«دكة» أسوان.. أفقر قرى مصر تعيش على المعونات

كتب: عبدالله مشالى

«دكة» أسوان.. أفقر قرى مصر تعيش على المعونات

«دكة» أسوان.. أفقر قرى مصر تعيش على المعونات

وجوه سمراء يكسوها الرضا والقناعة، يعيشون وسط منازل آيلة للسقوط، جدران عتيقة متصدعة وأبواب خشبية أكلها النمل الأبيض، يخافون على أطفالهم من الحياة تحت أسقف تلك المنازل البائسة، وحينما استغاثوا بالمسئولين ساعدوهم بإحلال وتجديد 7 منازل من بين 50 منزلاً اضطر أصحابها إلى هجرها والبحث عن مأوى آمِن.

قرية «الدكة»، التابعة لمركز نصر النوبة فى أسوان، جاءت فى المركز الأول بقائمة أفقر 100 قرية، ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أطلقها لرعاية القرى والفئات الأكثر احتياجاً تحت اسم «حياة كريمة»، وبحسب الإحصائيات يصل عدد سكان القرية إلى 6830 نسمة، وعقب علم الأهالى بأن قريتهم هى الأفقر والأكثر احتياجاً بين قرى مصر، تجمع عدد من الأهالى فى جمعية دار المناسبات بالقرية، غالبيتهم من كبار السن وأصحاب المعاشات، ليتباحثوا بشأن ما تحتاجه القرية على أرض الواقع.

{long_qoute_1}

محمد عبدالمجيد عوضين، رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع بالدكة، عبَّر عن سعادته بمبادرة الرئيس قائلاً: «لا تعطونا سمكة، ولكن علّمونا كيف نصطاد، فالإعانات وقتية، لكننا فعلاً نحتاج لمشروعات اقتصادية وتنموية ليعمل فيها أبناؤنا الذين هجر عدد كبير منهم القرية من شدة الفقر، ويتجرعون مرارة الغربة من أجل إعالة أسرهم وعائلاتهم.. أبناؤنا تحملوا الكثير من المشقة لإسعاد مَن حولهم، ومع ذلك فهم راضون تماماً، والواقع يؤكد أن أكثر من 90% من أهالى القرية يتمنون الحياة الكريمة التى وعد بها الرئيس السيسى، فقد أعطيناه أصواتنا ونزلنا من بيوتنا وكلنا ثقة فى المضىّ بنا إلى الأمام، فالقرية تحتاج لخدمات كثيرة فى مجالات البيئة والصحة والتعليم وغيرها».

«القرية تفتقد خدمة الصرف الصحى، ولا يليق بنا فى محافظة أسوان التى أعلنها الرئيس عاصمة الشباب الأفريقى أن نعيش فى منازل بدون صرف صحى»، قالها عبدالصبور حسن محمد، بالمعاش، مشيراً إلى أن أقل منزل فى القرية يحتاج 200 جنيه شهرياً لكسح مياه الصرف، وقد تتجاوز التكلفة 600 جنيه فى منازل أخرى، كما أن القرية فى حاجة لفتح المصالح الحكومية المغلقة منذ سنوات، وفى مقدمتها مكتب البريد.

أمام المسجد الملاصق لدار المناسبات، وقف أحد شباب القرية حاملاً صندوقاً مكتوباً عليه «صندوق مساعدة المرضى»، ينتظر تبرعات الأهالى لمساعدة المرضى: «قررنا إنشاء هذا الصندوق لمساعدة المرضى، فلدينا 7 حالات غسيل كلوى وغيرهم من المصابين بفيروس سى، وكنا نقدم لهم العلاج والدعم من صندوق القرية، قبل مبادرة الرئيس السيسى 100 مليون صحة، ومعروف عنا كأهالى النوبة أننا نتكافل فيما بيننا، ويعين بعضنا البعض، وطلبنا من أهالى القرية، خاصة المترددين على المسجد فى صلاة الجمعة، وضع جنيه واحد فى الصندوق من كل شخص، ومن خلال التبرعات نصرف على المرضى، لأن مرضى الفشل الكلوى يحتاجون بعض الأدوية المهمة، بجانب جلسات الغسيل الكلوى»، مشيراً إلى أن نسبة البطالة بين شباب القرية عالية جداً، وهناك عدد كبير منهم يجلس على المقاهى أو أمام التليفزيون وألعاب البلاى ستيشن، لأنه لا يجد أى عمل، وتابع: «سنى وصل للأربعين، وكنت أعمل فى السعودية، وهذا حال مجموعة من شباب القرية تعمل من أجل الباقين، فكل عملنا وما نكسبه نرسله لأهلنا، ونحن لا نمَلّ، فالتكافل هو سمتنا الغالبة فى القرية، لدرجة أن أبناءنا فى دول الخليج من خلال تكاتفهم وعلاقاتهم مع الشيوخ والأمراء هناك استطاعوا بناء دار المناسبات وغيرها من الأماكن الخدمية لنا، بل وتبرعاتهم التى تفتح بيوت الأرامل والمطلقات واليتامى».

وطالب بركات عابدين محمود، من أهالى القرية، بتوفير طبيب مقيم بالوحدة الصحية، حيث إن الطبيب لا يأتى للوحدة سوى 3 أيام فى الأسبوع، فضلاً عن افتتاح مركز الدكة المتميز للخدمات الصحية للأم والطفل، وهو مركز كبير يضم أجهزة طبية وحضانات، وانتهى بناؤه وتطويره منذ أشهر، لكن لم يتم افتتاحه.


مواضيع متعلقة