«التاء المربوطة» تثبت جدارتها عالمياً.. ومنتدى الخمسين يضع اللبنة الأولى لتغيير واقع المرأة المصرية

«التاء المربوطة» تثبت جدارتها عالمياً.. ومنتدى الخمسين يضع اللبنة الأولى لتغيير واقع المرأة المصرية
- التاء المربوطة
- منتدى الخمسين
- عام المرأة
- القومى للمرأة
- سيدات يقدن المستقبل
- التاء المربوطة
- منتدى الخمسين
- عام المرأة
- القومى للمرأة
- سيدات يقدن المستقبل
فى مشهد يُعيد لأذهاننا كنوز التاريخ عن الدور المحورى الذى لعبته المرأة المصرية فى مختلف العصور مثل الملكة حتشبسوت والملكة كليوباترا فى قيادة أعظم دول العالم آنذاك، ودور شجرة الدر فى الحفاظ على مصر من غزو لويس التاسع، شهد العقد الأخير اقتحام المرأة جميع تفاصيل الحياة العملية سياسياً واقتصادياً، لتتمكن التاء المربوطة من تسطير عصر جديد من إثبات الذات وتؤكد جدارة المرأة بمجال العمل بجانب التزامها بواجباتها تجاه الأسرة.
وقدم الرئيس عبدالفتاح السيسى دعماً كبيراً للمرأة منذ توليه رئاسة الجمهورية، حيث خصص 2017 ليكون «عام المرأة»، ووسع مشاركة المرأة فى المناصب المهمة وفى عملية اتخاذ القرار لتصل نسبة تمثيل المرأة فى مجلس النواب إلى 15%، ومشاركتها فى الحكومة بنسبة 20%، كما تقلدن 25% من المناصب المهمة فى مجالس إدارات البنوك.
وعلى هذا المنوال تأسس «منتدى الخمسين» فى مارس 2016 ليضم أقوى 50 سيدة تأثيراً فى الاقتصاد المصرى خلال 2015، واللاتى تم تصنيفهن خلال قمة الأفضل فى الاقتصاد المصرى التى انعقدت بالقاهرة فى يناير 2016، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، ويعد المنتدى منظمة غير حكومية تتمتع بالاستقلال المالى والإدارى، تستهدف وضع أجندة إصلاحية وشاملة للاقتصاد المصرى خلال المرحلة المقبلة، عبر مجموعة من الآليات الجديدة التى تعتمد على دفع قطاعات الأعمال المتنوعة إلى العمل فى إطار شراكة حقيقية مع الحكومة من أجل تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة للدولة 2030، ليصبح بذلك أول مركز فكرى للسيدات التكنوقراط.
{long_qoute_1}
ويستهدف المنتدى تعزيز ودعم الاقتصاد المصرى، وإيجاد فرص حوار حول المشكلات التى يواجهها خلال الفترة الحالية، وعرضها على صناع القرار، بالإضافة إلى تعزيز دور المرأة المصرية فى صناعة المال والأعمال وتقدير جهودها للارتقاء بأنشطتها فى كل القطاعات الاقتصادية المتنوعة، كالقطاع المصرفى، والصناعة، والتجارة، والعقارات والاتصالات وريادة الأعمال والعمل العام، وهو ما يدفعها نحو مزيد من التميز فى دعم وتنمية الدولة المصرية بشكل عام.
وجدير بالذكر أن المنتدى يقوم بتكريم أفضل 50 سيدة مؤثرة فى الاقتصاد المصرى ومؤسسات الأعمال كل عام وفقاً لمعايير تعتمد على مدى مساهمة المرأة فى إدارة المشهد المصرى بشكل عام ومدى المساهمة والتأثير المباشر على عدد من الأصعدة أهمها الشأن الاقتصادى والقيادى والشأن العام وإدارة الأعمال، وذلك وسط مشاركة وزارية واسعة النطاق، وتمثيل أكثر من 500 قيادة كبرى لمؤسسات القطاع الخاص.
وأطلق منتدى الخمسين بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، والبنك المركزى المصرى، فى أكتوبر 2017، برنامج «سيدات يقدن المستقبل»، فى إطار اتفاق مشترك هو الأول من نوعه بين المؤسسات الحكومية والخاصة، لتخريج كوادر نسائية مؤهلة للقيادة فى مختلف قطاعات الدولة، عبر منهج عملى من نخبة من القياديات، وذلك فى إطار اهتمام الدولة والقيادة السياسية بتأهيل المرأة المصرية للقيادة.
