«مشخصاتية مصر».. حكايات منسية لـ«كومبارس» الزمن الجميل بمعرض الكتاب

«مشخصاتية مصر».. حكايات منسية لـ«كومبارس» الزمن الجميل بمعرض الكتاب
تاريخ نادر وحكايات منسية من زمن الفن الجميل، نهج يتبعه الكاتب والباحث وراء التراث المصري أيمن عثمان؛ ليرتضي "مشخصاتية مصر" عنوانا لكاتبه الأخير المطروح بمعرض الكتاب في يوبيله الذهبي، ليعبر عن دواخل حياة أشهر "كومبارس" السينما المصرية.
سمراء لم تعرفها السينما المصرية إلا في دور الخادمة، استنجدت في خطاب موجه إلى نقابة الممثلين لتؤدي أدوار صديقة البطلة أو جارتها أو إحدى رفيقاتها فلن تطمح للبطولة ولكن لا تريد الاستمرار في دور الخادمة، خطاب الفنانة السودانية "حُسنة سليمان" كان مدخل أيمن عثمان للبحث وراء حياة كومبارس السينما المصرية، مقررًا ألا يُرتب كتابه أبجديًا وإنما تكون البداية تلك الفنانة التي طالبت في خطابها تطبيق الوحدة بين مصر والسودان في الفن والاستعانة بممثلين من البلد الشقيق لأدوار رئيسية بدلًا من البحث في لبنان وسوريا، وهي لها أمجادها المسرحية والعلامة حتى أنها برفقة ممثلين مصريين وسودانيين أنشأوا المسرح النوبي السوداني، والتي كانت تعرض عليه روائع مسرحية مختلفة.
34 شخصية وصفها الكاتب بـ"كومبارس" بحث وراءها الكاتب المصري مبتعدًا عما تناوله المؤلفين السابقين لهم من عرض مولدهم وأعمالهم الفنية، وموعد ومكان الوفاة، بل إنه عمد إلى الغوص في حياواتهم المختلفة معتمدًا على حوارات شخصية أجروها، ليستكشف دواخلهم "حُسنة سلمتني لصفا جميل ومنها لفردوس محمد وعزيزة حلمي حتى حسين إبراهيم المؤدي لشخصية جمالات كفتة الشهيرة"، ولا يذكر الأعمال السينمائية إلا إذا اقتضت الضرورة للحديث عن مشهد من فيلم للتذكير بشيء ما.
الاستعانة بأطباء نفسيين أمر عمد إليه مؤلف "مشخصاتية مصر"، لتحليل بعض الشخصيات كالفنانة "رفيعة الشال" التي أدوت دور والدة عبدالحليم حافظ في فيلم الوسادة الخالية وهي أشهر أم في الإذاعة المصرية، والتي عُرفت بأنها شديدة الضحك ولا تتوقف عن ذلك وهو أمر لفت انتباه الكاتب؛ ليبحث ورائها ويجد أنها فشلت في زيجاتها الثلاث كما أن لها ابن منتحر، وعند معاتفة طبيب نفسي ليستفسر عن متلازمة الضحك مع الحزن ليخبره أن الشخصيات التي لا تتوقف عن الضحك دائمًا ما يكون وراءها كارثة "جواه في بلوى"، وأنها ليست بالضرورة تعبير عن السعادة.
الأمر تكرر مع "علوية جميل" والتي كانت معظم أدوارها تتسم بالحدة، وبالبحث وراءها وجدها كزميلاتها فردوس محمد وعزيزة حلمي تزوجن في سن لم يتجاوز الـ13 عامًا، وفشلت زيجاتهن الأولى واتجهن بعدها مباشرة للتمثيل ليترك كسرة بداخلهن إلا "علوية" التي جاء الأمر معها بحدة؛ لكونها خرجت من زيجتها بولد وبنت كانت لهم الأب والأم، وترجمت أحوالها الشخصية على أدائها الفني.
"زينات صدقي" واحدة من النجمات التي تناول الكتاب حياتها بوصفها "نجمة" بعيدًا عن الفن تمامًا، مُلقيًا الضوء على الفترة الأخيرة من حياتها، والتي تجسد فيها معنى "مسلوبة الروح"، فكانت وحيدة بعد أن أعطت عائلتها المزيد من المساندة والحب دون أن تنجب، وحينما احتاجت الجميع لم تجد أحدا.