المعرض يبدأ نشاطه الثقافى بمناقشة كتاب «الشخصية المصرية»

المعرض يبدأ نشاطه الثقافى بمناقشة كتاب «الشخصية المصرية»

المعرض يبدأ نشاطه الثقافى بمناقشة كتاب «الشخصية المصرية»

شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الخمسين، دورة «اليوبيل الذهبى»، أمس، انطلاق البرنامج الثقافى فى قاعة «كاتب وكتاب» بندوة لمناقشة كتاب «الشخصية المصرية» من تأليف الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، بحضور المؤلف، والدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، وشوقى علام المفتى الحالى، والدكتورة سوزان القلينى عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس، والدكتور مدحت العدل المنتج السينمائى.

وفى بداية الندوة، وجه «جمعة» الشكر لـ«الأزهرى» على هذا الكتاب الذى وصفه بأنه «جامع مانع»، بث المؤلف فيه ما تعلق بالعبادة بالتقرب إلى الله وتقبّل الآخر بكل حب، والعمارة بتزكية النفس والتى نراها فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن «الكتاب عبارة عن ١٠٠ صفحة أو أكثر بقليل، ولكنه بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة».

{long_qoute_1}

وأكد «جمعة»، فى كلمته، أن الأزهر هو المنارة الهادية للشخصية المصرية، وهو حامى رسالة الإسلام بوسطيتها واعتدالها وجعلها قابلة للانتشار فى العالم كله، قائلاً: «نجد اليوم ملايين الطلاب الوافدين من مختلف بلاد العالم من الشرق والغرب فى أروقة جامع الأزهر وجامعتها، ما يسهم فى نشر الوسطية والاعتدال ويصدّر السلام للعالم كافة».

وأشار المفتى الأسبق إلى أن «الأزهرى» نوه من خلال كتابه «الشخصية المصرية» إلى أن الشخصية المصرية مرنة ومنفتحة على الآخر وتقبّله مهما اختلف مذهبه، وأن الأزهر الشريف يدرس المدارس الفقهية الأربع.

وأوضح «جمعة» أن «الكاتب يؤكد أن الإنسان المصرى معمّر، وهى مسألة واضحة، وهو إنسان قوى، لأن الإنسان المؤمن لا بد أن يكون قوياً ومؤمناً ومتوكلاً على الله، كما أنه محب للعلم والإبداع ويقدم الخير للإنسانية جمعاء».

من جهته، قال «الأزهرى» موجهاً حديثه للحاضرين إن «فكرة الكتاب بدأت مع ميلاد مشروع مكتبة الأزهر للتنقيب فى تاريخ المؤسسة الدينية المجهول، ومن هنا بدأتُ، وكان أهم ما يجب البحث عنه هو دور الأزهر فى تكوين الشخصية المصرية، فكان هذا الكتاب الذى بين أيديكم الآن».

وأشار «الأزهرى» إلى أن «الكتاب احتاج إلى بحث طويل استمر 10 سنوات، وجمعتُ فيه كل ما يهم الشخصية المصرية منذ آلاف السنين مستعيناً بعدد كبير من المراجع العلمية المنشورة فى العديد من دول العالم، وهو مشروع وطنى عظيم، يعبر عن عبقرية الإنسان المصرى، وهو عبارة عن نبذة مقتضبة عن الشخصية المصرية، ولا يمثل إلا صفحات من كتاب يجرى كتابته حالياً ويبلغ عدد صفحاته 3 آلاف صفحة».

{long_qoute_2}

وأكد المؤلف أن «الكتاب هو هدية منى إلى أرض الكنانة مصر وأبناء هذا الوطن، الذين وقفوا لإنشاء الأزهر الشريف، وإلى الإنسان المصرى الذى وقف فى يوم من الأيام لحماية وطنه من الأعداء، والذى قدم الكثير من الفنون المعمارية، وهو أيضاً (الكتاب) هدية للجيش المصرى ورجال الشرطة والطفل المصرى والإنسان المصرى على حد سواء، مسلم أو مسيحى، وهو أخيراً رسالة حب وإجلال وعرفان وتقدير لا ينتهى لأرض الكنانة مصر وأبنائها».

من جهة ثانية، استضاف جناح «ضيف الشرف» ندوة أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الذى تحدث عن كتابيه «شهادتى» «وشاهد على الحرب والسلام» مؤكداً أن السياسة المصرية تراعى دوماً المصالح العربية، وأن «مصر نجحت فى تحرير الأرض ولم تتخلف عن المصالح العربية يوماً».

