المجتمع يتجاهل المكفوفين.. والشوارع لا تناسب ظروفهم.. و«عطف» المحيطين يؤلمهم

المجتمع يتجاهل المكفوفين.. والشوارع لا تناسب ظروفهم.. و«عطف» المحيطين يؤلمهم
- أجهزة الكمبيوتر
- أسرة فقيرة
- إطلاق قناة
- إعاقة جسدية
- الأجهزة الإلكترونية
- الألعاب الرياضية
- الاحتياجات الخاصة
- التربية الخاصة
- التربية والتعليم
- التعليم الابتدائى
- أجهزة الكمبيوتر
- أسرة فقيرة
- إطلاق قناة
- إعاقة جسدية
- الأجهزة الإلكترونية
- الألعاب الرياضية
- الاحتياجات الخاصة
- التربية الخاصة
- التربية والتعليم
- التعليم الابتدائى
رفضوا الاستسلام لإعاقتهم التى أفقدتهم القدرة على الإبصار، فاستعانوا بـ«نور البصيرة» لاستكمال حياتهم، وتحقيق ما لم يستطع كثيرون غيرهم من المبصرين الوصول إليه، ليضربوا المثل فى قوة الإرادة وتحدى الصعاب، دون الاستسلام لليأس، أو السقوط فى براثن الإحباط، ورغم نظرة المجتمع لهم، التى زادت عزلة بعضهم داخل الظلام الذى يعيشون فيه، وجد آخرون فى ممارسة الألعاب الرياضية، وحصد البطولات، والتفوق الدراسى، سبيلاً لهم للخروج من تلك الدائرة.
«مروة ودعاء ومحمد السبع»، 3 أشقاء من محافظة أسوان، فقدوا بصرهم فى سنواتهم الأولى، تعايشوا مع إعاقتهم وكانت دافعاً لهم لاستكمال مسيرتهم فى الحياة، وتفوقوا على المبصرين فى إثبات ذاتهم من خلال ممارسة أنشطة مختلفة، وأطلقوا قناة على «يوتيوب»، للتواصل مع أقرانهم من المكفوفين، تحدثت «مروة»، 23 سنة، موظفة بجامعة أسوان، لـ«الوطن» قائلةً: «وعينا على الدنيا وإحنا مكفوفين، أبويا وأمى أولاد عم، كان نظرنا ضعيف فى البداية وسرعان ما فقدنا البصر، وكان لزاماً علينا أن نتعايش مع واقعنا المظلم، حتى حققنا معاً ما وصلنا إليه».
{long_qoute_1}
وتابعت أنها التحقت بمدرسة «النور» للمكفوفين، ثم التحقت بكلية الآداب، قسم اللغة العربية، إلا أنها واجهت صعوبات بالغة فى مرحلة الجامعة، نظراً لعدم وجود كتب خاصة للمكفوفين، مشيرةً إلى أن إحدى الجمعيات الخيرية ساعدتها فى طباعة الكتب بطريقة «برايل»، حتى تتمكن من المذاكرة وأداء الامتحان بها، كما تقدمت بطلب إلى رئيس الجامعة للسماح لها بركوب الأوتوبيسات الخاصة بالموظفين للحضور إلى كليتها، مشيرةً إلى أنها بعد تخرجها التحقت بالعمل فى الجامعة بعقد مؤقت، وبراتب لا يتجاوز 300 جنيه، وأعربت عن أملها فى أن يتم تثبيتها فى وظيفتها بشكل دائم ضمن نسبة الـ5% لذوى الاحتياجات الخاصة.
وعن تعامل المحيطين بها معها، قالت «مروة»: «للأسف المجتمع يتجاهل المكفوفين، وحينما يتعاطف معهم يتعامل معهم بطريقة مستفزة، وغالباً ما نسمع تعليقات سخيفة من البعض، مثل: يا حبيبتى، ويا حرام، بتشوفى إزاى، ليشعرك فى كل لحظة بإعاقتك»، مشيرةً إلى أنها تواجه أيضاً بعض الصعوبات أثناء السير فى الشارع، نظراً لانتشار الحفر بها، وفى الصعود إلى وسائل المواصلات، وطالبت بالعمل على توفير فرص عمل للمكفوفين، خاصةً أن هناك خريجين منذ عام 2008 لم يتم توظيفهم بعد، بحسب قولها، كما أعربت عن استيائها لقيام بعض الجمعيات الخيرية بالمتاجرة بقضية المكفوفين، دون أن تقدم لهم شيئاً.
