"مستقبل الثقافة في مصر".. كتاب طه حسين المثير للجدل في "معرض الكتاب"

كتب: ماريان سعيد

"مستقبل الثقافة في مصر".. كتاب طه حسين المثير للجدل في "معرض الكتاب"

"مستقبل الثقافة في مصر".. كتاب طه حسين المثير للجدل في "معرض الكتاب"

يناقش معرض الكتاب، اليوم، ضمن "الكتب المؤسسة للثقافة العربية" كتاب "مستقبل الثقافة في مصر" لطه حسين، في قاعة ثروت عكاشة، من الساعة 12 للساعة الثانية ظهرًا، ويناقش الكتاب نادر نجم وآمال كمال وأيمن بكر، ويدير الندوة محمد الشحات.

ويعد كتاب "مستقبل الثقافة في مصر" لعميد الأدب العربي طه حسين المنشور في القاهرة عام 1938، من أصغر كتبه، لكنه يعد من أهم الكتب في المكتبة العربية حسب العديد من النقاد على مدار عقود.

كتب طه حسين كتابه بعد معاهدة 1936 بين مصر وبريطانيا، الموقعة في لندن، وجاءت المعاهدة بعد إصدار بيان الحكومة بوفاة الملك فؤاد وارتقاء ابنه الملك فاروق العرش تم تعيين مجلس وصاية نظرًا لصغر سنه ثم شكل حزب الوفد الوزارة نظرًا لفوزه في الانتخابات البرلمانية وطالب بإجراء مفاوضات مع بريطانيا بشأن التحفظات الأربعة، ولكن الحكومة البريطانية تهربت فقامت الثورات وتألفت جبهة وطنية لإعادة دستور 1923 بدلاً من دستور 1930 ولذلك اضطرت بريطانيا للتراجع واضطرت للدخول في مفاوضات بقيادة السير مايلز لامبسون المندوب السامي البريطاني ومعاونيه وهيئة المفاوضات المصرية، ولقد اشترطت إنجلترا أن تكون المفاوضات مع كل الأحزاب حتى تضمن موافقة جميع الأحزاب وبالفعل شاركت كل الأحزاب عدا الحزب الوطني الذي رفع شعار (لا مفاوضة إلا بعد الجلاء)، وبدأت المفاوضات في القاهرة في قصر الزعفران في 2 مارس، وانتهت بوضع معاهدة 26 أغسطس 1936 في لندن.

كانت الاتفاقية بمثابة عهدًا جديدًا في مصر وظهرت الكثير من الكتب والمقالات التي تتحدث عن النهوض والبناء، وهنا ظهرت كتابات طه حسين متمثلة في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر" ويعد من الكتب المثيرة للجدل نظرا لما يحويه من أفكار غربية بعيدة عن ما شاع في المجتمع خلال هذه الفترة.

يتعامل الكتاب مع مصر أنها أقرب لدول حوض البحر المتوسط منها لدول الشرق، حيث يرى أن منطقة حضارة البحر المتوسط هي حدودها الجغرافية أما الحدود الثفافية فتتجاوز في جنوب البحر المتوسط بلاد المغرب لتشمل موريتانيا والسودان وتتجاوز في شرقها بلاد الشام لتشمل الجزيرة العربية والعراق.

وفي الكتاب أكد هذه الأفكار في العديد من المواقع حيث يقول: "مصر ثقافيا وحضاريا، هى دولة غربية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالة. فالعالم ينقسم إلى حضارتين لا ثالث لهما، الأولى تأخذ جذورها من الحضارة المصرية القديمة وفلسفة اليونان والقانون الروماني، والثانية تأتي من الهند."

كما كتب أيضًا "مصر كانت عبر التاريخ على اتصال بدول البحر المتوسط وبحر إيجه، وكانت هي نفسها مهد حضارة غمرت الآفاق آلاف من السنين، هذه الحضارة هى جذور وأصل الحضارة الغربية الحديثة، وخلال التاريخ، كان تأثير حضارة مصر على اليونان، وتأثير حضارة اليونان على مصر واضحا ومستمرًا، وحتى عندما كانت مصر جزءًا من الدولة الإسلامية".

أما النقطة المحورية الثانية والتي تناقشها الكتاب، كانت "اللهجة العامية" والتي ناهضها حد الهجوم عليها، فكتب: "إني من أشد الناس إزورارًا عن الذين يفكرون" في اللغة العامية على انها تصلح أداة للفهم والتفاهم، ووسيلة إلى تحقيق الأغراض المختلفة لحياتنا العقلية.

قاومت ذلك منذ الصبا ما وسعتني المقاومة، ولعلي أن أكون قد وفقت في هذه المقاومة إلى حد بعيد، وسأقاوم ذلك فيما بقي لي من الحياة ما وسعتني المقاومة، لأني لا استطيع أن اتصور التفريط- ولو كان يسيرا- في هذا التراث العظيم الذي حفظته لنا اللغة العربية الفصحى، ولأني لم أومن قط ولن استطيع أن أومن بأن للغة العامية من الخصائص والمميزات ما يجعلها خليقة بأن تسمى لغة، وإنما رأيتها وسأراها دائما لهجة من اللهجات قد أدركها الفساد في كثير من أوضاعها وأشكالها، وهي خليقة أن تفني في اللغة العربية إذا نحن منحناها ما يجب لها من العناية فارتفعنا بالشعب من طريق التعليم والتثقيف، وهبطنا بها هي من طريق التيسير والإصلاح الي حيث يلتقيان من غير مشقة ولا جهد ولا فساد".


مواضيع متعلقة