج الذي يحظى بإشادة مستمرة من مؤسسات التصنيف الإئتماني الدولية، حيث تم الإتفاق على ضرورة إعطاء دفعة قوية للتعاون في مجال الاقتصاد وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة".

وأكد السيسي، لنظيره الفرنسي ترحيب مصر بالشركات الفرنسية وتعظيم مشاركتها في المشروعات القومية العملاقة، وتعظيم استفادتها من الفرص الواعدة في شتى قطاعات الاقتصاد المصري، "فضلا عن حرصي الشخصي على دعم الاستثمار الأجنبي والشركات الفرنسية في مصر، كما أبديت تطلعي واهتمامي بأن يسفر منتدى الأعمال بين رؤساء كبرى شركات القطاع الخاص في البلدين الذي أشهده والرئيس ماكرون مساء اليوم عن نتائج إيجابية".

وقال الرئيس السيسي، إنه ناقش مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإسهاب سبل تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي بين مصر وفرنسا في ظل احتفال البلدين بعام 2019 كعام للثقافة المصرية الفرنسية، "النخبة المصرية المثقفة تأثرت بكتابات مفكري عصر النهضة الفرنسية، كما أن الشعب الفرنسي والرئيس ماكرون لديه ولع بالحضارة المصرية القديمة، ولا ننسى إسهام علماء فرنسا في فك رموز حضارتنا الفرعونية العريقة".

{long_qoute_2}

وأضاف الرئيس السيسي، أن المحادثات المصرية الفرنسية اليوم شهدت إتفاقا في الرؤى بشأن أهمية الإستمرار في مواصلة العمل على مكافحة الإرهاب البغيض الذي يستهدف أمن الدولتين، وبالتالي يمثل تهديدا مباشرا لجهودنا لتحقيق متطلبات التنمية المستدامة، والتحدي الأكبر لتحقيق رخاء شعوبنا، كما شهدت المباحثات حوارا إيجابيا حول الأوضاع الراهنة وحقوق الإنسان في بلدينا ومنطقة الشرق الأوسط والقارة الأوربية حيث أكدت الأهمية التي توليها مصر لهذه المبادئ والقيم المترسخة عالميا بإعتبارها مكونا أساسيا لإنطلاق شعب مصر نحو التقدم والإذدهار".

واستكمل السيسي أن مؤسسات المجتمع المصري بكافة أشكالها التنفيذية والتشريعية والقضائية والمدنية تتضافر جهودها لحماية حقوق الإنسان من منطلق فهم معمق لعوامل التاريخ والحضارة والتراث التي تقود غلى حركة التطور الطبيعي للمجتمع وفقا لإمتلاكه العناصر اللازمة التي تدفعه من مرحلة لأخرى، اتساقا مع تطلعاته الوطنية ومسؤلياته الإنسانية، ولا يخفى هنا ضرورة التعامل مع قضايا حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، لأن تلك الحقوق متشابكة ومتداخلة وتعزز بعضها البعض، وهي حقوق توليها مصر أولولية كبيرة إلتزاما ببنود الدستور، والشعب المصري صاحب الحق في تقييم مدى ما يتمتع به من حقوق سياسية واقتصادية، واجتماعية كما يجدر بنا تأكيد ضرورة ألا تثنينا التحديات، التي تواجهنا سواء بالمنطقة أو بأوروبا سواء بانتشار ظاهرة الإرهاب وزيادة معدلات الجرائم المرتبطة بالعنصرية وكراهية الأجانب عن التشبث بمواصلة توفير الحماية لمواطنينا".

وقال الرئيس السيسي، إنه استعرض مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية، ومنطقة الساحل الإفريقي وملف الهجرة غير الشرعية، فضلا عن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي أولوية الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي خلال العام الجاري، وما تتيحه من فرص لتدشين تعاون بين مصر وفرنسا لدفع جهود التنمية للقارة الإفريقية.

وأضاف، أنه أكد من جانبه وقوف مصر ومساندتها لتسوية النزاعات الإقليمية والحفاظ على الدولة الوطنية وسلامتها والحيلولة دون تفككها والسماح لقوة خارجية لاستمرار العمل على زعزعة استقرار وأمن المنطقة تحقيقا لأهداف ومصالح ضيقة.

وواصل حديثه، قائلا "أرحب بكم مجددا في مصر وأكرر الإعراب عن تقديري للدعم الذي تقدمه فرنسا والتطور المتسارع والمثمر الذي تشهد العلاقات الثنائية في شتى المجالات".

وتقدم الرئيس السيسي، بالشكر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على اهتمامه بأمن واستقرار مصر وتقدمها، "ده أمر مقدر في شخصية الرئيس ماكرون".

