النفط والهجرة.. كيف تفجرت الخلافات بين إيطاليا وفرنسا حول ليبيا؟

كتب: محمد حسن عامر

النفط والهجرة.. كيف تفجرت الخلافات بين إيطاليا وفرنسا حول ليبيا؟

النفط والهجرة.. كيف تفجرت الخلافات بين إيطاليا وفرنسا حول ليبيا؟

بعد أيام من مشادات كلامية بين المسؤولين الفرنسيين ونظرائهم الإيطاليين، على خلفية إعلان مسؤولين بالحكومة الإيطالية دعمهم لاحتجاجات السترات الصفراء في فرنسا، واصل نائب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو سالفيني، أمس، تلك الحرب الكلامية بين إيطاليا وفرنسا، ولكن هذه المرة حول ليبيا.

وقال "سالفيني" للقناة التلفزيونية الخامسة: "في ليبيا.. فرنسا لا ترغب في استقرار الوضع ربما بسبب تضارب مصالحها النفطية مع مصالح إيطاليا".

في المقابل، استدعت وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة الإيطالية، بعد أن اتهم لويجي دي مايو، وهو نائب آخر لرئيس الوزراء الإيطالي، باريس بإشاعة الفقر في أفريقيا والتسبب في تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى أوروبا.

وأعرب "دي مايو" عن الأمل في أن يفرض الاتحاد الأوروبي "عقوبات" ضد الدول التي تقف حسب قوله وراء مأساة المهاجرين في البحر المتوسط، من خلال "تهجيرهم" من إفريقيا، بدءا بفرنسا.

وقال دي مايو، زعيم حركة 5 نجوم: "إذا كان هناك اليوم أفراد يرحلون، فلأن بعض الدول الأوروبية في طليعتها فرنسا لم تكف عن استعمار عشرات الدول الأفريقية".

وبحسب "دي مايو" الذي هو أيضا وزير التنمية الاقتصادية في إيطاليا: "هناك عشرات الدول الإفريقية التي تطبع فيها فرنسا عملة محلية وتمول بذلك الدين العام الفرنسي".

"الخلاف بسبب النفط والهجرة وهو صراع للهيمنة في ليبيا"، هكذا علق كامل عبدالله الباحث المتخصص في الشأن الليبي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلا، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "الخلاف اندلع بسبب تنافس بين عملاقيي الطاقة شركة إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية خاصة منذ عام 2016".

وأضاف "عبدالله": "في 2016 حاول الفرنسيون استئناف التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا فقوبل الأمر برفض إيطالي صريح أدى الأمر إلى تطور الوضع ثمم تدخلت روسيا فهدأت الأمور".

وقال "عبدالله": "خلال الأشهر الأخيرة الخلاف هدأ وعادة مرة أخرى بسبب التنافس على الهيمنة في ليبيا والخلاف حول قضية الهجرة غير الشرعية، إيطاليا تتهم فرنسا بدعم مهربين للمهاجرين ولا تؤيد اتفاق أوروبي متعلق بتقاسم الأعباء للهجرة وليبيا دولة ممر أساسية".

وقال الباحث السياسي: "في 2018 الإيطاليون توصلوا لاتفاق مع الميليشيات في (صبراتة) لوقف تدفقات الهجرة، وأشرف على تنفيذه الجنرال باولو سيرا كبير مستشاري الأمم المتحدة السابق فتدخل الفرنسيون وأفشلوا الاتفاق".

وتابع: "الإيطاليون عقدوا أيضا اتفاق مع قبائل فزان، وتدخل الفرنسيون وأفشلوا الاتفاق فاتهمت روما باريس بالتدخل لإفشال مساعيها لمواجهة ظاهرة الهجرة".

وحول ما إذا كان لتلك الخلافات تاثيرها على فرص الحل السياسي في ليبيا، قال "عبدالله": "بطبيعة الحال سيكون له تأثيره، اتهام سالفيني اتهام غريب".

والعلاقات بين روما وباريس متوترة جدا منذ وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في إيطاليا في يونيو 2018.

 


مواضيع متعلقة