وعن تجربتها فى إطلاق قناة على موقع «يوتيوب» مع شقيقتها الكبرى «دعاء»، 25 سنة، خريجة قسم اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة أسوان أيضاً، وشقيقها الأصغر «محمد»، 18 سنة، طالب بالثانوية الأزهرية، قالت «مروة» إنهم أطلقوا هذه القناة تحت اسم «فرسان التحدى»، ليقدموا من خلالها رسائل للتوعية بكيفية التعامل مع المكفوفين، وتقديم المواهب الفنية والدينية، كما قاموا بتنظيم عدد من دورات التنمية البشرية لتدريب أقرانهم من المكفوفين على كيفية التعامل مع أجهزة الكمبيوتر. {left_qoute_1}
أما «يوسف محمد يوسف»، 33 سنة، حاصل على ليسانس لغة عربية من كلية الآداب بجامعة عين شمس، فيعتبره المحيطون به «فناناً شاملاً»، حيث يمتلك روحاً مرحة، ولم يترك مجالاً إلا طرقه، بدايةً من التدريب، مروراً بصيانة الأجهزة الإلكترونية، حتى التمثيل والهندسة الصوتية، كما يقوم بتصميم وصناعة تحف فنية من «الخرز»، فقال لـ«الوطن» إنه ولد كفيفاً، والتحق بمدرسة «طه حسين» للمكفوفين فى منطقة «حلمية الزيتون» حتى المرحلة الثانوية، قبل أن يستكمل تعليمه بجامعة عين شمس.
وتابع بقوله: «بدأت أعمل كيان لنفسى من خلال بيع ميداليات الموبايلات، ثم تعلمت صيانة أجهزة الكمبيوتر والموبايل، وفتحت أكثر من محل، ولكننى لم أوفق فى هذا المجال، فقررت العمل بشكل حر، وكان يتم طلبى بالاسم من قبل بعض الجامعات لصيانة أجهزة الكمبيوتر والطابعات بها، وفى أيام الامتحانات كنت أتابع الأجهزة وشبكة الإنترنت، وأقوم بطباعة الأوراق، وفى العام الماضى، طلبتنى إحدى الجامعات لتنفيذ نظام امتحان للمكفوفين على الكمبيوتر، خاصة أننى صاحب الفكرة، وبدأت تطبيقها بجامعة عين شمس عام 2006، مع اثنين من زملائى، ثم نقلنا الفكرة إلى كلية العلوم بجامعة القاهرة عامى 2011 و2012.
وأضاف «يوسف» أنه بعد النجاح الذى حققته الفكرة، فوجئ بإحدى الجامعات الكبرى تطلب منه تطبيق هذا النظام بها، وقام بالفعل بتنفيذ الفكرة وتدريب الطلاب عليها خلال شهرى أبريل ومايو، ثم الامتحانات فى شهرى يونيو ويوليو، إلا أنه لم يحصل على مستحقاته، وبعدها طلبوا منه تدريب الطلاب على التمثيل، إلا أنه رفض، نظراً لعدم حصوله على مستحقاته عن نظام الامتحانات، مشيراً إلى أنه قام بإطلاق قناة على موقع «يوتيوب»، تحمل أيضاً اسم «فرسان التحدى»، يرفع عليها المحاضرات والمسلسلات، بهدف جمع المكفوفين وإبراز مواهبهم، وتعريف المجتمع بما يمتلكونه من قدرات.
«دينا الحسينى السيد»، 28 سنة، من مواليد بورسعيد وحاصلة على ليسانس لغة عربية من جامعة دمياط، ضربت مثالاً آخر فى تحدى الإعاقة من خلال استكمال دراستها العليا، وحصولها على درجة الماجستير فى تخصص التربية الخاصة بتقدير «امتياز»، وتستعد حالياً لمناقشة رسالة الدكتوراه، تحدثت لـ«الوطن»، قائلة: «كنت كلما خرجت من صدمة أدخل فى الثانية، إعاقتى كانت سبباً فى عدم تحقيق حلمى فى أن أصبح مهندسة اتصالات، أو مفتشة آثار، ولكننى تمكنت من التغلب على الإعاقة باستكمال دراساتى العليا»، وأضافت بقولها: «للأسف الصدمات اللى أخدتها فى حياتى تسببت لى فى عدم تنمية أى موهبة، وكأنك حدفتى طوبة فى لوح زجاج، ولكن الدراسات العليا ساعدتنى كثيراً على الخروج من العزلة التى كانت تحيط بى».
{long_qoute_2}
إسراء علاء السيد، 11 سنة، من فلمنج بالإسكندرية، والدها موظف بشركة المياه ووالدتها معلمة بالمرحلة الابتدائية، رغم صغر سنها وإصابتها بأكثر من إعاقة جسدية، ما بين كف البصر ومتلازمة داون وإعاقة فى الحركة وقطع فى جانب وجهها، فإنها تحدت أسوار الإعاقة، وتجاوزتها تاركة مشاعر اليأس خلفها.
استطاعت هذه الصغيرة حصد الدرجات النهائية فى مرحلة التعليم الابتدائى وحفظ نصف القرآن الكريم، فأجادت اللغة العربية الفصحى وتمكنت من نطقها بشكل سليم، إلى جانب غناء الأناشيد والابتهالات الدينية، وقراءة القرآن الكريم بالتجويد، فاستعانت بها مديرية التربية والتعليم فى الكثير من الحفلات لصوتها العذب، كما أنها أعطت مثالاً للجميع عن روح التحدى والمثابرة، ورفعت سقف الطموح لدى الجميع.