وأضاف «أبوالغيط» قائلاً «عندما كنت ممثلاً للدولة المصرية كنت أراعى المصالح العربية والمصرية، ولكن كانت المصلحة المصرية بطبيعة الحال أولاً، ولكن اختلف الأمر بعد أن توليت منصب الأمين العام لجامعة العربية».

وحول حرب السادس من أكتوبر 1973، قال «أبوالغيط» إن «السادات قيادة سياسية تحتاج 100 سنة لكى تتكرر مرة ثانية، فهذا النوع من القادة لا يتكرر كثيراً، وأى تحرير للأرض العربية إنجاز، وهذا ما فعله السادات، وقبل الحرب كان البعض يطالب بأن نؤجل الهجوم أو نقوم بحرب استنزاف، ولكن السادات والمشير أحمد إسماعيل، وزير الدفاع آنذاك، أصرّا على شن حرب واسعة رغم وجود المانع المائى والخط الدفاعى الإسرائيلى».

{long_qoute_3}

واعتبر أمين عام الجامعة العربية أن «خطة الحرب كانت عبقرية، إذ تم فرض القتال على الإسرائيليين بين الجانبين (الجبهة المصرية والسورية) وكان هناك تنسيق بين الرئيس السادات والرئيس السورى الراحل حافظ الأسد، وعندما تدهورت الأوضاع على الجبهة السورية، قام الرئيس السادات بتطوير القتال، وأدى ذلك إلى نتائج استطاع الرئيس السادات استيعابها عبر العمل السياسى»، مؤكداً أن «التفاوض مع الإسرائيليين كان يستند إلى ذكاء الدبلوماسية المصرية، وكذلك قوة القوات المسلحة المصرية التى فرضت حقائق جديدة على الأرض».

وفى شأن آخر، قال «أبوالغيط» خلال الندوة: «لقد شعرت فى أحيان كثيرة بالغضب والحزن جرّاء ما وصل إليه البعض إبان ثورة 25 يناير من نتائج وتحليلات مغالطة للحقائق»، مشيراً إلى أن «المقربين منى نصحونى بكتابة رأيى وسرد جميع الحقائق، واستجبتُ لتلك النداءات لا سيما بعد أن طلبت منى زوجتى ذلك، فقررت أن أصدر كتابين؛ أولهما بعنوان: (شهادتى)، والثانى بعنوان (شاهد على الحرب والسلام)».

وشهد المعرض فى اليوم الثانى من افتتاحه للجمهور إقبالاً كبيراً بالتزامن مع يوم العطلة الرسمية احتفالاً بأعياد الشرطة وثورة 25 يناير، حيث اصطف الجمهور أمام البوابات ومنافذ الدخول منذ ساعات الصباح الأولى، ووصل الإقبال ذروته مع انتصاف اليوم، فيما استمر إغلاق جناح السفارة الأمريكية بالمعرض احتجاجاً من الموظفين على وقف الكونجرس للمخصصات المالية المخصصة لهذا الغرض.

وقال الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجهة المنظمة للمعرض، إن «السفارة الأمريكية التزمت مع الهيئة وقامت بدفع مستحقات إيجار جناحها بالمعرض ووضعت مطبوعاتها بالفعل، غير أن الجناح مغلق وخالٍ من الموظفين، وهو أمر يعود لمسئولى لسفارة، وليس لنا».

وأضاف «الحاج على» لـ«الوطن» أن «الإقبال الجماهيرى على المعرض خلال اليومين الماضيين فاق كل التوقعات، حيث تحول المعرض إلى عُرس حقيقى للثقافة، وسمعتُ بنفسى الجمهور يهنئ بعضه البعض على معرض الكتاب، والكل سعيد، حتى إن سيدة ستينية استوقفتنى وقالت لى وهى تدمع: هذا ما تستحقه مصر».

ولأول مرة، عرضت مكتبة الأزهر، أمس، نوادر المخطوطات والمطبوعات وبعض الوثائق النادرة والمميزة التى مر على نسخها أكثر من ألف عام، من خلال متحف التراث، حيث يتم تصوير المخطوط بالكامل، ووضعه فى كتاب يتضمن شرحاً تفصيلياً عنه وعن تاريخ النسخ ونوع الحبر واسم الناسخ، بالإضافة للقيمة العلمية لكل مخطوط، بما يعود بالنفع على زوار المعرض».

وقال أحمد كامل، مدير عام العلاقات العامة بمكتبة الأزهر، إن «دور مكتبة الأزهر هو الحفاظ على تراث علماء الإسلام، ومن ذلك هذه المخطوطات المتنوعة التى يبلغ عددها ٥٢ ألف مخطوط فى ٦٣ فناً من فنون المعرفة المختلفة».


مواضيع متعلقة