"جيش التحرير الوطني".. هل تستمر الحرب مع حكومة "دوكي" الكولومبية؟

كتب: حسن رمضان

"جيش التحرير الوطني".. هل تستمر الحرب مع حكومة "دوكي" الكولومبية؟

"جيش التحرير الوطني".. هل تستمر الحرب مع حكومة "دوكي" الكولومبية؟

تبنى متمردو "جيش التحرير الوطني"، اليوم، الهجوم بسيارة مفخخة، على الأكاديمية الوطنية للشرطة في العاصمة الكولومبية "بوجوتا"، والذي أسفر عن مقتل 21 شخصا على الأقل وإصابة 68 آخرين.

وقالت القيادة العامة لـ"جيش التحرير" في كولومبيا، المعروف اختصارا باسم "إلن" -eln-، في بيان، إن العملية جرت ضد هذه المنشآت وهذه القوات في إطار "قانون الحرب"، مؤكدة أنه لم يسقط أي ضحايا من غير المقاتلين، مضيفة أن الأكاديمية تضم منشأة عسكرية يتلقى فيها عسكريون توجيهات وتدريبا ثم يقومون باستخبارات قتالية وعمليات عسكرية ويشاركون بفاعلية في الحرب على التمرد.

وأشارت "إلن"، إلى أن الهجوم جاء ردا على نشاطات عسكرية قامت بها حكومة الرئيس الكولومبي إيفان دوكي خلال وقف إطلاق النار الذي أعلنه "جيش التحرير الوطني" من جانب واحد خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، مضيفة أن "دوكي" لم يعط البعد اللازم لمبادرة السلام هذه ورده كان شن هجمات عسكرية ضد" جيش التحرير"، على كل الأراضي الوطنية، واقترحت ثاني أكبر جماعة متمردة في كولومبيا، إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل إيجاد مناخ ملائم لجهود السلام،.

وكان وزير الدفاع الكولومبي جويرمو بوتير، قال في وقت سابق، إن خوسيه ألديمار روخاس منفذ الهجوم، هو أحد أعضاء "جيش التحرير الوطني" واشتهر باسمه المستعار "موشو كيكو"، مشيرا إلى أن روخاس كان خبيرا في مجال المتفجرات.

وأشارت التحقيقات الأولية بأن "جيش التحرير الوطني" المدرج على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كان يعد للعملية الانتحارية منذ 10 أشهر.

وكان "جيش التحرير الوطني"، أعرب عن رغبته في إنهاء "لصراع المسلح، والعنف السياسي، وإرساء دعائم اتفاق سلام مع الحكومة قبل الانتخابات الرئاسية في أغسطس 2018، وقال كبير مفاوضي "جيش التحرير الوطني"، إسرائيل راميريز بينيدا في مقابلة مع وكالة "الأناضول" التركية، في 2017، العاصمة الإكوادورية "كيتو"، والتي شهدت محادثات السلام بين المتمردين والحكومة الكولومبية: "في هذه اللحظة التاريخية تطالب العديد من شرائح المجتمع المدني بحل سياسي للنزاع، وفي هذا الإطار فإننا نستمع فقط إلى الشعب"، معتبرا أن الفرصة لم تفت للمشاركة في عملية السلام إلى جانب "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" "فارك".

ويعد جيش التحرير الوطني ثاني أكبر جماعة متمردة في كولومبيا، وتأسس في عام 1964 حيث يدرب معظم مؤسسيه من نقابيين وطلاب وفلاحين، ومتأثراً بالتعاليم الدينية الكاثوليكية التي كان ينشرها دعاة "لاهوت التحرر" ومن بينهم الكاهن الكولومبي الشهير كاميلو توريس الذي قتل في أولى المعارك ضد الجيش، وكان من أتباع الثائر التاريخي المعروف إرنستو تشي جيفارا، واعتبر مراقبون أن هذه المنظمة هي آخر المنظمات المسلّحة التي ما زالت ناشطة في أمريكا اللاتينية.

وأعلن "جيش التحرير الوطني"، أن هدفه هو محاربة التوزيع غير المتكافئ للأراضي والثروات في كولومبيا، مستلهما حرب العصابات المستوحاة من الثورة الكوبية في 1959، ويعتبر الجيش آخر حركة تمرد ناشطة في كولومبيا في إطار النزاع الذي استمر أكثر من 50 عاما وتورطت فيه مجموعات مسلحة مؤيدة للجيش وعصابات لتهريب المخدرات ومتمردون ماركسيون، ويعتقد أن جيش التحرير الوطني يضم نحو 1500 مقاتل مدعومين بعدد أكبر من المتعاطفين الذين يمدونهم بالدعم اللوجيستي.

وأشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن جيش "التحرير الوطني"، كان المنظمة الوحيدة التي رفضت التوقيع على اتفاق السلام التاريخي بين حركات التحرير والحكومة الكولومبية على عهد الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس، والذي فاز بجائزة نوبل للسلام تقديراً لجهوده التي أدت إلى ذلك اتفاق السلام مع حركة "فارك" في 2016، فيما وصفت حركة "جيش التحرير الوطني" الكولومبية اتفاق السلام الموقع بين بوجوتا و"فارك" بعد نزاع مسلح استمر نصف قرن بـ"الفشل التام".

وكان سانتوس قد تفاوض مباشرة في العاصمة الإكوادورية "كيتو" مع تلك المنظمة مطلع عام 2017، لكن تلك المفاوضات لم تثمر سوى عن اتفاق لوقف مؤقت للعمليات العسكرية خلال زيارة بابا الفاتيكان البابا فرنسيسكو إلى كولومبيا في سبتمبر من ذلك العام.

وقال دوكي، إنه خلال 17 شهراً من المفاوضات بين الحكومة السابقة و"جيش التحرير"، نفذ المجرمون 400 عملية إرهابية تسببت في مقتل 100 مواطن وإصابة 339.

بدوره، أشار "المركز الدولي للعدالة الانتقالية"، مقره نيويورك، إلى أن النزاع في كولومبيا هو أطول نزاع في النصف الغربي من الكرة الأرضية، وقد خلق العنف في كولومبيا حالة من الخوف بين الكولومبيين امتدت جيلاً بعد جيل لمدة 50 عاماً، مشيرا إلى تطور النزاع ليصبح في نهاية المطاف نزاعاً معقداً على الموارد والسلطة، وأدى القتال بين جماعات الثوار والجيش والقوات اليمينية شبه العسكرية إلى مقتل آلاف الأشخاص، وحالات إخفاء قسري، وجرائم جنسية، وتجنيد قسري لقاصرين، وقد تعاظمت الكلفة الإنسانية للنزاع: فقد قُتل 220.000 شخص، وعانى أكثر من 5 ملايين شخص من التشريد القسري.

 

 

الرئيس الكولومبي إيفان دوكي

 

الرئيس الكولومبي السابق خوان مانويل سانتوس أثناء مشاركته في مسيرة ضد الإرهاب

عناصر "جيش التحرير الوطني" الكولومبي

 


مواضيع متعلقة