ويهدف برنامج «سيدات يقدن المستقبل»، إلى تطبيق نظام إرشادى هدفه تعريف المرأة على مفاهيم القيادة المتقدمة ونقل الخبرة لجيل جديد من السيدات العاملات فى مجالات مختلفة، وذلك عبر مرافقة السيدات المؤهلات للبرنامج لعضوات منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيراً فى الاقتصاد واللاتى يشغلن مناصب قيادية رفيعة المستوى، وذلك عبر إطار التزامى تقوم فيه كل عضوة بمساعدة المتدربة وإرشادها عملياً على طريقة صنع القرار وإدارة المشروعات والاجتماعات ووضع الاستراتيجيات المستقبلية.
ونجح البرنامج فى تخريج الدفعة الأولى منه بواقع 30 سيدة، من العاملات بداخل مؤسسات متعددة فى الدولة، والمؤهلات لتقلد المناصب القيادية فى المستقبل، ومن المقرر أن يتم تكريمهن خلال قمة الأفضل لعام 2018 المقرر انعقادها غداً بالقاهرة.
وقالت لبنى هلال، نائب محافظ البنك المركزى المصرى، إن «منتدى الخمسين» بصفته يضم قياديات بارزات من السيدات التكنوقراط يمتلك القدرة على تأهيل أجيال جديدة من السيدات ودعمهن فى العمل والقيادة وعدم الاستسلام للظروف الاجتماعية ومشكلات العمل التى تكبل قدراتهن على الانطلاق والاستمرار.
{long_qoute_2}
ولفتت إلى أن المنتدى يسعى لكسر التابوهات المتعلقة بخفض قدرة المرأة على القيادة والعمل الجماعى وتكوين أجيال جديدة من السيدات الواعدات، وذلك من خلال نقل التجارب الشخصية لسيدات منتدى الخمسين وتقديم نماذج إيجابية حول كيفية مواجهة التحديات الاجتماعية، فضلاً عن إصقال المهارات لدى الأجيال الجديدة من السيدات بمختلف مؤسسات الأعمال.
وأشارت «هلال» إلى أن الدولة تشهد حالياً تحقيق نجاحات ملموسة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية.
وأكدت أن المرأة المصرية لديها القدرة على إعطاء طاقة أمل إيجابية خلال هذه الفترة، ويسعى البنك المركزى لمضاعفة أعداد السيدات بالمناصب القيادية فى مختلف المؤسسات المصرفية، لافتة إلى أن محافظ البنك المركزى لا يتردد فى منح الفرص أمام المرأة ودعمها للوصول إلى المناصب القيادية بالمؤسسات البنكية، بما يمثل فرصة للخروج بجيل ثانٍ وثالث من السيدات الفاعلات بالقطاع المصرفى.
وأشارت إلى توجهها خلال الفترة المقبلة بتكليف البنوك المحلية بإعداد قوائم بنسب السيدات الفاعلات فى مجالس الإدارات، مشيرة إلى وجود 25% من السيدات يتقلدن مناصب مهمة فى مجالس إدارات البنوك، ونحو 30% من السيدات بالمناصب القيادية بداخل المؤسسات المصرفية، فضلاً عن 70% يشغلن مناصب متنوعة بالبنوك، وهو ما يمثل إنجازاً حقيقياً يُحسب للقطاع المصرفى فى تصعيد السيدات للمناصب المختلفة ومنحهن الفرص الكاملة فى الترقى.
وقالت مارى لويس، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة بشارة للصناعة BTM وعضو المجلس القومى للمرأة، إن ترؤس مصر لمجموعة العمل الأفريقية لإنشاء ورقة العمل الخاصة بالقانون العام للمرأة عالمياً التى سيتم الإعلان عنها فى مؤتمر الأمم المتحدة المقبل بنيويورك، بمثابة تتويج لجهود الدولة المصرية فى دعم المرأة، بداية من إطلاق الرئيس لعام المرأة فى 2017، وحتى زيادة مشاركة المرأة فى تولى الحقائب الوزارية التى وصل عددها إلى 8 وزيرات، فضلاً عن الجهود المبذولة فى إبرام اتفاقيات دولية لتقديم الدعم المادى للمرأة بفائدة 5% لتمكينهن فى مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ومن المقرر أن تستقبل مصر وزيرات وممثلات لمؤسسات معنية بالمرأة من كل الدول الأفريقية فى الفترة من 15 إلى 17 فبراير المقبل للتداول حول ورقة العمل.
