البابا تواضروس: عيد الغطاس فرح ثلاثي تاريخي وروحي وكتابي

كتب: كيرلس مجدى

البابا تواضروس: عيد الغطاس فرح ثلاثي تاريخي وروحي وكتابي

البابا تواضروس: عيد الغطاس فرح ثلاثي تاريخي وروحي وكتابي

قال البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكرازة المرقسية بالإسكندرية، اليوم الجمعة، "أهنئكم أيها الأحباب بعيد الغطاس المجيد أحد أعيادنا السيدية الكبرى التي نحتفل بها عبر السنة ونحتفل بعيد الغطاس أيضا بقداس ليلي مثل عيدي الميلاد والقيامة".

وأضاف تواضروس، خلال عظته بالقداس الإلهي لعيد الغطاس بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، اليوم، أن "عيد الغطاس هو العيد التالي للميلاد والختان ويلحقه عرس قانا الجليل وعيد دخول المسيح الهيكل وهي الأعياد الخمسة فى مدة 40 يوما".

وأوضح أن "ذلك العيد له ثلاث أسماء: "الثيؤفانيا، الأنوار، الغطاس"، وعندما نطلق عليه عيد الأنوار فهو عيد الفرح الثلاثي، فالفرح عبر التاريخ والروح والكتاب".

واشار إلى أن "عيد الغطاس عيد الفرح على المستوى التاريخي بظهور يوحنا المعمدان، تلك الشخصية المهوبة فى المجتمع اليهودي، حيث كان شخصا غريبا، لأنه ظهر فى المجتمع له شكل وطعام معين، وكان ظهوره كما استمعنا فى شهر كيهك كما كانت البشارة لزكريا أبيه بعد زمن طويل، فكان الفرح به كبير لأنه جاء بعد اشتياق كبير، وصار أعظم مواليد النساء بحسب ما قاله السيد المسيح عنه".

وتابع أن يوحنا المعمدان ظهر قبل المسيح وبدء ينادي بنداء غريب في ذلك الوقت، "توبوا لأنه اقترب ملكوت الله"، فاقترب له الجموع وجعلهم ينزلون لنهر الأردن فأصبحوا مستغربين من طلبه لكنهم فرحين بالتوبة وغفران الخطايا، لكن يوحنا كان إنسانا صداقا فتنبأ قائلا، "يأتي بعدي من هو أقوى مني"، وبدء بالتنبؤ بعمل المسيح ومعموديته التي بها الفعل للتوبة".

ولفت إلى أن الفرح الكتابي فى الكتاب المقدس ظهر من خلال عمل يوحنا اليومي مع الجموع حيث ظهر المسيح وسطهم وجاء للاعتماد، فمثل يوحنا نهاية العهد القديم ويتقابل مع السيد المسيح الذي بدء العهد الجديد، وهذه المقابلة الجميلة هى صدى لمقابلة الأمهات التي احتفلنا بها فى السبت الثالث من شهر كيهك، حيث كانت اليصابات سيدة كبيرة تركز للعهد القديم التي سلمت العهد الجديد للسيدة العذراء الشابة.

واستكمل، "كان يوحنا يرى أنه لا يستحق أن ينحني ويحل سيور حذاء المسيح، فأصبحت تلك اليد المتضعة هى اليد التي وضعت على السيد المسيح في المعمودية، فكان عماد المسيح مختلف عن مختلف العماد السابق حيث أتى الثالوث فى المعمودية تجلى في: الأب صوت من السماء، الإبن غاطسا فى نهر الأردن، الروح القدس على شكل حمامة"، وقال الأب: "هذا هو ابنى الوحيد الذي به سررت، وبذلك أصبح يوحنا يلقب بالقاب: "السابق، الصابغ، الشهيد".

وأكد، "المسيح جاء كي ما يملئنا من الفرح، حيث الجانب الثالث الذي تجلى في الفرح الروحي والذي نستشعره من خلال ممارسة سر المعمودية، وهو اليوم الذي نسميه يوم الميلاد السمائي وهو التاريخ الأهم في حياة الإنسان، وأصبح ذلك السر هو المفتاح الذي يفتح الحياة الكنسية والسماوية، فصارت المعمودية باب الأسرار المقدسة من جحد الشيطان ورفض الخطية والاشبين فسار يوم فرح، ونجعل للطفل ملابس بيضاء رمزا للنور، والزنار الأحمر رمزا لدم المسيح الذي سفك على الصليب لخلاص كل الإنسان، فننزل إلى جرن المعمودية وكأننا نزلنا نهر الأردن، والثلاث مرات ترمز للدفن مع المسيح، ومن ثم يأتي السر التالي وهو سر التثبيت "سر الميرون" برشم أعضائه الـ36 ويصبح إنسانا مدشنا ملكا للمسيح، وتكتمل النعم فى يوم المعمودية بسر الأفخارستية التناول: (فبالمياه نتولد وبالزيت نثبت وبالأفخارستية ننمو ونعيش)".


مواضيع متعلقة