بالفيديو| «أبوالهول والنسر والأهرامات وجامع محمد على» أبرز نقوش العملات فى تاريخ مصر

08:41 م | الأربعاء 16 يناير 2019

تتأنق جدران متحف مصلحة سك العملة، بحى الدَرَّاسة، بالعملات المعدنية والتذكارية والمقتنيات التاريخية والأثرية النادرة وتبقى شاهدة على تاريخ مصر المسكوك والمنقوش على العملات المعدنية عبر العصور المختلفة.

{long_qoute_1}

يضم المتحف بين جنباته عملات معدنية وتذكارية ومقتنيات تاريخية وأوسمة ونياشين ترصد حقائق ووقائع ومناسبات تاريخية فارقة فى تاريخ مصر الممتد بداية من الدولة العثمانية ثم انتقال مصر إلى مرحلة السلطنة ثم التحول إلى الملكية، ثم إقامة الجمهورية المصرية بعد ثورة يوليو عام 1952م مروراً بالوحدة المصرية - السورية لتكون الجمهورية العربية المتحدة ثم انفصالها فيما بعد.

لم يهتم المتحف بالعملات المعدنية فقط، بل احتفظ ووثق مقتنيات تاريخية وتذكارية نادرة من الذهب والفضة للعملات التذكارية والدروع والنياشين والأوسمة الشرفية لعدة عصور مختلفة التى تم إصدارها فى مناسبات مختلفة، وأيضاً مجموعة خاصة من الميداليات الملكية النادرة من الذهب والفضة وألبوم من أوراق البنكنوت الملكى.

{long_qoute_2}

تطالع فى المتحف مجموعة من العملات التى كانت يتم تداولها داخل الولاية المصرية التى كانت تتبع الدولة العثمانية آنذاك وكانت العملات تأتى من إسطنبول مختومة بشعار (ضرب فى القسطنطينية) بينما كانت العملات المصنوعة فى مصر مختومة بشعار (الضربخانة). وعن أبرز العملات التى تداولت فى فترة الدولة العثمانية مثل «البارة» و«القرش»، وكان ينقش عليها اسم السلطان العثمانى بخط الطغراء (خط عثمانى عبارة عن حروف مجدولة ومتداخلة) أصبحت فيما بعد شعار الدولة العثمانية.

ولم ينس المتحف العملات التاريخية فى الفترة التى دخلت فيها مصر تحت الحماية البريطانية بين عامى 1914 و1922، لتتحول إلى السلطنة المصرية بعد عزل الإنجليز الخديو عباس حلمى الثانى وتنصيب عمه حسين كامل سلطاناً عام 1914 فى بداية الحرب العالمية الأولى، والفترة التى شهدت انتهاء السيادة الاسمية للعثمانيين على مصر، ووظِّفت لذلك رمزية تغيير اسم الخديوية لسلطنة لمضاهاة لقب رأس الدولة العثمانية، وفى تلك الفترة أصبحت العملة فى هذا الوقت تضرب باسم السلطان المصرى وتحمل نقش السلطنة المصرية، وأول عملة نقش عليها اسم سلطان مصرى (عملة باسم السلطان حسين كامل) كما نقش لأول مرة على العملة السنة والفئة لأبرز العملات كـ(20 قرشاً من الفضة للسلطان فؤاد الأول، 100 قرش من الذهب للسلطان حسين كامل، و10 قروش من الفضة للسلطان فؤاد).

انتقلت مصر من مرحلة السلطنة إلى المملكة المصرية، بعد إعلان المملكة المتحدة استقلال مصر وحتى المعاهدة الإنجليزية - المصرية لعام 1936، ويشهد متحف سك العملة بذلك بمرسوم السلطان فؤاد الأول «مرسوم بتحويل مصر من سلطنة إلى مملكة مصرية» فأصبحت العملة ينقش على أحد وجهيها المملكة المصرية، وعلى الوجه الآخر صورة نصفية لملك مصر، ومن أبرز العملات (المجموعة الخاصة بالملك فؤاد والملك فاروق).

وخلد متحف سك العملة حقبة تاريخية مصرية، وهى فترة تأسيس الجمهورية العربية المتحدة لمصر بعد الاتحاد مع الجمهورية العربية السورية، وتم التعامل بعملة مشتركة منقوش عليها شعار الجمهورية العربية المتحدة، ومن أبرز العملات (20 قرشاً «أبوالهول»، 25 قرشاً «النسر»).

ولم يستمر الاتحاد سنوات معدودات، حتى انفصلت مصر عن سوريا، وأصبحت العملة فى ذلك الوقت ينقش عليها شعار جمهورية مصر العربية، وأُصدر منها المتداول والتذكارى، ومن أبرز العملات المتداولة: 10 مليمات «النسر» عام 1973 و5 قروش «الأهرامات» عام 1984، و20 قرشاً «جامع محمد على» عام 1984، و25 قرشاً «مثقوب» عام 1992.

