الذكرى الثامنة لأحداث 28 يناير.. كابوس «تخريب مصر» بمخطط «الانفلات الأمنى»

كتب: محمد بركات

الذكرى الثامنة لأحداث 28 يناير.. كابوس «تخريب مصر» بمخطط «الانفلات الأمنى»

الذكرى الثامنة لأحداث 28 يناير.. كابوس «تخريب مصر» بمخطط «الانفلات الأمنى»

تحل اليوم الذكرى الثامنة على جمعة الغضب 28 يناير 2011، وهو اليوم الذى ما زال محفوراً فى أذهان المصريين، بعدما شهدت أحداثه حالة انفلات أمنى غير مسبوق، بعد انتهاز البلطجية والخارجين عن القانون الفرصة للسرقة والسطو على المال العام والخاص، فى وقت ما زالت الدولة تعانى منه حتى تلك اللحظات، حيث بذلت وزارة الداخلية جهوداً جبارة من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار فى البلاد. مع بداية انطلاق ثورة 25 يناير، التى اتخذت طريقاً سلمياً، لكنها سرعان ما تحولت يوم 28 يناير إلى كابوس هدّد أمن البلاد بأكملها، نتيجة تنفيذ تحركات وممارسات استهدفت تدمير الدولة وحرقها، وكان فى مقدمتها إشاعة حالة الانفلات الأمنى وانتشار الجريمة المنظمة، وكان من نتائجها تكوين 3 آلاف عصابة مسلحة، وهروب 23 ألف سجين جنائى، واقتحام وحرق عدد كبير من السجون وأقسام ومراكز الشرطة، ونهب عدد كبير من الأسلحة النارية.

وشهدت البلاد انتشار الجريمة أعقاب يوم 28 يناير، إذ تضاعفت بنسبة 200% خلال شهرى فبراير ومارس، وبنسبة 300% أثناء شهر أبريل، مقارنة بمعدلات الجريمة فى الأشهر نفسها من عام 2010، وتنوعت الجرائم ما بين قتل، واغتصاب، وخطف أطفال والمقايضة على حياتهم مقابل المال، وسرقة بالإكراه تحت تهديد السلاح نهاراً وليلاً، وسرقة المنازل والمحال التجارية والآثار، وتجارة المخدرات، وحرق منازل ومزارع، واقتحام أقسام الشرطة على مرأى ومسمع من الجميع.

{long_qoute_1}

واتّخذت تلك الجرائم طابع الخطورة الشديدة والتنظيم، بسبب غياب الأمن، وانتشار السلاح بأيدى المواطنين، نتيجة هروب المجرمين من السجون، حيث تعرّضت العديد من المنشآت التجارية، والمحلات الكبرى والمولات، لعمليات سلب وتخريب، كما شهدت بعض البنوك عمليات سطو، ولم يسلم المواطنون من سرقة سياراتهم، أو منازلهم الخاوية، بل سرقة أموالهم عبر البلطجية بالشوارع، مأساة عاشها المواطن المصرى، خلفت وراءها خسائر، ما زال البعض يعانى منها حتى الآن.

أعضاء الجماعة الإرهابية وأنصارهم استغلوا الانفلات الأمنى بعد انسحاب قوات الأمن من جميع الميادين والشوارع وهرّبوا المساجين وأشعلوا النيران فى أقسام الشرطة ولعل من أبرز المساجين الذين هرّبتهم الجماعة هو الرئيس المعزول محمد مرسى من سجن وادى النطرون، ومن هنا انتشر الإخوان فى جميع المحافظات لركوب الثورة السلمية، وتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح الجماعة الإرهابية.

وتعرّضت العديد من المنشآت التجارية، والمحلات الكبرى والمولات، لعمليات سلب وتخريب، كما شهدت بعض البنوك عمليات سطو، ولم يسلم المواطنون من سرقة سياراتهم، أو منازلهم الخاوية، بل وسرقة أموالهم عبر البلطجية بالشوارع، مأساة عاشها المواطن المصرى، خلفت وراءها خسائر، ما زال البعض يعانى منها حتى الأن. وقام البلطجية والخارجون على القانون بالسطو على مول «كارفور»، بفرعى الإسكندرية والمعادى، وقدّرت الخسائر وقتها بعشرات الملايين، وتم السطو على مول «آركيديا» بكورنيش النيل، وقدّرت الخسائر بربع مليار جنيه، وتم إشعال النيران بمجموعة «ماكرو» بمدينة السلام، التى كانت تعتزم ضخ استثمارات بقيمة 8.2 مليار جنيه، وتراجعت بسبب تلك الأحداث. ووفقاً لإحصائيات صادرة عن قطاع مصلحة الأمن، فإن مصر وقتها شهدت 530 حادث قتل، وتنوعت أساليب ووسائل القتل ما بين السلاح النارى والسلاح الأبيض، إضافة إلى 973 جريمة سرقة محال تجارية، إما باقتحامها باستخدام السلاح أو باستخدام مفاتيح مقلدة، فيما وقعت 25 جريمة خطف واغتصاب، و804 جرائم سرقة منازل، و512 جريمة حرق منازل، و1170 جريمة سرقة بالإكراه، أو تحت تهديد السلاح، و811 سرقة سيارة، و99 جريمة إحراق أقسام شرطة.

من جانبه، قال اللواء عادل عبدالعظيم مساعد وزير الداخلية السابق لمنطقة جنوب الصعيد: إن أحداث جمعة الغضب الشهيرة كانت بمثابة انطلاق شرارة التخريب والتدمير فى مصر، حيث بدأت التظاهرات يوم 25 يناير بطريقة سلمية، لكنها تحولت يوم 28 يناير إلى خراب ودمار للبلاد بأكملها، فكان تنظيم الإخوان الفاعل الرئيسى والمدبر لتلك الأحداث، بعدما وضع خطة مدبّرة لتدمير البلاد. وأضاف «عبدالعظيم»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن تنظيم الإخوان نسق مع قيادات التنظيم الدولى وحركة حماس وحزب الله وتركيا وقطر للتسلل إلى مصر والوصول إلى أهدافهم المحدّدة واقتحام السجون والأقسام الشرطية، وتهريب قياداتهم وعناصر من البلطجية لإثارة الرعب والخوف فى نفوس المصريين. وأوضح مساعد وزير الداخلية، أن وزارة الداخلية نجحت فى استعادة الهاربين من السجون، بجانب ضبط المتهمين فى حرق أكثر من 90 قسماً ومؤسسة شرطية على مستوى المحافظات، وسرقة آلاف الأسلحة النارية وإضرام النيران فى مئات سيارات الشرطة أمام تلك الأقسام، ولم تمر سوى أشهر قليلة حتى عادت تلك الأقسام إلى عملها مرة أخرى، ونجحت تلك الأقسام فى ضبط جميع الهاربين من السجناء.


مواضيع متعلقة