وتحدث الرئيس السيسي، عن حقوق الإنسان: "إحنا هنا في مصر لسنا كأوروبا، ولسنا كأمريكا، إحنا دولة ومنطقة ليها خصوصيتها وطبيعتها الخاصة التي تتسم بيها وتتميز بيها، والتعدد والتنوع والاختلاف بين الدول أمر طبيعي، والعالم كله مينفعشي يسير على نهج واحد، والتنوع الإنساني الموجود في العالم كله أمر طبيعي وهيستمر، ومحاولة تغييره لمسار واحد ليس أمرا جيدا، وإنه من الإنصاف عند تناول المسائل في مصر مراعاة 100 مليون شخص واستقرارهم وآمنهم، في منطقة مضطربة وإحنا جزء منه"، "كان في مشروع كبير كان المفروض يتعمل في المنطقة دي وهذا المشروع لم ينجح فيها، وهو إقامة دولة دينية في مصر، وهذا المشروع لم ينجح بكل ما تعنيه الكلمة من تحديات".

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن حجم الجهد التي قامت به الدولة المصرية في إطار حقوق الإنسان، كما تراه منظمات الأمم المتحدة، "كان عندي 250 ألف أسرة موجودين بيعيشوا حياة غير آدمية على الإطلاق، في سكن لا يليق بأي بشر، حينما توفر لهم الدولة التي تمر بظروف اقتصادية صعبة وتقوم بحرب على الإرهاب منفردة منذ 5 أعوام، 250 ألف شقة مفروشة، علشان نقول لهم مصر شيفاك ولن تسمح إنك تعيش في الشارع".

وأضاف السيسي، "كان عندي قوائم انتظار للمرضى وبعالج بس 10 آلاف مواطن في السنة وعالجت 10 آلاف كل شهر بمعدل 120 ألف حالة انتظار لعلاج ضخم، أورام وجرحات كبيرة، هل ده لما أعمله مراعتش حقوق الإنسان فيه، من منظور آخر غير المنظور اللي بتتكلموا فيه، وكامل احترامي للمنظور اللي بتتكلموا فيه".

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر لن تنهض بالمدونين، "بقولهالكوا بمنتهى الصراحة، مصر ستقوم بالعمل والجهد والمثابرة من جانب أبنائها، إحنا بنعمل إصلاح سياسي واجتماعي وسياسي وديني، هو كان في حد يقدر يتكلم عن مسار العلاقة بين بعضها وبعض، إحنا مبقاش مقبول عندنا نقول مسلم ومسيحي هو مصري وبس، والذي لا يؤمن على الإطلاق بقى ليه مكان، ودي ممارسات بنفذها بالفعل، حتى تخرج مصر للمنطقة اللي إحنا موجودين فيها دلوقتي".

وأضاف السيسي، "في مصر هنا بيتخرج كل سنة مليون، أشغلهم إزاي؟، أجيبلهم شغل منين، أعمل إيه، حد يقولي أعمل إيه وأجيب منين، وأحل المسائل دي إزاي، آسف إني أقول إن المدونين بيتكلموا لغة تانية خالص غير الواقع اللي بنعيشه، معندناش حاجة نخجل نقولها ولا نخاف منها أبدا".

ورد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على سؤال أحد الصحفيين الفرنسيين عن حقوق الإنسان في مصر، وطريقة تعامل مصر مع "المدونين".

وقال السيسي: "إحنا بنقود بلدنا بالشرف والعزة والأمانة، علشان نعمل مجتمع يليق بمصر اللي إحنا بنتكلم عنها، واللي تاريخها إنتوا شوفتوه من 5000 سنة، ولما أقوم ببرنامج هو الأكبر على الإطلاق في العالم كله لعلاج فيروس سي، كانت مصر فيها ملايين من المواطنين مصابين بهذا المرض، لما الدولة المصرية تعمل مسح طبي لـ55 مليون مصري حتى تتأكد من سلامته والمصاب بالمرض تعالجه".

{long_qoute_3}

وأضاف السيسي: "منظمات المجتمع المدني في بلدنا فوق الـ45 ألف وبتقوم بدور مجتمعي رائع، ولما إحنا وجدنا قانون منظمات المجتمع المدني قولنا أتناقشوا وشوفوا إنتوا عاوزين تضيفوا إيه، لأن منظمات المجتمع المدني ليهم دور كبير في ظل ظروفنا، وإحنا مش عاوزين نختزل حقوق الإنسان في مصر مع كل التقدير لأراء الناس، لأن آراء الناس أمر وهدم الدولة أمر تاني، وأرجو منبقاش بعاد عن اللي حصل في المنطقة، لأن مصر كانت هتروح بردو".