وتستمر «المصلحة» فى توثيق تاريخ مصر عبر العملات المعدنية المتداولة فى السوق المحلية مثل نصف جنيه مصرى المتداول بصورة تذكارية افتتاح قناة السويس الجديدة 2015 من خام ألومنيوم، وبرونز الجنيه المصرى المتداول بصورة تذكارية لافتتاح قناة السويس الجديدة، وكذلك جنيه مصرى مصنوع أيضاً من خام ألومنيوم وبرونز والمصدر فى 2015. بينما سكَّت «المصلحة» احتفالاً بالعيد الذهبى لوزارة الصحة عملة تذكارية غير متداولة بقيمة خمسة جنيهات مصرية من الفضة عام 1986. واحتفالاً بالذكرى المئوية للمتحف المصرى، أصدرت المصلحة عملة تذكارية فى عام 2002 بفئة خمسة جنيهات مصرية من الفضة، وفى عام 2007 واحتفالاً بذكرى مرور مائة عام على تأسيس النادى الأهلى، سكَّت المصلحة عملة تذكارية بفئة خمسة جنيهات مصرية من الفضة، وفى العام الماضى احتفلت مصلحة سكة العملة بذكرى مرور 150 عاماً على تأسيس مدينة القاهرة الخديوية بإصدار عملة بمائة جنيه مصرية من الفضة.

المتحف يضم أصنافاً من العملات، من بينها عملات «منت بروف» وهى عملات تذكارية ليست للتداول وهى من أكثر العملات تميزاً، ومن أبرز العملات (مجموعة كنوز مصر الفرعونية) مكونة من 56 نموذجاً لعملة بأشكال فرعونية مختلفة (ملوك، آلهة، معابد) وهى عبارة عن (مطفى) للرسومات والنقش، بروف (لامع) سطح العملة نفسها. أما عن العملات التذكارية فهى عملات تصدر بخصوص مناسبة ما، وتحمل فئات مختلفة وتكون من الذهب أو الفضة ومنها التى خلدت عليها شخصيات بارزة (أم كلثوم، عبدالحليم حافظ، محمد عبدالوهاب، جمال عبدالناصر)، كما تسجل العملة العديد من الأعياد كأعياد الشرطة، العيد المئوى للبنك الأهلى، العيد المئوى للمتحف المصرى، منظمة الفاو، العيد الفضى لنصر أكتوبر المجيد، والعديد من الأعياد الأخرى، كما يضم المتحف قسماً للعملات الأجنبية مختلفة الفئات والبلدان كعملة دول (إسبانيا - الهند - هولندا - إيطاليا). ويحتوى المتحف على ألبوم ملكى يحوى بداخله عدداً كبيراً من أوراق البنكنوت الخاصة بالملك والتى تحمل إصدار رقم واحد، ومن أبرز النقود الورقية أول جنيه مصرى، المعروف بـ«جنيه الجملين»، والذى كانت قيمته تساوى أكثر من قيمة الجنيه الذهب فى ذلك الوقت.

وبخلاف العملات التذكارية سواء المعدنية أو البنكوت يضم المتحف قلادات ونياشين وأوسمة، حيث يتضمن قلادة النيل التى أنشئت بالقانون رقم 528 لسنه 1953 المعدل بالقانون رقم 12 لسنة 1972 ويختص بها رئيس الجمهورية، وتهدى لرؤساء الدول ولأولياء العهود ولنواب الرؤساء، ولها المقام الأول بين الأوسمة المصرية، كما تمنح لمن يقدمون خدمات جليلة للوطن ويتسلمونها من يد رئيس الجمهورية، كلما أمكن ذلك، ويعطون براءة موقعها عليها من رئيس الجمهورية، ويؤدى التعظيم لأصحاب القلادة عند وفاتهم. ويضم المتحف مجموعة من الأنواط الرسمية مثل نوط الامتياز، المنشأ عام 1966 بناءً على موافقة رئيس الجمهورية بالقانون رقم 12 لسنة 1972، ويمنح لمن يؤدون خدمات ممتازة للوطن، وللذين يتفوقون تفوقاً ملحوظاً فى أوجه النشاط المختلفة فى العلوم أو الفنون أو الأدب أو الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو الرياضة أو الخدمات العامة أو الأمن أو النظام العام، ونوط الاستحقاق، المنشأ بالقانون رقم 528 لسنة 1953 المعدل بالقانون رقم 12 لسنة 1972، ويمنح لمن خدموا الدولة مدة طويلة بأمانة وإخلاص، والأوسمة العسكرية كوسام الجمهورية العسكرى، الممنوح لأى تشكيل أو وحدة تمجيداً لها لما قام بها أفرادها من أعمال ممتازة، ووسام نجمة سيناء الممنوح لأى ضابط أو ضابط شرف أو مساعد أو ضابط صف أو جندى بالقوات المسلحة أدى أعمالاً استثنائية خارقة فى القتال، ووسام نجمة الشرف، الذى يمنح لأى ضابط فى القوات المسلحة أدى أعمالاً استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة فى مواجهة العدو.