هل لتفجير "منبج" علاقة بالانسحاب الأمريكي من سوريا؟

كتب: دينا عبدالخالق

هل لتفجير "منبج" علاقة بالانسحاب الأمريكي من سوريا؟

هل لتفجير "منبج" علاقة بالانسحاب الأمريكي من سوريا؟

شهدت مدينة "منبج" السورية، في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، في ساعة متأخرة من مساء أمس، تفجيرًا انتحاريًا راح ضحيته 14 شخصا على الأقل، بينهم 4 جنود من القوات الأمريكية، عندما فجر انتحاري تابع لتنظيم "داعش" نفسه داخل مطعم وسط المدينة الواقعة تحت سيطرة مقاتلين عرب وأكراد، وفقا لما أفاده المرصد السوري لحقوق الإنسان.

أثار توقيت الهجوم الانتحاري على دورية للجيش الأميركي في منبج، العديد من التساؤلات، بشأن الجهة المستفيدة من هذا الحادث، في وقت تسعى واشنطن إلى تنفيذ انسحاب "حذر" من المنطقة، وتتأهب تركيا للتواجد العسكري بحجة محاربة تنظيم "داعش" والجماعات الكردية التي تعتبرها إرهابية، وفقا لموقع "سكاي نيوز".

ويرى الدكتور هشام البقلي، الخبير بالشئون العربية، أن لذلك التفجير الانتحاري دلالة وعلاقة واضحة بالانسحاب الأمريكي من سوريا وإعلان ترامب القضاء على الارهاب فيها، الذي اتضح أنه غير صحيحا حيث استهدف "داعش" الأمريكيون بأنفسهم.

وأضاف البقلي لـ"الوطن"، أن إصرار الإدارة الأمريكية على رأيها بقضائها على الإرهاب وانسحابها من سوريا لإنهاء تلك المهمة التي تقول أنها تدخلت من أجلها، مؤكدا أن ذلك الحادث يعني أن القادم في سوريا سيكون صعبًا للغاية على القوات التي ستؤمن فترة الانتقال السياسي بالبلاد، في ظل وجود جذور للإرهاب بدمشق، حيث إن بعض المناطق مازالت تخضع لسيطرة من بعض العناصر المسلحة.

وأكد البقلي، أن أردوغان هو أكثر من يسعى للاستفادة من ذلك الحدث إعلاميا، للترويج إلى وجهة نظره بأن سوريا مازال بها إرهاب، حيث سيعمل على استغلاله بأن رأيه كان أصدق من ترامب.

بينما يرى قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري المعارض، أن التفجير لا علاقة له بالانسحاب الأمريكي، موضحا اتفاقه مع اعلان ترامب مسبقا لأن سوريا باتت خالبة من الإرهاب، وترك المساحة للسوريين بأن يستكملوا المسيرة.

وشدد على أن المعارضة تدين كل أشكال الإرهاب سواء داخل الوطن أو خارجه، وأن موقفهم واضح سواء من تلك الجماعات الإرهابية أو الإسلام السياسي، وضد قتل أي مدني أو أحد من قوات التحالف الدولي بهذه الجريمة الشنعاء على الأراضي السورية.

وأكد أن السوريون عملوا بالتعاون مع التحالف الدولي على طرد الإرهاب ومحاربته وتحرير شمال شرق البلاد ومنها الرقة، التي أصبحت كما قال ترامب مناطق خالية من الإرهاب، مضيفا أنه تفجير منبج  يعتبر عملية لخلية نائمة ليس لديها أي إمكانيات، وهو ما ظهر في مقطع الفيديو للعملية، حيث لم يتم استخدام سيارة مفخخة أو أي آلية أخرى، بخلاف ما كان يحدث مسبقا.

في 19 ديسمبر الماضي، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقرار مفاجئ، معلنًا انسحاب قوات بلاده من سوريا، موضحًا أن بلاده هزمت "داعش" الإرهابي، السبب الوحيد في بقاء القوات الأمريكية هناك، خلال فترة رئاسته.

وقال البيت الأبيض، في بيانه حينذاك: "بدأنا سحب قواتنا من سوريا فيما ننتقل إلى المرحلة الثانية من حملة مكافحة الإرهاب التي يمثلها التحالف الدولي"، مضيفا أن الولايات المتحدة وحلفاءها مستعدون للتعاون على كافة الأصعدة لحماية مصالح الولايات أينما دعت الحاجة، وسنستمر في العمل معا لمنع سيطرة داعش الإرهابي على أي أراض جديدة، أو الحصول على دعم أو تمويل يسمح للتنظيم الإرهابي بعبور حدودنا.

وقبل يومين، كان الرئيس التركي تعهد قبل يومين بمواجهة تنظيم داعش والجماعات الكردية في الشمال السوري، وذلك فيما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير اقتصاد تركيا إذا شنت عملا ضد الأكراد، واقترح أن تحصل تركيا على 30 كيلومترا داخل الأراضي التركية كشريط آمن يبعد عن حدودها الجماعات الكردية، وفي ذات الوقت، يحمي الأكراد من احتمالية شن أنقرة لعمل عسكري ضدهم.


مواضيع متعلقة