واستكمل: "مصر كانت هتضيع زي دول الجوار اللي ضاعت، كنتوا هتقدروا تعملوا لينا إيه؟، عندما تتحول الدولة المصرية لحرب أهلية، إيه اللي كان ممكن تعملوه، المفروض ألا ترونا بعيونكم الأوروبية، ترونا بعيونكم المصرية شوفوا مصر بشكل تاني علشان بتظلمونا وبتتهمونا اتهامات مش موجودة لأن اللي بيعمل سمعة هو الاتهامات لو محدش اتكلم خلاص"، "عاوز أطمنكوا، وأنا من موقعي ده لا أقبل أن تكون الغالبية من الشعب المصري ترفض وجودي واستمر، وبقولهالكوا، ولعاشر مرة بقولها للمصريين، أنا واقف هنا بإرادة مصرية ولو الإرادة دي مش موجودة أتخلى عن موقعي فورا".

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الشرطة المصرية لا تتعامل مع المتظاهرين بالأسلحة والقوة، لأن التظاهر في مصر حق يكفله الدستور والقانون، ونطالب مواطنينا أن يكون ذلك في إطار القواعد المنظمة.

وشدد السيسي، على أنه "لم تستخدم أي مدرعات اشتريناها من فرنسا في قمع متظاهرين، إحنا بنتكلم عن فترة من 2011 لحد النهاردة، في فترة كانت الفوضى هي السائدة، في 2011، و2012 وجزء من 2013، وأرجو إننا نفتكر ده كويس".

وأضاف السيسي: "حتى العناصر المتشددة، لا يمكن أن يستخدم السلاح ضد مواطن أعزل إلا إذا رفع هو السلاح واستخدمه، ودي قواعد الاشتباك الموجودة في الدول كلها، بنستخدم السلاح ضد عناصر إرهابية متطرفة، عندنا أعداد ضخمة مصابين وشهداء سقطت في المواجهة ضد الإرهاب، سقط 100 إنسان في 3 ضربات للكنائس وأكثر من 324 فرد في 10 دقايق في مسجد واحد، ولا يمكن نستخدم المدرعات ضد المتظاهرين".

جاءت كلمات السيسي، ردا على سؤال صحفي فرنسي وجه للرئيس الفرنسي ماكرون، كان مضمونه: "هتستمروا في بيع الأسلحة في مصر مع اكتشاف إن في معدات فرنسية استخدمت ضد المتظاهرين؟".

بينما قدم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، على استقباله اليوم، قائلاً: "زيارتي اليوم لمصر مهمة جدا". 

وأوضح ماكرون، أن الزيارة فرصة لتعزيز العلاقة مع شريك أساسي في المنطقة لنا معه تاريخ قوي واحترام وتقدير متبادل ونريد أن نعمل الكثير معاً في المستقبل، "عقدنا جلسة مباحثات مطولة ومعمقة حول العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي، موضحا أن هناك الكثير من التلاقي في وجهات النظر في العديد من المواضيع".

وقال الرئيس الفرنسي، إن بلاده تعمل منذ عدة أشهر مع الجانب المصري لمعالجة الوضع في ليبيا، لافتا إلى أنها تمثل تحديا أساسيا للاستقرار في البلدين. 

وأضاف ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس عبدالفتاح السيسي: "نعمل وفق تعاون وثيق بيننا منذ عدة أشهر"، مستطردا: "لنا هدفان أولهما مكافحة الإرهاب، ودعم كل الفعاليات والأطراف الليبية، التي تقاتل الإرهاب".  

وأوضح ماكرون، أن الهدف الثاني هو المصالحة الوطنية، كونها الوحيدة الكفيلة بإعادة الاستقرار في ليبيا. 

 وتابع ماكرون: "تشاورنا مع مصر قبل أن تطلق فرنسا بعض المبادرات منها مؤتمر يوليو 2017 وتبادلنا الآراء، خلال استضافة باريس بعض الاجتماعات لجميع الأطراف في ربيع 2018".

ونوه ماكرون: "نعمل على تعزيز بداية مصالحة الأطراف في ليبيا، ونسهر للتعاون لتسمح الأسابيع والشهور المقبلة على تحقيق أهدافنا هناك"، بالتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة.

قال الرئيس ماكرون، إن مصر وفرنسا تعملان على إيجاد حل سياسي مستدام في سوريا، وهناك اتفاق في وجهات النظر بينهما في ذات الشأن. 