{long_qoute_3}
وأشادت بالوحدة الصناعية للملابس الجاهزة التى تم افتتاحها فى القليوبية خلال 2018، حيث إنها خصصت لدعم المرأة من خلال استئجار عنبر صناعى لكل 4 سيدات وتشغيله تحت رعاية المصانع المحلية الكبرى وتقديم الدعم الكامل من حيث الاستشارة والمساعدة فى البيع، وهو ما يدعم المرأة البسيطة فى إنشاء مشروعها الخاص بشكل رسمى.
وشددت علياء جمعة نائبة رئيس مجلس إدارة شركة النعيم القابضة، على أن البرامج التدريبية للمرأة من أهم الوسائل الفعالة لتأهيل السيدات للقيادة فى سوق العمل وكذلك التغلب على التحديات التى تواجههن على الصعيدين الاجتماعى والاقتصادى، وبالتالى يصبحن جديرات بتقلدهن المناصب المؤثرة.
وأشارت إلى الدور الكبير الذى تلعبه المرأة منذ فجر التاريخ سواء على المستوى الأسرى أو على المستوى الاقتصادى وحتى السياسى ولكن هذا الدور لم يكن واضحاً بالشكل الكافى خلال العقود الأخيرة، مضيفة أن هذا الدور أصبح فعالاً ومرئياً مرة أخرى خلال الفترة الأخيرة نظراً لوجود المرأة ونجاحها فى كل الأنشطة والقطاعات الاقتصادية وتوليها العديد من المناصب العليا، متمنية أن يظهر دورها بشكل أكثر فاعلية فى مجال ريادة الأعمال والابتكار وعدم اقتصار وجودها فى صناعات أو قطاعات بعينها ولكن يمتد وجودها ليصبح لها أعمالها الخاصة.
وأوضحت مشيرة خطاب، الوزيرة السابقة للأسرة والسكان وعضو منتدى الخمسين، أنه ولأول مرة فى تاريخ مصر يوجد دستور يساوى بين النساء والرجال، بعد أن كانت التشريعات السابقة تضع سقفاً لحقوق جميع المواطنين وتضع سقفاً آخر منخفضاً لحقوق المرأة المصرية، مضيفة أن المرأة المصرية أصبحت تتقلد مناصب مهمة لم تصل لها فى العقود الماضية. كما أشادت «خطاب» بدور المرأة العاملة فى الاقتصاد المصرى، حيث إنها تسهم فى تحسين الناتج القومى الإجمالى من خلال مشاركتها فى سوق العمل، فضلاً عن مشاركتها فى صناعة القرار عن طرق تمثيلها فى البرلمان بنحو 89 نائبة، وكذلك تقلدها 8 حقائب وزارية، ومشاركتها فى إدارة المحافظات من خلال منصب المحافظ أو نواب المحافظ، ولكن هذا لا يمنع أن المرأة ما زال أمامها طريق طويل للحصول على كامل حقوقها، حيث إنها ما زالت خارج مجال القضاء والنيابة.
فيما أعربت أسماء حسنى، الرئيس التنفيذى السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» وعضو المنتدى، عن سعادتها بتحرك الدولة الإيجابى نحو سن قوانين وتشريعات لحماية المرأة المعيلة والمطلقة مؤخراً، مؤكدة أن التحدى الأكبر للمرأة يتمثل فى قرارها ترك منزلها والخروج لسوق العمل وبعدها يمكن أن تتغلب على أى تحدٍّ آخر.
وأشارت إلى أن هناك عدداً لا بأس به من السيدات يعمل من المنزل بمشاريع إنتاجية مثل الملابس والأطعمة تتيح لهن فرصة المحافظة على دخلهن وخلق فرص عمل، وبالتالى تؤثر فى عملية التنمية الاقتصادية، فضلاً عن تأثير المرأة العاملة بطريقة غير مباشرة من خلال تنشئة أبنائها على ثقافة العمل والإنتاجية.
وطالبت «حسنى» بدخول الفتيات فى مجال الجيش من خلال الخدمة العامة ولكن بشكل مطور وغير روتينى.