أسامة فوزي ليس الوحيد.. مخرجون أبعدتهم أزمة الإنتاج عن السينما

كتب: نورهان نصرالله

أسامة فوزي ليس الوحيد.. مخرجون أبعدتهم أزمة الإنتاج عن السينما

أسامة فوزي ليس الوحيد.. مخرجون أبعدتهم أزمة الإنتاج عن السينما

السينما ما زالت تعاني بشكل مستمر حتى مع بدء تحسن الأوضاع في الفترة الأخيرة، فالمساحة أمام خروج تجارب سينمائية على مستوى فنى مختلف ومغايرة لقيود وشروط السوق التقليدي أصبحت ضئيلة وغير كافية، أمام توحش السينما التجارية والأفلام غير صالحة للمشاهدة سوى مرة واحدة، وهو ما عانى منه الراحل أسامة فوزي، بالرغم من حجم إبداعه السينمائي إلا أنه لم يقدم سوى 4 أفلام، كان آخرها "بالألوان الطبيعية" عام 2009، وحارب حتى قبل وفاته بأشهر في محاولة للحصول على تمويل لمشروعه "أسود وردي" ولكن لم ينجح في ذلك.

تلك الأزمة لم تقتصر على "فوزي" فقط، بل على مجموعة كبيرة من المخرجين المبدعين، أصحاب الأعمال المهمة والمشاريع السينمائية، والذين قدموا كثيرا للسينما المصرية، ولكنهم ابتعدوا عنها لسنوات طويلة مهما اختلفت الأسباب ولكن الأهم أن السينما ما زالت في حاجة إلى أعمالهم لتثريها، وفيما يلي أبرز هؤلاء المخرجين:

- داود عبد السيد:

من أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية، بالرغم من قلة عدد أعماله نسبيا إلا أنها علامات سينمائية بارزة وعالماً خاصا استثنائيا شديد الخصوصية، حيث لم تتجاوز أعماله الـ 9 أفلام، قدم آخرها "قدرات غير عادية" عام 2015، وتم الإعلان بعدها عن البدء في مشروع ولكنه توقف بسبب مشاكل إنتاجية، وفقا لما قاله "عبد السيد" في أحد حواراته الصحفية، وقال خلال ندوة تكريمه في الدورة الثانية بمهرجان الجونة السينمائي: "أتمنى لو قدرت أعمل فيلم كمان هبقى سعيد.. لكن ماعتقدش إن هيكون في أفلام جديدة لي".

- علي عبد الخالق:

ما يجاوز الـ 30 عملا قدمهم المخرج علي عبد الخالق عبر مشواره السينمائي الممتد، من بينهم "البيضة والحجر"، "الكيف"، "إعدام ميت"، بالإضافة إلى "أعنية على الممر" و"العار" اللذان جاءا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري، وقدم آخر أفلامه "ظاظا" بطولة هاني رمزي في 2006.في 2016 أعلن "عبد الخالق" اعتزاله الإخراج السينمائي بسبب ما وصفه بـ "حالة تردي الإنتاج"، لتكون عودته مرهونة بعودة الدولة إلى الإنتاج مرة أخرى.

- خيري بشارة:

قام برفقة مخرجي بخلق تيار واقعى جديد مميز في السينما المصرية، التي أدانت لهم بالفضل في العديد من الأفلام الهامة التي عبرت عن المواطن وأحلامه وأصبحوا من أهم رموزها، بالرغم من استمرار وجوده على الساحة بإخراج دراما تلفزيونية إلا أن آخر أعماله السينمائية "إشارة مرور" مر عليها 23 عاما، حيث الفيلم من إنتاج عم 1996.قرر "بشارة" بعد 11 فيلما قدمهم على مدار 15 عاما، الابتعاد عن الإخرج السينمائي مقابل إخراج المسلسلات الرمضانية كان أخرهم "لعنة كارما" في 2018.

- علي بدرخان:

2002 كان تاريخ آخر الأعمال السينمائية "الرغبة" التي قدمها المخرج علي بدرخان، وكان في الـ 56 من عمره عن إجمالي 9 أفلام في مشواره السينمائي الذي بدأه عام 1975 بـ "الكرنك".وكشف "بدرخان" في أحد لقاءاته الصحفية، أن ابتعاده عن الساحة الفنية يرجع إلى تردي الأوضاع، قائلا: "لم أبتعد عن السينما بشكل متعمد، ولكن أجواء السينما الآن أرغمتنى على البعد، فتبدد حال الفن وازداد سوءاً فأصبح الفن مكسباً تجاريا تدر أموالاً للمنتج أكثر منها قيمة فنية، فلم يكن لدى حينها سوى خيارين الابتعاد والتنازل عن مبادئى والرضوخ لمتطلبات المنتج الذى يبحث عن المكسب المادى السريع على حساب القيمة الفنية، فاختارت مبادئ وفضلت الابتعاد".

- سمير سيف:

بخلاف الفيلم التونسي "أوغسطينوس ابن دموعها" الذي عرض عام 2016 في مهرجان الإسكندرية السينمائي، كانت آخر أعمال سمير سيف السينمائية "ديل السمكة" عام 2003، ليمتدد غيابه إلى 16 عاما حتى الآن، بعد مجموعة هامة من الأفلام التي قدمها عبر مشواره الفني الممتد منها "غريب في بيتي"، "آخر الرجال لمحترمين" و"معالي الوزير"، حيث قاربت أعمله الـ 25 فيلما.لا يعلم أحد تحديدا سر ابتعاد "سيف" عن الإخراج السينمائي إلا أن الأمر لن يبتعد عن أسباب المخرجيين الآخرين، في الوقت الذي ينشغل فيه بتدريس الإخراج السينمائي بالإضافة إلى رئاسة المركز القومي للسينما.

- إيناس الدغيدي:

"الأكثر إثارة للجدل" لقب لازم المخرجة إيناس الدغيدي منذ بدايتها حتى الآن، حيث تختار دائما الدخول إلى مناطق شائكة والتطرق إليها بجرأة ميزتها دون غيرها من صناع السينما، حيث قدمت ما ييقرب من 16 فيلما من بينهم "الباحثات عن الحرية"، "لحم رخيص" و"كلام الليل"، وكان آخرهم "مجنون أميرة" عام 2009، ليمر 10 سنوات كاملة على آخر أعمالها.وتعتبر أزمة الإنتاج هى السبب الرئيسي أمام ابتعاد "الدغيدي" عن الساحة السينمائية، مؤكدة أن خوف المنتجين من الأفكار الجريئة التي تقدمها له عامل كبير.

 


مواضيع متعلقة