«أنا ماعرفش يعنى إيه أشوف حاجة، لكن أعرف أحسها وألمسها وأشمها وأسمعها، عشان كدا باشكر ربنا كل يوم إنه منحنى كل المواهب الحلوة دى».. هكذا وصفت «إسراء» شعورها بالحياة من دون حاسة البصر.
قالت إنها تربت على عشق النجاح والتميز، فوالدتها ربتها على أن الله خلقها لهدف فى الحياة، ولتحقيقه عليها أن تجتهد وتُطيع كلام المعلمات فى المدرسة، وهو ما حرصت على الالتزام به خلال سنوات دراستها.
أكدت «إسراء» أن لوالدتها تأثيراً كبيراً فى نجاحها وتشجيعها واحتضانها وقت الضيق والمرض، بجانب دور معلمتها فى المدرسة ناهد محمود، التى تقضى معها وقتاً أطول باعتبارها مدرسة داخلية، وأنها ألفت شعراً باسمها ولحنته وعرضته عليها فى عيد الأم تقديراً لها، ولمساندتها الدائمة فى البروفات قبل العروض.
وكنموذج آخر فى التميز فى الجانب العلمى والأكاديمى، استطاع الدكتور مجدى محمد حسين، من محرم بك بالإسكندرية، ٥٤ عاماً، أستاذ اللغة العربية بكلية آداب جامعة الإسكندرية، متزوج ولديه 3 أبناء؛ «ريم» صيدلانية ومتزوجة، و«عمر» خريج هندسة جامعة الإسكندرية، و«شروق» بالسنة الثالثة بكلية طب أسنان جامعة إسكندرية، تحدى الصعاب واقتدى بالدكتور طه حسين ليسير على خطاه.
يقول «حسين» إنه وُلِد مُبصراً لكن بمشاكل عدة فى النظر، وضاع بصره نهائياً إثر لطمة على وجهه من ابن الجيران، فالتحق على أثرها بمدارس مكفوفين فى سن السابعة وصولاً إلى الثانوية العامة، ليحصد المركز الأول على مستوى الجمهورية فيما يخص فئة المكفوفين.
{long_qoute_3}
وأضاف لـ«الوطن»: «أردت الالتحاق بإحدى كليات القمة بعد حصولى على مجموع كبير فى الثانوية العامة، فالتحقت بـ3 كليات فى القاهرة خلال شهرين وهى (الألسن، السياسة والاقتصاد، والإعلام)، إلا أننى لم أستطع التأقلم معها، وانتهى الأمر عند كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ورغبت فى دراسة اللغة الإنجليزية لكننى وجدت عوائق فى ذلك، فدرست اللغة العربية إلا أن طموحى كان أكبر من ذلك».
وأوضح «حسين» أنه من سخرية القدر أن يصبح رئيساً للقسم الذى التحق به كُرهاً، وذلك بجامعة دمنهور فى عام 2006، ثم تم تعيينه فى منصب وكيل الكلية عام 2011، وهو ما يعتبره درساً فى الحياة نتيجة قدرته على التأقلم مع الظروف، منوهاً إلى عدة صعاب واجهته أثناء تعلمه نتيجة إعاقته، حيث نشأ فى أسرة فقيرة وتوفى والده وهو فى الخامسة عشرة، ومن ثم التحق بالعمل فى إحدى الشركات أثناء دراسته، وتعلم القراءة بطريقة «برايل» حتى الصف الثالث الثانوى ليلتحق بعدها بنظام جديد أثناء الكلية يعتمد على الاستماع والتدوين، وكان أمراً شاقاً قبل أن يستعين بقارئ للمحاضرات بشكل تطوعى.
وأشار إلى دراسته للماجستير عام 1993 عن «حرف الواو فى القرآن الكريم»، قبل أن يحصل على الدكتوراه فى «ظاهر الوقف فى القرآن» عام 1997، ليتواصل مع الطلاب ويجد منهم الاحترام والتقدير، وحالياً يقوم بالتدريس فى مرحلتى الليسانس والدراسات العليا.
وأكد أنه اعتمد على مدار 25 عاماً على اقتطاع جزء من راتبه لتعيين مساعدين له لخدمته فى القراءة ومرافقته فى اللقاءات والمحاضرات، ووصل الأمر لاقتطاع ثلث مرتبه لسكرتيرته الخاصة، لكنه ما زال مصراً على تحدى أى صعاب يواجهها فى حياته نتيجة إعاقته فى البصر.
- أجهزة الكمبيوتر
- أسرة فقيرة
- إطلاق قناة
- إعاقة جسدية
- الأجهزة الإلكترونية
- الألعاب الرياضية
- الاحتياجات الخاصة
- التربية الخاصة
- التربية والتعليم
- التعليم الابتدائى
- أجهزة الكمبيوتر
- أسرة فقيرة
- إطلاق قناة
- إعاقة جسدية
- الأجهزة الإلكترونية
- الألعاب الرياضية
- الاحتياجات الخاصة
- التربية الخاصة
- التربية والتعليم
- التعليم الابتدائى