وأوضح ماكرون، "هدفنا ليس مكافحة الإرهاب ولكن حل سياسي شامل على الأراضي السورية كافة، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، لضمان استقرار سوريا"، "

وقال ماكرون إنه والرئيس السيسي فكرا في إعادة إطلاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خلال مباحثاتهما اليوم في القاهرة.

وأضاف ماكرون، خلال مؤتمر صحفى مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن الوضع بين الجانبين حاليا قنبلة موقوته للمنطقة ولنا، قائلا: "أحيي التزام السيسي في الحوار والسياسة ونحن مقتنعان للعمل على بلورة مبادرات في الشهور المقبلة".

 وأوضح ماكرون، أن توقيف أشخاص في فرنسا جرى ليس لكونهم متظاهرين، لكن لأنهم ارتكبوا تجاوزات وقاموا بأعمال تخريب لمتاجر ومبان عامة وعنف ضد الشرطة وأشخاص آخرين، مضيفا أن 11 مواطنا ماتوا خلال أزمة السترات الصفراء الأخيرة بسبب البلاهة البشرية وليس بسبب الشرطة.

وأضاف ماكرون، ردا على سؤال صحفي عن ما سيتم فعله مع من جرى القبض عليهم من المتظاهرين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبدالفتاح السيسي: "ينبغي أن نفرق بين المتظاهرين والمتطرفين، والمحكمة من ستقرر شأنهم وبعضهم أطلق سراحه لحين المحاكمة". 

ورد الرئيس الفرنسي، على سؤال بشأن الاتفاقيات بين فرنسا ومصر في مجال الأسلحة العسكرية واستخداماتها "أنه يتم الاتفاق على أن تكون الأسلحة المباعة لمصر تستهدف الدفاع عن الأراضي المصرية ضد أي هجوم خارجي".

وأضاف ماكرون، أنه جرى الاتقاق على 24 طائرة "رافال" وتم تسليم 23 منها وسنواصل العمل والتعاون، قائلا: "لم يكن هناك أي مواضيع تم مناقشتها اليوم في هذا المجال اليوم إلا الشراكة بيننا ونوعية المشاركة"، وأن مصر وفرنسا لديهما توجه لحفظ السلام في إفريقيا، وسنعمل معا بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي.   

وأضاف، أن فرنسا تعرضت للإرهاب في السنوات الأخيرة، لافتا إلى أنه جرت مناقشة عدد من المواضيع الاقليمية ومكافحة الإرهاب والأمن، إذ أن البلدين واجها الإرهاب في السنوات الماضية.

وأوضح ماكرون، أن استقرار وأمن مصر له أهمية استراتيجية لفرنسا، لذلك قررنا تعزيز العلاقات بين البلدين.

وتابع، أن مصر قوة إقليمية واستقرارها أساسي لـ100 مليون مصري وللمنطقة ولنا أيضًا، مفيدًا بأن السعي إلى الاستقرار والأمن يتم في إطار شراكة البلدين، ولا يمكن أن ينفصل عن حقوق الإنسان، مؤكدًا أن المجتمع المدني النشط أفضل سد منيع فى وجه الإرهاب، مشددا على أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة فرصة لشراكة اقتصادية كبيرة بين مصر وفرنسا، "أسعى لزيارة العاصمة الإدارية للاستفادة من تجربة البنية التحتية، كذلك شبكة الطرق والمواصلات"، مستطردا: "يجب أن تستغل شركاتنا المجالات العديدة للاستثمار بقوة فى مصر".

ولفت الرئيس الفرنسي، إلى أن "هناك اتفاقيات مهمة بين الشركة الفرنسية وهيئة مترو الأنفاق لإنشاء وتطوير الخطوط".

وقال ماكرون إنه يريد أن يرى مسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد المسيح، التين دشنهما الرئيس السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة، ووجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى، على تعليم اللغة الفرنسية في المدارس المصرية كلغة ثانية، مؤكدا أن الشراكة التربوية تؤدي إلى زيادة عدد المنح لتسهيل انتقال الطلاب بين الدولتين.

وقال ماكرون، وقعت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي شراكة مهمة في المجال الأكاديمي لتدريب وتعليم الكوادر المصرية في فرنسا، مشددا على ضرورة تطوير الشراكة التربوية مع مصر، من خلال الجامعة المشتركة وإعطائها قوة أكبر وزيادة طلابها".

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن فرنسا نظمت للمشاركة في مشروعي المتحفين الكبيرين في مصر ونريد تطوير الشراكة في مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وشدد ماكرون على ضرورة مواصلة العمل عن طريق تعزيز الوجود الفرنسي والتبادل في مجال علوم الآثار والفنون الإسلامية.


مواضيع متعلقة